كيف يمكن الاستفادة من الدرس الإندونيسي بالاستثمار؟
الأنباط – عمر الخطيب
تمكنت إندونيسيا من فرض شروطها على شركة أبل، إذ منعت بيع آيفون 16 في أسواقها إلا بعد التزام الشركة الأمريكية بالاستثمار داخل إندونيسيا.
صراع تجاري نالت به إندونيسيا، أكبر اقتصادات جنوب شرق آسيا، مرادها بعد جولات من المفاوضات آلت إلى تطبيق الشروط المطلوبة.
وفي خضم المفاوضات، عرضت الشركة الأمريكيّة، المعروفة بشعار التفاحة المقضومة، استثمار 10 ملايين دولار، ثم رفعت العرض إلى 100 مليون دولار، لكن تمترس إندونيسيا على شروطها اضطرّ أبل إلى رفع المبلغ إلى مليار دولار.
الحدث جلل، وليس هينًا، فالمكسب لإندونيسيا كبير بإيجاد استثمار جديد في البلاد وخَلق فرص عمل ودعم النمو، كما أنه مكسب أيضًا للشركة الأمريكية التي لا يمكنها الاستغناء عن السوق الإندونيسي الذي يعد رابع أكبر سوق في العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها 270 مليون نسمة، بالإضافة إلى كون إندونيسيا عضوًا في مجموعة العشرين بحجم اقتصاد يقدر بـ1.5 تريليون دولار.
ومع صعوبة المقارنة، إلا أن هناك دروسًا مستفادة من الأمر، محليًا لا بد لنا من تعلم شيء من هذا الأمر لرفد اقتصادنا بالاستثمارات.
ففي حال اتباع الأردن سياسة مشابهة لتلك التي اتبعتها إندونيسيا، فمن الممكن أن جذب المملكة استثمارات ضخمة، الأمر الذي يسهم في توفير فرص عمل محلية ويعزز الاقتصاد الوطني.
إندونيسيا استثمرت حجم سوقها وقوتها الاقتصادية لفرض شروطها على شركة عظمى، والأردن قادر على استثمارِ موقعه الجغرافي وبيئته الآمنة وسط إقليم غير مستقر لجذب استثمارات قادرة على خلق فرص العمل.