يارا بادوسي تكتب : تصنيع سجائر التسخين محليا.. استثمار واعد وتنشيط للاقتصاد
يارا بادوسي
في ظلِّ التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع صناعة التبغ عالميًا، تتجه أنظار المستهلكين نحو المنتجات البديلة للتدخين التقليدي، مثل السجائر الإلكترونية، ومنتجات "التبغ المسخن"، المخصص استخدامه لأجهزة الـ"IQOS"وغيرها من الأجهزة التي تعتمد مبدأ التسخين، والتي يتم تسويقها على أنها أقل ضررًا من السجائرِ التقليدية.
ويشهد سوق التبغ البديل نموًا مستمرًا عالميًا، وقد نجحت عدة دول في توطينه ومع تزايدِ الطلب على استهلاك منتجات التبغ المسخن تظهر فرصة استثمارية يمكن أن تسهم في تنشيطِ الاقتصاد الوطني، وتقلل من الاعتماد على الاستيراد، وتوفر المزيد من فرص العمل، وهنا يبرز السؤال لماذ لا تستغل الحكومة نجاح هذه الصناعة وتبادر في تصنيعها محليًا؟
تصنيع سجائر التبع المسخن محليًا سيسهم في تقليلِ حجم الاستيراد، وهو ما يخفف الضغط على الميزان التجاري للدولة، كما أن التوجه نحو التصدير إلى الأسواق الإقليمية المجاروة قد يحول الأردن إلى مركز إقليمي لصناعة التبغ البديل، مستفيدًا من موقعهِ الجغرافي الاستراتيجي وعلاقاته التجارية، خاصة أن صناعة الدخان الأردني أثبت قدرته على المنافسة محليًا وإقليميًا، وبرزت شركات أردنية واستطاعت ترسيخ مكانتها في السوق والتوسع نحو التصدير للأسواق المجاورة.
وبالنظر إلى الأثر الإيجابي الذي قد يحدثه هذا المشروع في سوق العمل، فإنشاء مصانع لتصنيع التبغ المُسخن سيسهم بتوفير فُرص عمل مباشرة وغير مباشرة وسيعزز من دورِ القطاع الصناعي في دعم الاقتصاد المحلي، وتطوير هذه الصناعة قد يحفز الاستثمارات الأجنبية وبالتالي يساهم في نقل التكنولوجيا والخبرات الحديثة إلى السوق الأردني.
ومن الناحية المالية، فإن تصنيع هذه المنتجات سيُتيح فرض الضرائب التي تسهم في زيادة الإيرادات الحكومية، وفي الوقت ذاته يساعد في تنظيمِ السوق بكفاءةٍ أكبر في الحد من التهريب والتداول غير المشروع، ما يوفر بيئة أكثر استقرارًا للمستهلكين والشركات على حد سواء.
وأخيرًا، فإنَّ تصنيع سجائر التبغ المسخن يمثل فرصة واعدة لتعزيزِ الاقتصاد الوطني ودعم القطاع الصناعي مع الالتزام بالمعايير الصحية والتنظيمية.
ويتعين على الحكومة أن تنظرَ إلى هذا المقترح ودراسته بشكلٍ جاد ووضع خطة متكاملة توازن بين الفوائد الاقتصادية وبعض المخاطر الصحية المحتملة، لضمان مستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا واستدامة.