الملقي بين نارين ...!
جهينة نيوز -
عبدالمهدي القطامين
ان تكون رئيسا للوزراء في دولة يفوق دينها العام الداخلي والخارجي مجموع ناتجها المحلي الاجمالي ولا يتجاوز معدل دخل افراد غالبية الشعب 400 دينار وان يكون فيها صفيحة البنزين تتجاوز 14 دينارا وصفيحة الكاز والديزل الضروريتان لتدفئة الناس في حدود العشرة دنانير وان يكون هناك انفلات عام عبر وسائل التواصل الاجتماعي يطول كل شيء وينقد كل شيء ويعصف بكل شيء وان تستطيع بعد كل ذلك ان تضحك من كل قلبك او ان تنام ليلك الطويل فتلك اذن قسمة ضيزى.
ان تكون رئيسا للحكومة في بلاد اختلط فيها الشامي بالعامي واللاجيء بالمهجر والباحث عن الامان هاربا من بلاد اتقنت فن الاحتراب بالمواطن الملتصق بتراب وطنه "والمتقرقط " بكمشة حزن شفيفه يداريها خوفا ورهبا من ان تطاله يد الفتن ويبني دارا له مكوناتها غرفتان وحوش ويكتب على مدخلها " هذا من فضل ربي "فتلك اذن قسمة ضيزى .
ان تكون رئيسا للحكومة في بلد شحت فيه المياه حتى جفت عروق الشجر وتعرقت معها ايدي الباحثين عن الغيث في ليل كانون الذي ما زال غير مزمجر بالعواصف ويقوم فيها الناس وتجار الحطب بجز رقاب الاشجار المعمرة بحثا عن الدفء ويقوم فيها المعلم بضرب تلميذه والتلميذ بضرب معلمه فتلك اذن قسمة ضيزى .
ان تكون رئيسا للحكومة في بلد وضعته جغرافيته في اكثر المناطق التهابا واضطرابا واكثر بقعة سالت فيها دماء الشهداء في رحلة الدفاع عن كينونة الامة وقدرتها على النهوض وان تكون محاطة بجوار يشكو من التخمة حد التخمة ومن النفط حد الطفرة وان يطلب منك ان تضحك في وجه الجار وان تبسم وانت تنز دما فتلك اذن قسمة ضيزى .
ان تكون رئيسا للحكومة في بلاد تعج صالوناتها باحاديث الفتنة والاشاعة والطمع في ان تسحب على حين غفلة من تحتك كرسي الرئاسة وان توجه لك سهام الطامعين بموقعك وان يلقي البعض اللوم على الرئيس ان قاده تهوره الى صدم سيارته في لحظة نزق وان يصبح كل الناس محللين استراتيجيين في حين ان الكثير منهم يبصمون بصما للعجز عن الكتابة فتلك اذن قسمة ضيزى .
هاني الملقي "مع حفظ كل القابك " اعانك الله.//