ستون عاماً على ثورة الفلسطينيين: إرث النضال المستمر
ستون عاماً على ثورة الفلسطينيين: إرث النضال المستمر
بقلم: أ. رامي أبو دقة
في الأول من يناير عام 1965، انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة، وكانت بداية حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، التي أصبحت عنوانًا بارزًا وتاريخًا نضاليًا مشرفًا لشعبنا الفلسطيني. هذه الانطلاقة، التي انبثقت من رحم فلسطين، لم تكن مجرد بداية لثورة، بل كانت ميلادًا لمرحلة جديدة من الكفاح والنضال الوطني الذي امتد عبر عقود طويلة، وترك بصمات واضحة على مسيرة شعبنا وحركته الوطنية.
"من رحم فلسطين خرجت، ومن رحمها أنجبت الرجال… فصنعت ثورة وحفرت عبر التاريخ اسمها المعبق بدماء الشهداء." بهذه الكلمات، يمكننا أن نلخص مسار حركة فتح الثورية، التي كانت وما زالت تشكل العمود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني. إنها الحركة التي جسدت الأمل والكرامة لشعب عانى من الاحتلال والظلم، فأنشأت ثورة حقيقية، وحفرت اسمها في قلوب كل الفلسطينيين، وجعلت من قضية فلسطين قضية الجميع.
اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الستين (60) لانطلاقة الثورة الفلسطينية، لا يمكننا إلا أن نذكر الدور البارز الذي لعبته حركة "فتح" في هذه الثورة. فهي ليست مجرد حركة سياسية، بل هي قصة نضال طويل مستمر، ورمز للمقاومة والصمود. لقد حملت هذه الحركة راية التحرير منذ خمسينات القرن الماضي، ولا تزال حتى يومنا هذا في مقدمة الصفوف، تصد عواصف المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة. إنها الحركة التي كانت وما زالت تسعى لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، الذي لا يقتصر على التحرير فحسب، بل يتعداه إلى بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
لقد كانت فتح بمثابة القوة المحركة التي أسست منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا. ومن خلالها، استطاعت أن تحقق انتصارات دبلوماسية وسياسية على المستوى الدولي، وما زالت تصد كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية. فتح لم تكن مجرد حركة سياسية، بل كانت أيضًا المدرسة التي تعلم فيها الأجيال الفلسطينية، النضال من أجل الوطن والحرية.
وفي هذه الذكرى العظيمة، نتوجه بالتحية والتقدير لشعبنا الفلسطيني في كافة بقاع الأرض، ونخص بالذكر شهداءنا الأبرار، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن. وفي مقدمتهم الزعيم الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، الذي كان رمزًا للثورة الفلسطينية وقائدًا حكيمًا في مسيرتها. كما نتذكر جرحانا الأبطال وأسرانا الصامدين، الذين يمثلون جزءًا أساسيًا من هذه الثورة المباركة.
إن هذه الثورة هي ثورتكم، هي صوت حناجركم، ويدكم التي تضرب بقوة، ويدكم الحانية التي تعانق الوطن. فكونوا معها كما كانت دوما معكم، وبينكم، ولكم.
الذكرى الستون لانطلاقة الثورة الفلسطينية، تمثل لحظة من لحظات التاريخ التي تذكرنا بأن النضال لم يتوقف بعد، وأن الطريق ما زال طويلاً لتحقيق أهدافنا الوطنية.