الصفدي يجري مباحثات مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي
وبحث الصفدي وبوريل علاقات الشراكة الأردنية الأوروبية وسبيل تعزيزها في مختلف المجالات.
كما بحثا جهود وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل وتدفع الأوضاع نحو الانفجار.
وبحث الصفدي وبوريل أيضاً جهود حل الأزمة السورية والتراجع الخطير في الدعم الدولي.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، شكر الصفدي بوريل "على كل ما بذله من جهود خلال فترة خدمته لتعزيز العلاقات الأردنية الأوروبية،" مشيراً إلى ما شهدته من تطور تبدى في العديد من برامج التعاون.
وأشار الصفدي إلى القرار الذي اتخذ في آخر اجتماع للجنة الشراكة الأردنية الأوروبية بتطوير العلاقات إلى شراكة إستراتيجية "مع كل ما يفتحه ذلك من أبواب وآفاق جديدة للتعاون".
وقال الصفدي: "الشكر لك جوزيب على كل ما بذلته من جهود طيبة عكست الحرص على تعزيز علاقات الشراكة الأردنية الأوروبية التي نرى فيها شراكة استراتيجية وعلاقات صداقة قوية".
كما شكر الصفدي بوريل على مواقفه الواضحة المطالبة بتطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والتزام القيم الإنسانية المشتركة والقيم الأوروبية، ودعواته الواضحة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يواجهها أهل غزة نتيجة هذا العدوان، وتلبية حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف لتقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين.
وأضاف الصفدي، أنه أجرى وبوريل حواراً معمقاً، بنى على الحوار الذي كان جرى أمس حين استقبله جلالة الملك عبدالله الثاني حول كيفية المضي قدماً في الجهود المشتركة من أجل وقف العدوان على غزة وعلى لبنان، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
وحذر الصفدي من تفاقم الكارثة الإنسانية التي تتفاقم في غزة، حيث يموت الناس من الجوع والعطش، ومن غياب الأدوية، وتحديداً في شمال غزة "حيث نرى واقعا لا يمكن وصفه إلا بأنه واقع غير إنساني ومنع إسرائيل إدخال المساعدات وعمليات تطهير عرقي".
وقال الصفدي، إن موقف المملكة واضح أكده جلالة الملك أكثر من مرة، حيث الأولوية الحالية وقف العدوان، وقف الكارثة الإنسانية ومن ثم العمل بجهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، والذي يشكل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967وعاصمتها القدس المحتلة سبيله الوحيد.
وأضاف الصفدي: "مستمرون في المملكة في العمل مع كل شركائنا، الاتحاد الأوروبي وفي العالم ومع أشقائنا في المنطقة من أجل تحقيق هذه الأهداف."
وشدد على أن الأردن أيضاً مستمر في تقديم كل ما يستطيعه من مساعدات، "وكل كمية مساعدات تصل أثرها حقيقي في منع موت الناس جوعاً أو عطشاً أو بسبب عدم توفر الأدوية. وبالأمس كانت هنالك عملية إيصال مساعدات مهمة، وبتوجيهات من جلالة الملك، سيّر الأردن 8 طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني هبطت في غزة وأوصلت مساعدات ذات قيمة عالية، مساعدات يحتاجها الناس."
وقال الصفدي: "كما أكدنا دائماً أن هذا ليس بديلاً عن فتح المعابر البرية لأن إيصال المساعدات إلى غزة بالشكل الكافي لن يتأتى إلا إذا فتحت كل المعابر وسمح بإدخال كل المساعدات التي يحتاجها الفلسطينيون، والسماح لمنظمات الأمم المتحدة، أن تعمل بحرية من أجل استلام هذه المساعدات وتوزيعها على كل مناطق القطاع."
وقال الصفدي، في رد على سؤال حول إصدار المحكمة الجنائية الدولية، مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، إن "قرارات المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تحترم، ويجب أن تنفذ."
وأضاف الصفدي أن المحكمة مؤسسة دولية ثمة التزام باحترام قراراتها من كل الدول الأعضاء فيها، والدول الأعضاء في المحكمة هم 124دولة، وبالتالي، كل هذه الدول ملزمة باحترام هذا القرار.
وأكد الصفدي أن "الشعب الفلسطيني يستحق العدالة. المؤسسات القانونية وجدت لتحاسب ولتلبي متطلبات العدالة، وبالتالي لا بد من التعامل مع هذا القرار باحترام. يجب احترام قرار المحكمة، يجب على كل الدول الأعضاء أن تحترم هذه المحكمة، ولتقم المحكمة بدورها ولتحكم."
وأضاف الصفدي إنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يكون انتقائياً في قبول قرارات محكمة في قضايا معينة ويرفضها في قضايا أخرى. ثمة سوابق للمحكمة الجنائية الدولية، حيث قامت بإصدار مذكرات اعتقال، وكان هنالك موقف دولي بضرورة احترام هذه القرارات، فما ندعو له هو أن تحترم قرارات المحكمة، أن تأخذ العدالة مجراها، وليواجه كلٌ مسؤولية ما قام به. لا يمكن ولا يجوز أن يكون هنالك أي انتقائية في أعمال المحكمة، ولا يجوز أن يكون هنالك أيضاً تسييس لأعمال المحكمة.
هذه منظمة دولية مهنية محكومة بقوانين، محكومة بسوابق، محكومة بأسس عمل، فنحن نؤكد مرة أخرى ضرورة أن تحترم هذه القرارات، وضرورة أن تأخذ العدالة مجراها، وليواجه كل مسؤولية ما قام به."
وشدد الصفدي على أن "المحاسبة موقف طالب به الأردن من اليوم الأول، احترام القانون الدولي، موقف طالب به الأردن من اليوم الأول، احترام ميثاق الأمم المتحدة، احترام كل متطلبات القانون الدولي هو ضرورة ليس فقط للتعامل مع العدوان وما أنتجه من قتل وما تخلله من جرائم حرب وما ارتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، ولكن أيضاً هو ضرورة من أجل صدقية القانون الدولي وصدقية مؤسسات العمل الدولي المشترك."
وقال الصفدي "نحن الآن أمام حقيقة، هنالك مذكرة اعتقال. ويجب أن يكون هذا القرار أيضاً رسالة للمجتمع الدولي كله أنه عليه أن يتحرك بخطوات عملية لوقف المجازر التي ترتكب في غزة، لوقف المجازر التي ترتكب بحق القانون الدولي، لوقف استخدام التجويع سلاحاً، لإنهاء العدوان، وللسماح بدخول مساعدات إنسانية كافية لكل أنحاء قطاع غزة.
هذه لحظة فارقة، والمجتمع الدولي كله الآن أمام هذه اللحظة، هل يتصرف وفق القانون ووفق القانون الدولي، أم يسمح للتسييس ولموازين القوى، بأن تحول دون تطبيق العدالة، وهل يتخذ الخطوة التي تأخرت كثيراً باتخاذ موقف دولي حقيقي فاعل يفرض وقف العدوان ويفرض احترام القانون الدولي ويفرض وقف تجويع الفلسطينيين وقتلهم إما بالرصاص وإما من خلال حرمانهم من الغذاء والدواء."
وأضاف الصفدي في رد على سؤال، أن المجتمع الدولي فشل في وقف العدوان على غزة، وفشل في الحؤول دون توسعته إلى لبنان، مؤكدًا: "قدمنا كل ما هو يمكن أن يقدم لإقناع المجتمع الدولي باتخاذ موقف دولي فاعل حقيقي ينهي هذا العدوان، لكن إسرائيل استمرت في عدوانها في خرق لقرارات صدرت عن مجلس الأمن، قرارات صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارات صدرت عن محكمة العدل الدولية.
السؤال الواضح: لماذا لم تتوقف الحرب، ليس لأنه لم يكن هنالك جهود وجهود كاملة وجهود لم تتوقف سواء من الأردن أو من أشقائنا أو العديد من شركائنا، لكن لأن إسرائيل اختارت أن تتحدى القانون الدولي وأن ترفض الانصياع إلى قرارات مجلس الأمن وقرارات منظمات العمل الدولي المشترك واستمرت في هذا العدوان."
وشدد الصفدي على أنه رغم ذلك، "تغير الكثير منذ أن بدأت إسرائيل عدوانها على غزة، لناحية مواقف عديد دول لم تعد تتحدث بأن ذلك حق في الدفاع عن النفس بل بدأت في المطالبة بوقف هذا العدوان. كثير من الدول اعترفت بالدولة الفلسطينية سواء في أوروبا أو خارج أوروبا ، كثير من الدول الآن التزمت بحل الدولتين سبيلاً لا بديل عنه لتحقيق السلام العادل والشامل، ورأينا التحالف من أجل تنفيذ حل الدولتين الذي انضمت إليه أكثر من 123دولة."
وأضاف، أن السردية الإسرائيلية لم يعد لها الصدى الذي كان لها في بداية الحرب، حيث كثير من الدول تتحدى هذه السردية وترفض منطقها.
وتابع الصفدي، أنه بالنسبة للمملكة، "فالجهود التي قادها جلالة الملك واضحة بينة يعرف العالم كله أثرها ومداها، هذا الجهد لم يتوقف ولن يتوقف ليس فقط في المجال السياسي والضغط من أجل وقف العدوان والتحرك في المنظمات الدولية والتواصل مع القوى المؤثرة ومع الشركاء في المجتمع الدولي والتنسيق مع الأشقاء، ولكن أيضا في الجانب الإنساني.
وأشار الصفدي إلى الجهود التي قام بها الأردن لإيصال المساعدات إلى غزة والضفة الغربية والمستشفيات الميدانية التي تعمل هناك، لافتاً إلى أن عمليات الإنزال الجوية التي قام بها الأردن، هي ثالث أكبر عملية إنزال جوي لتقديم مساعدات منذ عملية برلين.
وقال الصفدي، إن الأردن قام بكل ما يستطيعه، ومستمر بالقيام بكل ما يستطيعه."
وشدد الصفدي على أن "موقف الأردن واضح ثابت لم يتغير ولن يتغير، وجهودنا مستمرة لم تنقطع ولن تنقطع. نحن في المملكة دعونا وندعو، وعملنا ونعمل من أجل وقف العدوان، وإنهاء الكارثة الإنسانية ووقف استخدام إسرائيل التجويع سلاحاً، وقف الإجراءات اللاشرعية التي تدفع باتجاه تفجر الأوضاع في الضفة الغربية وبما فيها القدس المحتلة، وقف العدوان على لبنان، توصل لوقف إطلاق نار دائم في غزة وفي لبنان، وبعد ذلك العمل بجهد دولي حقيقي لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وفق المرجعيات على أساس حل الدولتين."
بدوره، أشاد بوريل بعمق العلاقة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والأردن، مؤكداً أن الأردن يعتبر شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه "وهو مرساة للاستقرار والحكمة في عين العاصفة".
وأعرب بوريل في هذا الصدد عن شكره لجلالة الملك عبد الله الثاني الذي يحظى بثقة واحترام المجتمع الدولي، كما وثمن التكريم السامي الذي حظي به من جلالة الملك بمنحه وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى، مؤكداً اعتزازه بهذا التكريم السامي.
وأكد، أن الأردن كان وما يزال يدافع عن مبادئ التعاون والتنوع والنزاهة، والدفاع عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودعوته إلى إنصاف الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة.
وأشار بوريل إلى استعداد الاتحاد الأوروبي لتعزيز اتفاقية الشراكة مع المملكة والتعاون في مجالات الأمن والتجارة والتنمية البشرية والأمور التكنولوجية، وتقديم الدعم له في تطبيق مسارات التحديث الثلاثة، السياسي والاقتصادي والإداري، وأكد على التزام الاتحاد الأوروبي في تقديم مساعدات مالية بقيمة 500 مليون يورو لدعم الأردن.
وأشاد بجهود الأردن في إجراء الانتخابات النيابية في أيلول الماضي وتسهيل عمل بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية، وأكد أن الانتخابات كانت شفافة وعادلة.
وحول العدوان الإسرائيلي على غزة، أكد بوريل ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف الكارثة الإنسانية والمذبحة في غزة، قائلاً: "في غزة هناك وضع مأساوي مزر، وسأقوم بكل ما أستطيع لجعل الجميع يعرف ماذا يحدث في غزة، ولا يوجد مجتمعات سكنية في القطاع، بل أن هناك أفراداً يحاولون البقاء ويقتلون يومياً من القنابل، وما زلت أقول أن هذه الحرب ضد الأطفال، ومعدل الوفيات هي أقل من خمس سنوات، أو تسع سنوات".
وأكد بوريل إدانة الاتحاد الأوروبي إلغاء إسرائيل عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في المناطق الفلسطينية المحتلة، وأشاد بقيام تحالف دولي للسلام ودعم جهود حل الدولتين، واستمرار العمل على مساعدة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه.
وشدد بوريل على ضرورة احترام وتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية، بإصدار مذكرات الاعتقال لنتنياهو ولغلانت وغيرهم، وهو قرار ملزم من جميع الدول والشركاء في هذه المحكمة لتنفيذه.