بلدية باب عمان.. منطقة سياحية بامتياز تنتظر الدعم
رئيس البلدية لـ"الأنباط: التحدي المالي يشكل عائقًا كبيرًا أمام كافة المشاريع
الزبون: لأسباب فنية تم رفض مشروع سياحي قرب منطقة السيل
مطالبة أمانة عمان بالإفراج عن حصص البلديات من المخالفات
الانباط-رزان السيد
منذ تأسيسها في العام 2001، تسعى بلدية باب عمان، إحدى البلديات البارزة في العاصمة، لتعزيز الخدمات المُناطة بها، لتمسي مركز جذبٍ للسكن والزيارة على حدِ سواء.
تشكل هذه البلدية جزءًا أساسيًا من النسيج الحضري الذي يعكس تاريخ عمان وتطورها، وتقع هذه البلدية في منطقة حيوية ومهمة، تشهد حركة اقتصادية وثقافية كبيرة.
ورغم عدد المعيقات، تسعى بلدية باب عمان جاهدة لتحسين جودة الحياة في المنطقة من خلال توفير خدمات بلديَّة متكاملة تُلبي احتياجات المواطنين، مثل النظافة، والصيانة، وتطوير البنية التحتية، كما تركز على تعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير بيئة صحية وآمنة للسكان.
وتأسست بلدية باب عمّان بعد دمجِ بلديات المصطبة، جبة ومرصع، لتصبح بلدية واحدة باسم بلدية باب عمان، بمساحة 46 كم مربع، والمساحة التنظيمية حوالي 6 كم مربع، من خلفِ جامعة عمان العربية حتى منطقة سيل الزرقاء وهذا ما يُشكل تحدٍ كبير على الخدمات التي تُقدمها، كما يقطنها حوالي 25 ألف نسمة.
ولاستيضاح التطورات التي طرأت على البلدية ومستوى الخدمات، أجرت "الأنباط" مقابلة مصورة مع رئيس بلدية باب عمان عمر الزبون، أوضح خلالها أنَّ الخدمات التي تقدمها البلدية تتمحور بالخدمات الرئيسيَّة التي من الواجب على أي بلدية تقديمها، من توفير بنية تحتية جيدة، وتعبيد الطرق وفتحها، وتيسير أمور الناس، مثل خدمات النظافة، وهذا ما يهم البلديات بشكلٍ رئيس، والتي لا تستطيع تأخيرها نهائيًا، مؤكدًا أهمية إدامة النظافة، والإنارة، وإدامة الحفاظ على الصحة العامة من خلال مراقبة الأسواق.
وأشار إلى وجود العديد من المشاريع التي بدأت البلديَّة بالعمل بها، وهي بناء قاعة متعددة الأغراض في منطقة جبة ومرصع بقيمة ما يقارب 200 ألف دينار، وإنشاء ملعبين خماسيين في منطقة المصطبة ومرصع لخدمة المواطنين والشباب في المناطق، كما أنشأت البلدية بالشراكة مع جمعية دار أبو عبدالله، مزرعة مائية، تضُم حوالي 11 بيتًا بلاستيكيًّا، وشغلت المزرعة أكثر من 20 شخصًا من أبناء المنطقة، موضحًا أن الجمعية تقوم بأخذ إنتاج المزرعة وتسوقه لدى المحلات والجمعيات الكبرى في عمان.
وعلى صعيد الصعوبات، أكدَّ الزبون أنَّ هناك العديد من التحديات التي تواجهها البلديّة وتعاني منها، مشيرًا إلى أن أهمها هو التحدي المالي والذي يشكل عائقًا كبيرًا أمام كافة المشاريع التي تسعى البلدية لإقامتها والإرتقاء بها على مستوى المنطقة.
وبيَّن أن البلديَّة تُعاني من مديونية بسيطة مقارنة بالموازنة، موضحًا بأنه خلال السنوات الأخيرة عانت البلدية كباقي البلديات من قلةِ الدعم، وعدم حصول البلديات على حصتها بالكامل من المحروقات، وهذا ما سبب لها عجزًا عن القيام ببعض واجباتها تجاه المشاريع أو إقامة مشاريع مدرة للدخل أو خلق فُرص العمل.
وفيما يخص الفقر والبطالة في المنطقة، أوضح الزبون أن البلدية شاركت بعدد من البرامج والمشاريع منها مع منظمة العمل الألمانية، وعلى مدى ثلاث سنوات استفاد منها بحوالي 200-300 شاب وفتاة من الجنسية الأردنية والسورية، مؤكدًا أنه لم يتم إنشاء مصانع أو معامل لتشغيل الأيدي العاملة من أبناء المنطقة وتخفيف الفقر والبطالة، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وأضاف أن معظم الدراسات التي يتم تقديمها لإقامة المشاريع تصدمك بالواقع، بعد توفر السيولة النقدية لإقامة هذه المشاريع، وتابع، أن هناك تحديات بيئية أيضًا تُعاني منها المنطقة، مشيرًا إلى أنه تم تقديم دراسة لإنشاء مصنع للأسمدة مغلق وهو تحدٍّ كبير على البلدية لأنَّ معظم أهالي المنطقة يربون المواشي، فكانت مخلفاتها تشكل عبئًا كبيرًا على البلدية، لكن فوجئت البلدية بالرفض من قبل وزارة البيئة، رغم مخاطبتهم مرات عديدة، لكن بسبب قرب الموقع من المنطقة السكانية ونظرًا لقوانين الوزارة وتعليماتها تمَّ رفض المشروع.
وفيما يخص قطاع السياحة، بين الزبون بأن منطقة باب عمان منطقة سياحية بامتياز، حيث تتألق المنطقة بشجر الملول، وهي الشجرة الوطنية والتي يزيد عمرها على 400 عام، وهذا النوع من الأشجار غير متواجد سوى في مناطق باب عمان وبعض مناطق عجلون، لذا تعتبر ثروة سياحية من الغابات التي إذا فقدت لن تعود، وأضاف أن 22 كم من مساحة بلدية باب عمان على سيل الزرقاء، وهذا يعني أن المنطقة تتمتع بسياحة بيئية وسياحة مائية وإطلالة على سدِ الملك طلال، وهناك قطعة أرض للشارع القديم للمنطقة المطلة على سد الملك طلال على شارع الأشغال القديم، قدمت البلدية طلبًا لوزارة الأشغال العامة بتخصيصه لبلدية باب عمان، لإقامة متنزه عليه، وإطلالة بانورامية على السد، ولم توافق وزارة الأشغال بدعوى حرصها على أموال وزارة الأشغال العامة.
وأشار إلى أن المنطقة جاذبة سياحيًا، ومنطقة تتنوع فيها التضاريس والنباتات، وتجد في الربيع آلاف الأنواع من النباتات والأزهار، بالإضافة إلى وجود نباتات طبية والتي يمكن استغلالها في العديد من الصناعات الغذائية أو الدوائية، إذ تعتبر المنطقة سياحية، طبية، استثمارية، بيئية، مائية.
وتابع، أن الكثير من الناس كانوا يقصدون منطقة السيل لوجود مياه معدنية، لكن بسبب ردم الإهمال بالموقع، تم الإعتداء عليه من قبل الناس وتم طمره، وقدمت البلدية برنامجًا لإعادة إحيائه من جديد.
وأوضح الزبون بأنَّ العديد من المستثمرين قاموا بمراجعة البلديَّة لإقامة مشاريع سياحية، وكان آخرها بناء "كامباوند" مؤلف من 12 فيلا ومطعم وفندق بحوالي 20 غرفة، لكن بعد خمسة أشهر من المراجعات والطلبات ما بين وزارة الأشغال العامة ودائرة التنظيم ووزارة الإدارة المحلية، تم رفض المشروع، مشيرًا أنهكان سيشغل أكثر من مئة شخص في مرحلته الأولى عند التشغيل من أبناء المنطقة.
وأكد أن سبب الرفض وفقًا لهم، أنه فني بامتياز، بحجة أن التربة تعاني من انزلاقات، علمًا بأن المستثمر قدم كل ما طلب منه من وزارة الأشغال، سواء من مخططاتٍ للدخول وللخروج، والتباطؤ والتسارع، وكيفية حماية الأرض بجدار استنادي، والعديد من الأمور، مشيرًا إلى أن المنطقة واعدة وهي اسم على مسمى باب عمان، إذ أنها بوابة على العاصمة عمان، ولذلك يجب الاهتمام بها، نظرًا لأنها امتداد للعاصمة من الناحية الشمالية.
وبين أن مطالب البلدية تتمثل في توفير الدعم، والإفراج عن حصص البلديات الموجودة في أمانة عمان من المخالفات، ومن حصص البلديات الموجودة من عوائد المحروقات، قائلاً:" بس يفرجوا علينا ونحن بعدين ندبر حالنا".
وأشار إلى أن المواطن ما يهمه دائمًا هو البنية التحتية، وفتح الشوارع وإيصال الخدمات لمنزله، والآن مع تخلي وزارة الأشغال العامة عن واجبها تجاه الطرق التي تقع خارج التنظيم، أصبح على البلديات عبء كبير، ودون إحداث أي زيادة على الموازنة.
وطالب الزبون بأن تعود الشوارع والطرق التي تقع خارج التنظيم لإختصاص وزارة الأشغال ووزارة الزراعة كما كانت سابقًا، أو أن يتم زيادة موازنة البلديات لتحمل الأعباء الإضافية عليها، نظرًا لأن البلدية اليوم عاجزة عن القيام بواجباتها تجاه فتح الشوارع.