الشِيشَاني المُسِلم قَادِيروف إذ يُهَدِّدُ الكِيان الصُهْيُونِيِ نُصْرةً لفلسطين...! (1)
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
يُعتَبَر رَمَضَان قاديروف الرجل الثاني في روسيا الإتحادية بعد الرئيس فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين الذي يَتَضَامن تَضَامناً كَاملاً وشَاملاً وصَلبَاً وعَلانياً مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في مختلف المجالات، والتي ضمنها إقامة دولة وطنية فلسطينية حقيقية ومستقلة وسيدة على أرض فلسطين التاريخية، تتمتع بكل القوانين والقرارات الأُممية الخاصة بالدول.
إضافة إلى ذلك، ماتوقف الزعيم الشيشاني المُسْلِم رمضان قاديروف عن إعلانه المُتَوَاصِل عن تَضَامُنهُ الكامل والشامل مع شعب فلسطين الجريح، إذ يرى قاديروف في القضية الفلسطينية عالمية – أُمَمِيَّة عادلة، وقضية شعب تم تشريده قَصرَاً، تَعَرَّضَ ومَازالَ يَتَعَرض للقتل اليومي العَمَد، وللتهجير، والإبادة الجماعية في وطنه التاريخي فلسطين.
يؤكد قاديروف، وهو أشهر قائد سياسي مُسلم في روسيا، بأن على العَالَم برمته، سوياً مع المنظمات السياسية الدولية والإقليمية، أن يَشرع سريعاً بدعم قضية فلسطين وشعبها الذي ماتوقف الاحتلال يُذِيقَهُ مختلف ألوان العذاب والقتل اليومي المُمَنهج، ويُكرِّر قاديروف بأن على حكوماتِ وقادةِ وشعوبِ البلدان المختلفة أن تَعي بعمق هذه المأساة التاريخية لهذا الشعب الفلسطيني الجريح والمُشَرَّد منذ عهد بعيد، إذ يتواصل أنين الفلسطينيين وألَمَهُم إلى هذه اللحظة جَرَّاء عمليات والتهجير القَسري الصهيوني لهم من وطنهم التاريخي، وقتلهم ساعة بعد أُخرى، بل دقيقة بعد دقيقة بالجُملَة، كما وتَستَمر عمليات الكيان اللقيط بتفجير بيوتهم، وسحقهم بدباباته في متتالية لا تنتهي إلى لحَظة نَشر هذه المقالة، وصولاً إلى إبادة أطفالهم الرُضَّع، وحتى لإلغاء كلمة "فلسطين" إسماً ودولةً وشعباً، استعداداً منهم للنقلة الثالثة وهي احتلال أراضي دولٍ عربيةٍ أخرى، في سعي منهم لتعزيز وجودهم الاستيطاني اليهودي على أرض فلسطين، من خلال استقدام المَزيد من الصهاينة إليها فتهويدها تماماً.
تصريحات قاديروف المَبدئية بشأن القضية الفلسطينية وشعب فلسطين قوية وحَكِيمَة، وهو بها يَعكس بجلاء النهج السياسي المُستقيم لجمهورية الشيشان والفدرالية الروسية برمتها، رئيساً ودولةً وشعباً مُتَعدِد الأَجنَاس والأعراق والأديان.
وفي واحدةٍ من تصريحاته قال قاديروف بالحَرف: "قسوة الفاشية الإسرائيلية" على الفلسطينيين تفوق هِتلر"، وبأن ("الفاشية الإسرائيلية" في قسوتها ضد فلسطين ليست أدْنى مِن أِفعِال "هتلر"، وحتى تفوقها). كذلك، كشف قبل فترة في منشور له عبر قناته الرسمية على "تلغرام"، عن رسالة وصلته من أطفال فلسطين طلبوا من خلالها تقديم المساعدات لهم.
يتساءل الأخ الكبير قاديروف: "ماذا يجب أن أقول لهؤلاء الأطفال؟! إن حِلف شمال الأطلسي الذي يتخيل نفسه سيد العَالَم، يَسفِك بشكل دائم دماء الناس في جميع أنحاء الكوكب، في إشارة منه للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين!؟".
وأضاف قاديروف القائد القوقازي المُسِلم والشهير في روسيا وفي الدول العربية والإسلامية وعالمياً كذلك: "هل تُعزِّي مثل هذه الكلمات الأطفال المُنْهَكِين من نقص الغذاء والمَاء والمُعَاناة تحت القصف!؟". وأوضح: أن "عدة آلاف من الأبرياء وقعوا ضحايا للإبادة الجماعية". وفي جانب آخر وللأسف: ..فإن "أولئك الذين دافعوا دائماً عن حقوق الإنسان" لا توجد إدانة منهم لمِثل هذه الأعمال، بل على العكس من ذلك، يتم تقديم المساعدة للمُعتَدي.
تأتي تصريحات قديروف على خلفية التصعيد بين حركة "حماس" والقوات الصهيونية منذ إطلاق "حماس" عملية "طوفان الأقصى"، التي تصاحَبت مع إطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة على "إسرائيل"، واقتحام مُقَاتليها مُستَوطَنات "إسرائيلية" مُتاخِمة لقطاع غزة، وقتل وأسر عدد كبير من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
جَدير بالذِكر، أن قاديروف يُعرب دَوماً عن "دعمه الكامل" للفلسطينيين، ويَقترح نشر قوات "حفظ سلام" في مهمة لتسوية "الصراع"، كذلك دعا المُسلمين، وغير المسلمين أيضاً، المنتشرين في "جميع أنحاء الكرة الأرضية"، إلى وقفة تضامن تدعو لوقف الحرب الصهيونية على شعب فلسطين، بخاصةٍ في قطاع غزة المُعَذَّب، كما حَثَّ الزعيم الشيشاني في حديث موجَه للعَالم أجمع الدول الإسلامية على ضرورة بناء تحالف لإنهاء الهجمات العدوانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
وفي سياق مُتَصل، شرع الرئيس بوتين بتقبيل نسخة من المُصحف الشريف خلال لقائه قاديروف الذي قَدَّمَ لَهُ نسخة من القرآن الكريم كهدية ضمن زيارته لمَسجِد النبي عيسى في جمهورية الشيشان.
يذِكر، أن الإسلام هي الديانة الأكثر انتشاراً بين المواطنين الشيشانيين، إذ عَرفَ الشيشانيون الإسلام قبل ألف عام ونيّف عن طريق التُجار العَرب، كَمَا يوجد في العاصمة الشيشانية الجميلة "غروزني" أحد أكبر مساجد أوروبا، كذلك تتوافر أقليات روسية الأصل مسيحية أرثوذكسية الديانة، تصل أعداداها إلى نحو 25,000 شخص، فضلًا عن أقلية أرمنية.
يتبع/ 2.