تأهيل ثلاثة مواقع أثرية مهمة في مادبا
وقال مدير آثار محافظة مادبا عبدالله البواريد، إن أولى هذه المشاريع، تأهيل موقع "تل مادبا" الأثري من خلال إعادة بناء ثلاثة أقواس حجرية تعود الى الفترة العثمانية، حيث أصبحت تشكل واجهة معمارية مميزة للموقع الأثري وأحد معالمه الرئيسة.
وأضاف، أن أعمال الترميم شملت صيانة وترميم للأرضيات الفسيفسائية التي اكتشفت خلال الحفريات الأثرية وعمل مستودع خاص لحفظها من العوامل الجوية والعمل استدامتها وتقديمها للأجيال القادمة.
ويحتوي تل مادبا الأثري الذي يقع على هضبة مرتفعة وسط مدينة مادبا على تراكمات أثرية ترجع إلى فترات مختلفة، منذ العصور البرونزية 3300 قبل الميلاد مرورا بالعصور الحديدية، وتأتي أهميته كونه يختزن العديد من الفترات التاريخية التي مرت على مدينة مادبا.
وتابع البواريد، أن ثاني المواقع الأثرية التي تم تأهيلها كانت مواقع أثرية في قرية ماعين والتي تحتوي على معالم أثرية مهمة، وذلك من أجل تأهيل هذه المواقع وربطها بالخارطة السياحية في مدينة مادبا من خلال تأهيل الكنيسة الغربية والبيت التراثي في قرية ماعين، لتكون مواقع أثرية مؤهلة وجاهزة لاستقبال الزوار في المستقبل الغريب، بالإضافة الى تشغيل عدد من أبناء المجتمع المحلي في المنطقة والتخفيف من مشكلة البطالة.
وأضاف، أن أعمال الترميم والتأهيل ركزت على الكنيسة الغربية من خلال أعمال توثيق وتنظيف وترميم لمعالم الكنيسة التي تعود الى الفترة البيزنطية، بحيث شملت الأعمال على إعادة بناء جدران الكنيسة من الداخل والخارج والعمل على إعادة بناء الأعمدة الأثرية داخل صحن الكنيسة وإجراء أعمال تقوية وتكحيل لجميع الجدران التي تشكل أبرز معالم الكنيسة.
من جهته، بين مدير آثار مادبا إن آخر المواقع التي تم تأهيلها كانت قلعة مكاور التاريخية، استمرارا لأعمال التأهيل في القلعة، خصوصا بعد الزيارة الملكية لموقع مكاور عام 2023 التي وجه فيها جلالة الملك عبد الله الثاني بتطوير الموقع بشكل عام، ولهذا حرصت دائرة الآثار العامة على استمرار أعمال الصيانة والترميم للمعالم الرئيسية في القلعة كالسور الدفاعي وتأهيل الكهوف في أسفل المنحدر الشرقي للقلعة وتركيب حماية على جوانب الطريق المؤدي للقلعة وتركيب كاميرات مراقبة لحماية الموقع من العبث وربطه مع الجهات ذات العلاقة.
وتحتل قلعة مكاور مكانة مهمة من الناحية التاريخية والدينية والتي شهدت سجن وقطع رأس النبي يحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان)، كما عثر فيها على أقدم قطعة فسيفسائية في الأردن يعود تاريخها إلى أواخر القرن الأول قبل الميلاد، واعتمدها الفاتيكان الموقع أحد مواقع الحج المسيحي المعتمدة في المملكة.