جعفر حسان: سياسة الميدان تقود إلى التغيير
خلدون خالد الشقران
مع نهايةِ عام 2024، تقف مفاصل الاقتصاد والحياة الاجتماعية على أعتابِ مرحلةٍ جديدة من التغيير عبر سياسة ميدانية مختلفة يقودها رئيس الوزراء جعفر حسان، الذي استطاعَ خلال فترة الـ100 يوم من عمرِ حكومته أن يرسمَ ملامح رؤية تجمع بين العمل الميداني المكثف الجدي والطموحات الوطنيَّة.
حسان، الذي تولى منصبه في 18 أيلول 2024، لم يكتفِ بإدارة الحكومة من المكاتب المغلقة، وإنما نزل إلى الميدان برفقة فريقه الوزاري، متحدثًا مع المواطن وجهًا لوجه ومطلعًا على التحدياتِ والأولويات، ما عزز ثقة المواطن بجدية قيادته للحكومة، فحملت جولات حسان الميدانية نهجًا أصيلاً في مسألة القيادة والإنجاز.
رئيسُ الوزراء عمل خلال جولاته التي شملت معظم المحافظات على الاستماعِ إلى المعضلات المتعلقة بالخدمات الأساسية، إضافة إلى وضع خطط لمحاربة أكبر التحديات (الفقر والبطالة)، فيما كانت المشاريع التنموية تحتل حيزًا كبيرًا في تطلعات الحكومة الحالية، فقد أصبح التركيز أكثر وضوحًا على مسألةِ دعم الاستثمارات القائمة وتهيئة البيئة الملائمة لجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية؛ بهدف توفير فرص التشغيل وتمكين الاقتصاد الوطني، إضافة إلى تعزيزِ الحضور الشبابي وتكريس فكرة تدعيم تطلعاتهم وآمالهم.
هنا برزت قناعة مفادها أن الزيارات الحكومية للمحافظات لم تكن تقليدية، بل هي رسائل واضحة بأن الحكومة ترى وتستمع وتعمل جنبًا إلى جنب مع مواطنيها ومن خلال برامج عمل ومؤشرات أداء قابلة للقياس ثم المتابعة.
ورغم التحديات الاقتصادية، تمكنت حكومة حسان من تحقيق إنجازات ملحوظة خلال الفترة القليلة الماضية من عمرها، حيث ركزت جهودها على تحسين بيئة الاستثمار، معلنة تسهيلات جديدة لجذب الاستثمارات الأجنبية، إلى جانبِ دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد.
وبينما يفتح العام الجديد أبوابه، يبدو أن الطريق نحو التغيير الإيجابي واضح، فالحكومة تعكف على تطويرِ رؤية شاملة لرفع مستوى معيشة المواطن، وضمان استقرار الاقتصاد على المدى الطويل، مع التأكيد على أنَّ الشباب بمثابة القوة الكامنة التي يجب استثمارها لتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.