banner
مقالات مختارة
banner

الدولة المدنية أم العلمانية: أيهما يناسب مستقبل سوريا؟

{clean_title}
جهينة نيوز -

إعداد: الناشط الحقوقي محمود أبوزيد
23 ديسمبر 2024

في ظل التحديات التي تواجه سوريا كبلد متعدد الأديان والمذاهب، يثار سؤال جوهري حول النموذج الأنسب لبناء الدولة السورية الجديدة: هل هي الدولة المدنية التي تحقق التوازن بين القيم الدينية والمواطنة، أم العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة بشكل صارم؟

الدولة المدنية: الأسس والمفهوم

الدولة المدنية تقوم على المبادئ التالية:
1.المواطنة كأساس للحقوق والواجبات:
جميع المواطنين متساوون بغض النظر عن الدين أو العرق أو المذهب.
2.سيادة القانون:
القوانين تُطبق على الجميع، وتستند إلى مبادئ العدالة والإنصاف.
3.الحرية الدينية:
الدولة تحترم جميع الأديان، مع ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية.
4.التوازن بين الدين والدولة:
الدين يُحترم كجزء من ثقافة المجتمع، دون أن يكون له دور في التشريع أو السياسات العامة.

لماذا الدولة المدنية تناسب سوريا؟

1. التعددية السورية

سوريا بلد متنوع دينيًا وإثنيًا، يضم مكونات متعددة كالمسلمين السنة، العلويين، المسيحيين، الدروز، والأكراد. الدولة المدنية توفر إطارًا يحتضن هذا التنوع، ويحمي حقوق جميع المكونات دون تمييز.

2. احترام الطبيعة المحافظة للمجتمع

يشكل المسلمون السنة نحو 75% من سكان سوريا، وهم مجتمع متدين يتمسك بالقيم الأخلاقية المرتبطة بالدين. الدولة المدنية تضمن استمرار احترام هذه القيم، دون فرضها على الأقليات أو تهميشها.

3. منع الاستقطاب الطائفي والسياسي

الدولة المدنية تعزز مبدأ المساواة وتبعد الدين عن التوظيف السياسي، مما يحد من النزاعات الطائفية ويعزز التماسك الوطني.

العلمانية ولماذا لا تناسب سوريا؟

1. مفهوم العلمانية

العلمانية تفصل الدين بشكل كامل عن الدولة، بحيث تُدار القوانين والسياسات بمعزل عن أي تأثير ديني، مع ضمان حرية الاعتقاد والممارسات الدينية.

2. القوانين التي تتعارض مع القيم المجتمعية

في الدول العلمانية، تُقر قوانين مثل:
المساكنة: العيش معًا دون زواج رسمي.
الزواج المدني: زواج يتجاوز الشروط الدينية، مثل زواج المسلم من غير المسلمة دون قيود.
زواج المثليين: وهو ما يتعارض مع القيم والأعراف الدينية والاجتماعية لمعظم السوريين.

3. تهديد الهوية الثقافية

تجاهل الدين في القوانين والسياسات قد يُفسر على أنه إقصاء للهوية الدينية، مما يثير رفضًا واسعًا لدى الأغلبية المسلمة المحافظة.

4. خطر التطرف المضاد

فرض العلمانية في مجتمع متدين قد يؤدي إلى ردود فعل متطرفة من الفئات التي ترى في ذلك تهديدًا لقيمها وهويتها.

المقارنة بين الدولة المدنية والعلمانية

الدولة المدنيةالعلمانية
تحترم الدين كجزء من ثقافة المجتمع.تفصل الدين عن الدولة بشكل صارم.
تضمن قوانين تراعي القيم الدينية والاجتماعية.تُقر قوانين قد تتعارض مع الدين، مثل زواج المثليين والمساكنة.
توازن بين حقوق الأغلبية والأقليات.تركز على المساواة المطلقة دون مراعاة الخصوصيات الثقافية.

الملامح المطلوبة للدولة المدنية في سوريا الجديدة
1.دستور جامع:
يضمن المساواة للجميع دون تمييز، مع احترام القيم الدينية والثقافية.
2.سيادة القانون:
يُطبق القانون على الجميع بشكل عادل.
3.التعليم المدني:
نظام تعليمي يعزز قيم المواطنة، مع احترام التنوع الثقافي والديني.
4.تعزيز التعايش:
إشراك جميع المكونات السورية في بناء الدولة دون محاصصة أو تهميش.

الخلاصة

في ظل التعددية الدينية والثقافية لسوريا، تُعتبر الدولة المدنية النموذج الأكثر واقعية وملاءمة لبناء مستقبل البلاد، حيث تحترم القيم الدينية دون تسييسها، وتضمن المساواة والعدالة للجميع.

أما العلمانية الصارمة، فقد تُثير انقسامات مجتمعية بسبب قوانينها التي تتعارض مع القيم المحافظة للأغلبية المسلمة، مما يجعلها خيارًا غير ملائم للسياق السوري.

الدولة المدنية هي الطريق لبناء سوريا موحدة، عادلة، ومتنوعة.
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير