زيارات حسان ودورها بتعزيز الأمن الغذائي.. استراتيجية حكومية للتنمية الزراعية
الزعبي: رئيس الوزراء يدرك أهمية القطاع الزراعي بتحقيق الأمن الغذائي
الأنباط – رزان السيد
حملت توصية جلالة الملك عبدالله الثاني في كتاب التكليف السامي لرئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، تركيزًا على أهمية تعزيز التواصل بين الحكومة والمواطنين، وشدد جلالته على ضرورة الانخراط المباشر مع القضايا التي تهم الناس والاستماع لآرائهم، مما يساعد في فهم احتياجاتهم وتطلعاتهم بشكل أفضل، قائلاً: "أمامكم وفريقكم الوزاري كذلك مسؤوليات في تكثيف التواصل الميداني المباشر مع المواطنين والاشتباك مع قضاياهم وأولوياتهم، والاستماع إلى آرائهم ومشاركتهم التوجهات والرؤى، بحيث يتم التعامل مع التحديات والاحتياجات والتطلعات وإيجاد الحلول الممكنة والبناء على الفرص المتاحة".
كما حمل الكتاب في طياته دعوة الى حماية وتطوير الأمن الغذائي، " لقد قطع الأردن شوطًا مهمًا في تعزيز الأمن الغذائي، ويجب استدامة هذه الجهود ضمن أطر مؤسسية، بما يعزز الاعتماد على الذات ومواجهة تقلبات الأسعار وما تشهده المنطقة والعالم من أزمات".
وهذا ما نشهده في الوقت الحالي من خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، إذ أولى أهمية خاصة في دعمه لقطاع الزراعة خلال زياراته في مختلف محافظات المملكة، بدءًا من دير علا، غور الصافي، الكرك، العاصمة عمان، البلقاء، وجرش.
بدوره، قال وزير الزراعة السابق الدكتور رضا شبلي الخوالدة لـ "الأنباط"، أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين قال في مؤتمر"بورلوغ": "سنعمل على أن تكون الأردن مركزًا للغذاء"، مشيرًا إلى أن جلالته يضع جهودًا حثيثة لتطوير ودعم قطاع الزراعة، كما أن وزارة الزراعة تعمل بكافة جهودها حتى تسير على النهج الذي وضعه جلالته.
وتابع أن الأمن الغذائي يعتبر من أهم الأمور التي يحتاج لها الأردن في الوقت الحالي، وتعد الزراعة جزءًا هامًا في الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن تنوع السلع وتوفرها يصب في مصلحة الأردن في الأمن الغذائي، كما أنه من الضروري توفر السلع بالوقت المناسب والسعر المناسب، بحيث يستطيع المواطن شراؤها في أي وقت.
وذكر الخوالدة أن تنوع الجهات التي تدعم وتحافظ على قطاع الزراعة يعكس التوجه نحو تعزيز الأمن الغذائي في الأردن، مثل المجلس الأعلى للأمن الغذائي والذي قامت وزارة الزراعة بتشكيله، ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، ولجنة الأمن الغذائي العالمي، وهذا ما يسهم في تطوير استراتيجيات فعالة لتحسين الإنتاج الزراعي وضمان توفر السلع الأساسية، مشيرًا إلى أن احتياطي الأردن من السلع والقمح والشعير يعتبر آمنًا ومستقرًا، وهذا ما يعزز الثقة في قدرة البلاد على تلبية احتياجاتها الغذائية.
وأشار الى أن الأردن يعمل ضمن الاستراتيجية الوطنية للزراعة، واستراتيجية الأمن الغذائي، وخارطة الطريق لتحول النظم الغذائية، موضحًا أن الخطة المنبثقة عن هذه الأسس هي اهتمام حسان بقطاع الزراعة، وإنتاج السلع بشكل يكون المواطن قادر على شرائها، وتقليل تكاليف مدخلات الإنتاج مقابل زيادة الإنتاج.
كما أضاف، أن الزيارات الميدانية التي يقوم بها حسان تظهر التزامه بتحديث القطاع الزراعي وفهمه العميق لاحتياجات المزارعين، وأنه يرى بشكل دقيق رؤية التحديث الاقتصادي ويعمل بها، كما أن زيارته الأخيرة التي قام بها لمشتل الفيصل في محافظة جرش تعكس أهمية زراعة أشجار الزيتون كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز الأمن الغذائي، موضحًا أن الدعم الذي يقدمه حسان يمكن أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا، بدءًا من المزارع الصغير وصولاً إلى المستثمرين، مما يدل على توجهه المدروس نحو تحسين الإنتاجية واستدامة الزراعة.
وعبّر الخوالدة عن تقديره الكبير لرئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، مشيدًا بدعمه المستمر للقطاع الزراعي، وأكد أن تركيز حسان على تعزيز الزراعة يعد خطوة حيوية في مواجهة التحديات الراهنة التي أثرت على الأردن، إذ أن أهمية الزراعة تتعزز بشكل خاص في ظل الظروف الحالية، مما يستدعي جهودًا متكاملة للحفاظ على الأمن الغذائي وضمان استدامته.
ومن جانبه، قال وزير الزراعة السابق سعيد المصري لـ "الأنباط"، أن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان خدم في مكتب جلالة الملك عبدالله الثاني لسنوات عديدة، بالتالي هو داخل عقل جلالة الملك، ويعرف أفكاره وتوجهاته، كما أن جلالة الملك في كل محضر يتحدث عن الأمن الغذائي وأهميته، مشيرًا الى أن حسان يقوم بالجولات والزيارات الميدانية لتنفيذ رؤية جلالة الملك من جانب، ولأهمية قطاع الزراعة وعلاقته بالأمن الغذائي للبلاد من جانب آخر.
وبين المصري أن الزيارات الميدانية تحمل العديد من الفوائد، أهمها أن يقوم حسان بالتعرف عن قرب بالنشاطات الاقتصادية كافة بما فيها الزراعة، بحيث يكون أقرب للواقع عند اتخاذ القرار، مؤكدًا أن كل وزير مكلف بحقيبته، لكن اطلاع رئيس الوزراء على الحقائق الميدانية يعزز فعاليته في توجيه السياسات وتنفيذها بشكل يتماشى مع احتياجات السوق.
ومن جهة أخرى، قال الخبير الزراعي الدكتور فاضل الزعبي خلال حديثه مع "الأنباط"، أن اهتمام حسان في القطاع الزراعي بناء على التوجيهات الملكية السامية وإدراكًا منه بأهمية القطاع في تحقيق الأمن الغذائي من ناحية، وأهميته في خلق فرص عمل وزيادة الدخل من ناحية أخرى، مشيرًا الى أنه ركنًا أساسيًا في محاربة البطالة والفقر، فإن ما يسعى إليه حسان هو ما يمكن للوزارة أن تقوم بدورها كممثل للمزارعين والعاملين والمستثمرين في قطاع الزراعة من أجل تطويره وتمكينه لمجابهة التحديات التي يعاني منها قطاع الزراعة.
وأشار الزعبي أن التحديات تتمثل في التغير المناخي ومحدودية الموارد الطبيعية، والاضطرابات التي حصلت في المنطقة نتيجة الصراع في فلسطين ولبنان، بالإضافة الى قدرة المنتج الأردني على الوصول للأسواق، مؤكدًا أن هذه التحديات تتطلب حزم تحفيز للقطاع، وأن تشمل هذه الحزم أسعار مدخلات الإنتاج العالية، كالطاقة، أسوة بما قامت به الحكومة مع الفنادق في مدينة العقبة بدعمها بنسبة 50% من تكلفة الطاقة.