العدالة وجنوب العالم عنوان الدورة 15 من "كرامة/ سينما الإنسان"
تنطلق في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر 2024، في المركز الثقافي الملكي، فعاليات الدورة 15 من مهرجان "كرامة/ سينما الإنسان" الذي ينظمه سنويًا "معمل 612 للأفكار" بالتعاون مع وزارة الثقافة.
تحت عنوان "العدالة لِشعوب جنوب العالم" تتسابق هذا العام عشرات الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة والطويلة والتحريكية، فالقائمون على "كرامة" يعلنون أن وجهات الدورة الجديدة من المهرجان الذي انطلق في العام 2010، تدور حول آفاق العلاقة بين شمال العالم وجنوبه، حيث تتجلّى العدالة هُنا بوصفها "عنوانًا عريضًا وجوهريًّا يسعى أحرار العالم في كل زمان ومكان إلى تحقيقه، وبوصفها أرضيةً لمدّ جسور التواصل بين جهات الكوكب وشعوبه وأنظمته والفاعلين فيه، وأدبيات الحوار، والمِسْبار الذي يحدد مسارات هذه العلاقة بين الشمال والجنوب هل هي تناقض أم تكامل".
إنها العدالة التي "يأمل أبناء جنوب الأرض بتحقيقها" تقول مديرة المهرجان المخرجة سوسن دروزة رائية أن الكوكب أصبح "مقسومًا بشكلٍ مفزعٍ إلى شطريْن؛ شطر شماليّ لا يريد أن يتخلّى عن نزعاته الكولونيالية القديمة التي يُفترض أنه قد مرّ عليها الماء وجرفتها غُدران الدروب، وشطر جنوبيّ تقضمه الحروب وينهش أركانه الجشع، وتسكن أعماق وجدانه الدافعية العنيدة نحو التخلص من التبعية".
تقول دروزة إن "كرامة" يسعى "بعد 14 شهرًا من حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء قطاع غزّة" لأن يكون "منصة محورية ليس فقط لعرض الأفلام، بل أيضًا للتفاعل مع القضايا الإنسانية العالمية بشكل أعمق وأكثر تأثيرًا. من خلال تسليط الضوء على قضايا الجنوب، تمكين الشباب، دعم السينما الرقمية، وتحفيز النقاشات حول العدالة الاجتماعية".
دروزة لا تخفي، في حديثها مع وسائل الإعلام، صدمتها، لا بل استهجانها من السّماح لـ"كيانٍ فاشيٍّ صغير المعنى، التغوّل على خيارات الكوكب جميعه"، مشيرةً إلى رفض تلك الجهة المارقة "الصريح والواضح الانصياع للقانون الدولي الإنساني وللمنظومة الأخلاقية التي يفترض أنها تحكم علاقات العالم على اختلاف جهاته ومعتقداته، وعدم التزام تلك الطغمة بما تَوافَق عليه بنو البشر ورأوا فيه ممكنات تحقيق عدالة كونية مُرْتجاة".
دروزة تختم حديثها بالإشارة إلى موعد المؤتمر الصحفي الذي ستنظمه إدارة المهرجان للإعلاميين حول الدورة 15، (دورة جنوب العالم وتطلعاته)، لإطلاعهم على مزيد من تفاصيلها وأفلامها ومفرداتها، معلنةً أن المؤتمر الصحفي سيقام في الخامسة من مساء الخميس المقبل 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
من جهته يؤكد المخرج إيهاب الخطيب المدير الفنّي للمهرجان أن الدورة الجديدة يمكن أن تُحْدث "فرقًا حقيقيًا في تحقيق التغيير"، رائيًا أن "دمج الأفكار المبتكرة والعمل المشترك بين صنّاع الأفلام والجمهور والنشطاء سيعزز من رسالة "كرامة" الإنسانية، ويزيد من تأثيره في تعزيز دور السينما التنويريّ بقضايا الإنسان عالميًا".
"إن كفتيّ الميزان مختلّتان" يقول الخطيب "ولا بد من تقويمهما، ومن أجل ذلك على الإنسان أن ينتصر لقضايا المنطقة وإشكالياتها وتطلعات إنسانها نحو الحرية والكرامة والإنصاف". الخطيب يذهب إلى أن روح الفن السابع تتجلّى بوصفه عنوانًا ومطلبًا وراية، مؤكدًا: "علينا أن ننتصر عبر السينما بوصفها فعلًا مقاومًا لِمعاني الإنسانية الحقّة، وأن نُلقي الضوء على وجوه العدالة وروحها الحيّة المتوثّبة".
في سياق متصل كشف الخطيب أن عدد أفلام دورة هذا العام يزيد على 70 فيلمًا وثائقيًا وروائيًا طويلًا وقصيرًا، "تذهب جميعها نحو الانحياز لشعوب جنوب العالم، وللتعبير عن تطلّعات الشعوب نحو غدٍ أفضل".
وذكر أن الأفلام المشاركة تتنافس بمجملها على عدّة جوائز: جائزة أفضل فيلم وثائقي، جائزة أفضل فيلم قصير، وجائزة الجمهور، إضافة إلى جائزة أفضل فيلم حقوقي التي جرت العادة أن تقدِم قيمتها المالية الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان "أنهار".
المشاركات في دورة هذا العام آتية، بحسب إدارة المهرجان، من فلسطين ولبنان والبحرين وسورية والأردن وقطر والمغرب وتركيا والنرويج وهولندا والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا والبرتغال وفرنسا وغيرها، إضافة إلى دول تشارك لأوّل مرّة مثل بنغلاديش والأكوادور وغيرهما من خلال أفلام ذات جودة عالمية.
وبسبب الظروف القائمة في فلسطين ولبنان واليمن، يستضيف "كرامة" خلال دورة هذا العام، ودائمًا بحسب القائمين عليه: مهرجان كرامة فلسطين، مهرجان كرامة اليمن، ومهرجان كرامة بيروت، كما يقدم أفلامًا سودانية أُنجزت في بلاد المهجر، وأفلامًا سورية أُنجزت من "خارج الإطار"، علمًا أن الأفلام السودانية والسورية سوف يليها، ودائمًا بحسب القائمين على "كرامة"، ندوات تقييمية ونقدية بمشاركة سينمائيين وإعلاميين ومعنيين.