banner
أخبار محلية
banner

إدماج الذكاء الاصطناعي بالمناهج التربوية.. ضرورة لمواكبة الثورة التكنولوجية

{clean_title}
جهينة نيوز -
خبراء يناقشون الفوائد والتحديات في تبني الذكاء الاصطناعي في التعليم
الأنباط – شذى حتاملة
مع التحول الرقمي والثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم وانتشار الذكاء الاصطناعي ودخوله في جميع مجالات الحياة كالطب والاقتصاد والتعليم وغيرها، أصبح هناك حاجة ملحة لإدماج وإدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج التربوية الأردنية وتدريسه كمنهاج مستقل للطلبة في سن مبكر وكيفية استخدامه بالطريقة الصحيحة، وتأهيل وتدريب المعلمين لتدريسه لإعداد جيل قادر على الاستفادة من التطور الرقمي وكيفية التعامل مع التكنولوجيا الذكية، لذا بات من واجب وزارة التربية والتعليم أن تضعَ خططًا لتبني الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج التربوية .
وللحديث حول الموضوع تواصلت "الأنباط "مع خبراء ومختصين بالتكنولوجيا الذكية لأخذ آرائهم حول كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي بالمناهج والفوائد والإيجابيات المتحققة وما هي العقبات والتحديات التي تقف عائقا أمام إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم .
بدوره أشار خبير التدريب والتطوير الدكتور صالح الحموري، إلى أن إدماج الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم، حيث يوفر تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب، عبر تحليل مستوى تقدم كل طالب وتحديد نقاط القوة والضعف، مما يتيح للمعلمين تكييف الدروس وفقًا لاحتياجاتهم، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي يساهم في توفير تجارب تعليمية تفاعلية تجعل الطلاب أكثر انخراطًا وتفاعلاً، مثل التطبيقات والألعاب التعليمية، مما يحفزهم على التعلم ويعزز من فهمهم للمواضيع.
وتابع أن الذكاء يساعد على تبسيط المهام الإدارية وذلك من خلال أتمتة العمليات الإدارية، مثل إعداد الجداول، وإدارة الموارد، وتقييم أداء الطلاب، مما يوفر وقتًا وجهدًا للمعلمين والإداريين، إضافة إلى إعداد الطلاب للمستقبل، إذ يساعد الطلاب على اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل في سوق العمل، حيث يصبحون أكثر دراية بالتكنولوجيا واستخداماتها.
ولفت الحموري إلى إمكانية تدريس الذكاء الاصطناعي كمادة مستقلة تركز على أساسيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، خصوصًا في الصفوف المتقدمة، كما يمكن دمجه أيضًا كجزء من المناهج الدراسية الأخرى مثل الرياضيات، والعلوم، والتكنولوجيا، موضحًا أن ذلك يعزز من زيادة فهم الطلاب للتطبيقات العملية، فالتعليم المرن الذي يجمع بين المادة المستقلة والدمج في المناهج الأخرى قد يكون الأنسب .
واكد على أهمية تنظيم ورش العمل التدريبية ودورات تدريبية مكثفة لمساعدتهم على استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بفاعلية، مشددًا لضرورة تشجيع المعلمين على استخدام الذكاء الاصطناعي في الفصل الدراسي وتجربة أدوات مختلفة لمعرفة كيفية استخدامها بشكل فعال، لافتًا إلى أهمية التعاون مع شركات تقنية متخصصة لدعم المعلمين بتقنيات حديثة وتوفير التدريب اللازم لهم، غير ذلك يجب تطوير برامج تعليمية مستمرة للمعلمين تواكب تطور الذكاء الاصطناعي وتتيح لهم تحديث معرفتهم باستمرار.
واضاف أن هناك تحديات عديدة تعيق إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج التربوية من أبرزها البنية التحتية التكنولوجية حيث تحتاج المدارس إلى بنية من أجهزة حواسيب وإنترنت لتطبيق الذكاء الاصطناعي بكفاءة، وهذا ما يمثل تحديًا لبعض المدارس، إضافة إلى الكلفة المالية، إذ أن تطوير التكنولوجيا وتدريب المعلمين على استخدامها قد يتطلب ميزانية كبيرة، مشيرًا إلى أن بعض المعلمين والطلاب يجدون صعوبة في تقبل التحول نحو التكنولوجيا واستخدامها بشكل أوسع في التعليم، كما يمكن أن يكون هناك نقص في الوعي لدى المجتمع وأولياء الأمور حول فوائد الذكاء الاصطناعي في التعليم، مما يستدعي التوعية بشكل أكبر، وتقنيات الذكاء الاصطناعي تثير قضايا تتعلق بخصوصية الطلاب وحماية بياناتهم، مما يتطلب إجراءات أمنية صارمة.
وأوضح أنه لتحقيق التوازن والاستفادة من الذكاء الاصطناعي والحفاظ على الدور الحيوي للمعلم في الصف، من خلال اتباع استراتيجيات تجمع بين التكنولوجيا والحضور الإنساني للمعلم ، بحيث يمكن أن يكون مرشدًا للطلاب في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بحيث يوفر الدعم والإرشاد بدلاً من أن يكون مجرد مقدم للمعلومات، وهذا بدوره يعزز دور المعلم كمصدر للتحفيز والمساعدة على الفهم العميق، مضيفًا إلى ضرورة دمج الذكاء الاصطناعي في الصفوف عبر ما يعرف بـ"التعلم المدمج"، إذ يكون جزء من التعلم قائمًا على التطبيقات الذكية، بينما يبقى المعلم المصدر الأساسي للتعليم والنقاش داخل الفصل، وضرورة تقديم الدعم التقني وتبسيط بعض المهام، ولكن يبقى التواصل الإنساني الفعّال أمرًا لا غنى عنه، بحيث وجود المعلم يسهم في بناء الثقة وتحفيز الطلاب ومساعدتهم في التعامل مع مشكلاتهم الشخصية والأكاديمية.
وقال أن الذكاء الاصطناعي يساهم في تخصيص التجارب التعليمية لكل طالب بناءً على احتياجاته، بينما يلعب المعلم دورًا مهمًا في فهم خلفيات الطلاب الاجتماعية والنفسية والتفاعل معهم بشكل مباشر، إضافة إلى ضرورة التركيز على المهارات الاجتماعية والعاطفية، لذا يجب أن يبقى للمعلم دورًا مهمًا في تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية للطلاب، وهي جوانب لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغني عنها، إذ يستطيع المعلم المساهمة في بناء الثقة، والانضباط، والتعاطف، والمرونة لافتًا إلى أهمية دعم المعلمين ببرامج تطويرية تساعدهم على استيعاب الذكاء الاصطناعي وتطبيقه بفعالية في التعليم، مع الحفاظ على دورهم كمحور أساسي في العملية التعليمية.
وفي السياق ذاته أكد رئيس قسم الأنظمة المؤتمتة في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمد الوديان، أن هناك العديد من الفوائد منهاانه يساعد الذكاء الاصطناعي الطلاب على التعلم على كيفية اتخاذ القرار، بحيث يجب أن توخذ القرارات بناء على تحليل للبيانات والمعلومات وليس قرارات عشوائية غير مستندة إلى قاعدة بيانات ومعلومات، مضيفًَا أنه يساهم الطلبة في الحصول على أفكار إبداعية جديدة لم تكن لتخطر ببالهم.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن إدماجه بالمناهج التربوية كمادة منفصلة لكيفية استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وخصوصًا لطلبة الصفوف الثانوية، بحيث تؤخذ ضمن المناهج التعليمية لطلبة الصفوف الإعدادية كمستخدمين، لكن لا يدخل مبكرًا أيضًا للصفوف الابتدائية، مشيرًا إلى أنه يمكن تدريب وإعداد المعلمين على تدريس الذكاء الاصطناعي عبر عقد دورات تدريبية وورش عمل حول أسس الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه في العملية التعليمية، مثل تحليل بيانات الطلاب، ومخاطره، والطرق السليمة لهذا الاستخدام.
وأشار إلى أن العقبات والتحديات التي تواجه إدماج الذكاء الاصطناعي في المناهج أبرزها نقص التمويل اللازم لتدريب وإعداد المعلمين والمعلمات والطلاب على الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي، وذلك يعود إلى نقص في الكوادر المؤهلة، مؤكدًا أن هناك المخاوف من اعتماد الطلبة والمدرسين على الذكاء الاصطناعي مما يقلل من التفكير الإبداعي والاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي.

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير