مندوبا عن الملك.. وزير الثقافة يفتتح معرض عمان الدولي للكتاب بدورته الـ23
وقال الرواشدة في كلمة ألقاها في الحفل، إن هذه الدورة تتزامن مع احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لتسلم جلالته سلطاته الدستورية، مثمنا المشاركة الجزائرية ضيف شرف دورة المعرض، والتي ارتبطت بذاكرة الأردنيين منتصف الستينيات بنضالها ومقاومتها ضد الاستعمار، وتضحياتها، وهي التي ترتبط مع الأردنيين وجدانيا في مشاركة قضايا الأمة، وحضورها بما تحوز من تراث ثقافي حضاري وإنساني عميق في كثير من البرامج الثقافية المشتركة في الأردن.
وأضاف، أن معرض عمان الدولي للكتاب الذي يحظى بالرعاية الملكية السامية السنوية، ويقام بالتشاركية والتعاون مع وزارة الثقافة يعد واحدا من أهم الصناعات الثقافية الإبداعية، التي ننطلق في النظر إليها من رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني من خلال منطوقه وخطاب التكليف السامي بما يلهمنا في صياغة برامج عملنا لتعزيز اقتصادات الثقافة، وتوطين المعرفة والانتقال إلى فضاء الرقمنة ولغة العصر، والموازنة بين التراث والحداثة، مستلهمين قيم الهاشميين في التسامح والتشاركية ومعاني التنوع التي نستمد منها سبل التعاون مع المؤسسات والهيئات، ومنها شريكنا الاستراتيجي اتحاد الناشرين الأردنيين.
ولفت وزير الثقافة إلى أهمية صناعة الكتاب التي لا تقف عند كونها من الروافع الاقتصادية لعجلة الاقتصاد، وإنما بأن الكتاب يشكل مخزنا للأفكار، وبحرا للمعرفة، وفضاء للتعبير ووسيلة لحفظ الذاكرة الإنسانية، ومدرسة للأجيال في أبوابها وفصولها المتنوعة مساحة لتعزيز درس الهوية والانتماء الوطني والانفتاح على الإنسانية، مشيرا إلى ما يحتويه المعرض من أجنحة للكتب في المعارف العامة، وما يتضمن من نشاطات وأمسيات ومحاضرات وندوات حول عدد من القضايا القافية، بمشاركة عدد من النقاد والقامات الثقافية من مختلف المدارس النقدية والتيارات الفكرية التي تغني المشهد الثقافي العربي بأطروحاتها، وتوفر مساحة للحوار بين أبناء العربية والثقافة الإنسانية.
وقال الرواشدة، في حفل الافتتاح الذي حضره أمين عام الوزارة بالوكالة المهندس ماهر نفش ومدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العاصرة والسفير الجزائري في الأردن عبدالكريم بحة ورئيس اتحاد الناشرين مدير المعرض جبر أبو فارس وعدد من السفراء العرب ومسؤولين: "ونحن نفتتح المعرض، لا بد من استذكار ما يجري في غزة هاشم من عدوان إسرائيلي غاشم، وما ارتكبته القوات الإسرائيلية من جرائم، وما أريق من دم تحول معه إلى حبر يكتب روايات الضحايا ويختلط مع حكاياتهم، وما تم من تدمير لكل المرافق الثقافية والأماكن التراثية والأثرية".
وأكد، على موقف الأردن الصلب الذي جسده جلالة الملك عبد الله الثاني، حامل شرف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في دعم الأهل في غزة، لإيقاف هذه الحرب الوحشية والمقتلة الدموية، والموقف الشجاع لسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في إنزال المساعدات للأهل في غزة استجابة لتلبية الاحتياجات الطبية والإنسانية.
وقالت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية الدكتورة صورية مولوجي في كلمة ألقتها بالحفل إنه "لا غرابة أيها الجمع الكريم أن يتسامى الأردن في إكرام وتقدير كل الأشقاء العرب ولاسيما الجزائر التي ما تزال تذكر بموفور العرفان والفخر جهود المملكة الأردنية الهاشمية ملكا وشعبا في نصرتها إبان الثورة الجزائرية المظفرة، وشواهد التاريخ تروي لنا، ولكل الأجيال أنها لم تأل جهدا في سبيل حرية الجزائر فقد بذلت وسعها في نصرة الكفاح ومسيرة التحرير، وكانت الأردن من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الجزائر سنة 1962".
وأكدت مولوجي، عمق العلاقات الجزائرية الأردنية طيلة عقود من الزمن والتنسيق العالي بين البلدين، مشيرة إلى العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين الشقيقين.
كما أكدت أن الجزائر ما زالت على العهد النضالي الذي يحفظ لكل الإخوة الأشقاء مكانتهم الرفيعة، ولم يزل هذا دأبنا في توحيد الصف العربي أمام ما يستجد من قضايا وصراعات، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون قد رفع لواء "لم الشمل العربي"، وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر فيها أمتنا جراء العدوان الغاشم واللإنساني على الشقيقة فلسطين وإخواننا في غزة وفي لبنان.
وقالت، إن الشعوب العربية ستظل مجتمعة بفضل اتحادها الثقافي المتسامي الذي يمد جسورا للحوار، ويرفع راية التعاضد والنصرة، مشيرة إلى جهود الجزائر بالنهوض والارتقاء في صناعة الكتاب والمطالعة، إلى جانب الدفاع عن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وترقيتها ومكافحة قرصنة الأعمال الفنية.
وفي هذا الإطار، أشارت إلى مشروعات وبرامج وفعاليات وزارة الثقافة والفنون الجزائرية في مجال صناعة الكتاب من خلال إنشاء المئات من المكتبات العامة وتوزيع آلاف الكتب في شتى التخصصات لصالح هذه المكتبات وبعض الجمعيات و النوادي القرائية، وتشجيع القراءة بالإضافة إلى برامج النشر السنوية والتي شملت طباعة أكثر من 261 ألف كتاب (خلال السنوات الثلاث الأخيرة) في مختلف المجالات الثقافية والمعرفية والأدبية.
وألقى أبو فارس كلمة في الحفل قال فيها، إن الرعاية الملكية السامية السنوية للمعرض تدفع اتحاد الناشرين الأردنيين إلى بذل المزيد من الجهود لإقامته في موعده، لافتا إلى أن المعرض يستمر في رفع شعار "القدس عاصمة فلسطين"، تأكيدا على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحفاظا على ذاك الارتباط التاريخي والوجداني بين الأمة، وفلسطين، ومدينة القدس الشريف التي تقف اليوم شامخة في وجه الصلف الاسرائيلي الذي تجاوز إرهابه كل الحدود.
ونوه بالحضور الجزائري، الدولة ضيف الشرف في الدورة الـ23 لمعرض عمان الدولي للكتاب بجناحها الخاص، وبرنامجها الثقافي الذي يعكس المشهد الثقافي الجزائري، ويعطي جمهور المعرض فرصة الاطلاع على أبرز ما يتضمنه هذا المشهد من تنوع.
وبين، أن الدورة الحالية تشهد مشاركة 400 دار نشر بشكل مباشر أو من خلال التوكيل، وستقدم جميعها خصومات خاصة لزوار المعرض، بالإضافة إلى برنامج ثقافي يشتمل على ندوات ثقافية، وحوارات فكرية، تواكب قضايا الأمة، وواقعها المعاش، وتحضر غزة وما تتعرض له من إبادة على الصعيد الإنساني والثقافي في أكثر من عنوان.
وأشار في الحفل الذي قدمته الإعلامية سمر الغرايبة، إلى تخصيص "ركن الطفل" الذي تشرف عليه مؤسسة عبدالحميد شومان وتقدم من خلاله طوال أيام المعرض فعاليات نوعية للأطفال لمختلف الأعمار.
وقال أبو فارس: "لأن الثقافة وطن ومقاومة، يسرني أن أنقل لكم موافقة أعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد الناشرين الأردنيين على تقديم خصم 50 بالمئة من أجرة الأجنحة للناشرين الذين قدموا من فلسطين، ولبنان، نظير مقاومتهم كل الإجراءات التعسفية التي كانت تحول دون مشاركتهم في المعرض، مقدرين التزامهم بالمشاركة رغم ظروفهم الراهنة".
وأشار إلى أن هذه الدورة ستحتفي بشخصية المعرض الثقافية، الأكاديمي والناقد الأدبي البارز الدكتور يوسف بكار، الذي أثرى المكتبة العربية بإسهاماته العميقة في النقد والدراسات الأدبية وستخصص له ندوة خاصة ضمن فعاليات المعرض بعد غد السبت، تسلط الضوء على مسيرته الحافلة وإبداعاته.