الفرق التراثية: جسور فنية لحماية الهوية وتعزيز الانتماء عبر الحدود
الانباط – ليث حبش
في عالم اليوم الذي تتداخل فيه الثقافات وتختلف الهويات، تبرز الفرق التراثية كحُماة لهوية وتراث أوطانها وتجسد قوة الفن في نقل رسائل ثقافية وإنسانية عبر الحدود من بين تلك الفرق، إذ تبرز الفرقة الشيشانية في الأردن، والفرق الفلسطينية في الأردن، وكذلك الفرق الأردنية في الولايات المتحدة، التي تسهم جميعها في إبراز التراث الثقافي والهوية الوطنية.
ورغم مرور عقود على وجود الجالية الشيشانية في الأردن، لا يزال أفرادها يحافظون على روابطهم العميقة بجذورهم من خلال تقديم الرقصات التقليدية وارتداء الأزياء التراثية.
وفي مقابلة مع أحد أعضاء فرقة شيشانية استعراضية، قال: الرقصات التي نقدمها تحكي قصصًا من تاريخنا وثقافتنا بالنسبة لنا، هذه العروض ليست مجرد فن، بل هي وسيلة للحفاظ على هويتنا وتقديمها للمجتمع الأردني والعالم.
وأوضح أن دورهم لا يقتصر على العروض فقط، بل يمتد إلى غرس الفخر بالتراث الشيشاني في نفوس الأجيال الشابة وأضاف نحاول أن نزرع في الشباب فخرهم بأصولهم الشيشانية، حتى وإن ولدوا ونشأوا في الأردن.
في المقابل، تمثل الفرق الفلسطينية في الأردن مرآة للصمود الفلسطيني، حيث يعتمد أعضاؤها على الفلكلور كوسيلة للتعبير عن الهوية الوطنية.
أحد أعضاء فرقة فلسطينية أوضح قائلاً : عروض الدبكة التي نقدمها ليست مجرد أداء فني، بل تجسيد لتاريخنا الفلسطيني نحن نحمل رسالة في كل مرة نؤدي فيها، خاصة لأولئك الذين عانوا من التهجير والنكبة ،وأضاف مشاركتنا في المهرجانات الوطنية والدولية تعزز شعورنا بالانتماء؛ فنحن نحمل تراثنا وننقله للأجيال القادمة ليظل حيًا في الذاكرة
أما في الولايات المتحدة، حيث تعيش الجالية الأردنية، تلعب الفرق التراثية دورًا حيويًا في تعزيز الهوية الوطنية والارتباط بالوطن وفي حديث مع شاب من الجالية الأردنية بولاية يوتا الأمريكية، قال أكثر ما يبعث فينا الفخر هو حين نحتفل بزفاف أردني في المهجر؛ إذ نرقص الدبكة الأردنية وتعلو الأهازيج التراثية في تلك اللحظات، نشعر بأننا نعيد إحياء تقاليد وطننا، وأن الفرح يتشابك مع شعور قوي بالحنين والانتماء وأكد أن المشاركة في هذه المناسبات تمنحهم شعورًا مختلفًا تمامًا، يعيدهم إلى جذورهم ويقربهم أكثر من تراثهم الثقافي، رغم أن هذه الأنشطة ليست مصدر دخلهم الرئيسي.
الجدير ذكره، أن الفرق التراثية تؤدي دورًا أساسيًا في الحفاظ على الهويات الثقافية، سواء داخل أوطانها أو في دول المهجر من خلال عروضها الفنية، تعبر هذه الفرق عن عمق تراثها وتسهم في تعزيز الفخر بالهوية، ليظل الفن دائمًا الجسر الذي يربط بين الماضي والحاضر، ويعزز التفاهم والتواصل بين الشعوب.