banner
عربي دولي
banner

كلمة الرئيس بايدن أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة

{clean_title}
جهينة نيوز -
الرئيس: زملائي القادة، اليوم يُعد المرة الرابعة التي أتشرف فيها بالتحدث إلى هذه الجمعية العامة بصفتي رئيسًا للولايات المتحدة.  وستكون الأخيرة لي.

لقد شهدتُ تاريخًا حافلا بالأحداث المذهلة.  فقد انتُخبتُ لأول مرة لمنصب عام في الولايات المتحدة الأميركية كعضو في مجلس الشيوخ الأميركي في عام 1972.  والآن، أعرف أنني أبدو لكم وكأنني في الأربعين من عمري.  إنني أعرف ذلك.  (ضحك).

كنتُ في التاسعة والعشرين من عمري.  في ذلك الوقت، كنا نعيش نقطة تحول، لحظة من التوتر وعدم اليقين.  كان العالم منقسمًا بسبب الحرب الباردة.  وكان الشرق الأوسط يتجه نحو الحرب.  وكانت أميركا في حالة حرب في فيتنام، وفي تلك المرحلة، كانت أطول حرب في تاريخ أميركا.

لقد كان بلدنا منقسمًا وغاضبًا، وكانت هناك تساؤلات تثار حول قدرتنا على الصمود وحول مستقبلنا.  لكن حتى في ذلك الحين، انخرطتُ في الحياة العامة ليس من باب اليأس، وإنما من باب التفاؤل.

لقد تجاوزت الولايات المتحدة والعالم تلك اللحظة.  لم يكن الأمر سهلًا أو بسيطًا أو بدون انتكاسات كبيرة.  ولكننا بدأنا نمضي في الحد من تهديد الأسلحة النووية من خلال الحد من التسلح ثم المضي قدمًا لإنهاء الحرب الباردة نفسها.  ودخلت إسرائيل ومصر في حرب، ثم عقدتا سلامًا تاريخيًا.  وأنهينا الحرب في فيتنام.

لقد التقيتُ في العام الماضي في هانوي بالقيادة الفيتنامية، ورفعنا شراكتنا إلى أعلى مستوى.  إنها شهادة على مرونة الروح الإنسانية والقدرة على المصالحة، حيث أصبحت الولايات المتحدة وفيتنام اليوم شريكين وصديقين، وهذا يدل على أنه حتى من خلال أهوال الحرب هناك طريق للمضي قدما.  ويمكن أن تتحسن الأمور.

لا ينبغي لنا أن ننسى ذلك أبدًا. لقد رأيتُ ذلك طوال مسيرة حياتي المهنية.

في ثمانينيات القرن العشرين، جاهرتُ بمعارضتي لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ثم ما لبثتُ أن شاهدت النظام العنصري يسقط ويتهاوى.

في تسعينيات القرن العشرين، عملت على محاسبة ميلوسيفيتش على جرائم الحرب.  وتمت محاسبته.

وفي أرض الوطن، قمتُ بسنّ قانون تجريم العنف ضد المرأة وصادقتُ عليه من أجل إنهاء آفة العنف الذي يُمارس ضد النساء والفتيات ليس فقط في أميركا بل وفي مختلف أنحاء العالم، كما فعل العديد منكم أيضًا.  ولكن لدينا الكثير لنفعله، وخاصة ضد استخدام الاغتصاب والعنف الجنسي كأسلحة حرب وإرهاب.

لقد هوجمنا في 11 أيلول/سبتمبر من قِبل تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن.  وقد حققنا بحقه العدالة.

ثم توليتُ منصب الرئيس في لحظة أخرى في خضم أزمة وعدم يقين.  كنت أؤمن أنه ينبغي على أميركا أن تتطلع إلى الأمام وتستشرف المستقبل.  كانت التحديات الجديدة والتهديدات الجديدة والفرص الجديدة أمامنا.  كنا بحاجة إلى وضع أنفسنا في موقف يسمح لنا برؤية التهديدات والتعامل مع التحديات واغتنام الفرص أيضًا.

وقد كان لزامًا علينا أن ننهي عصر الحرب الذي بدأ في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.  وبصفتي نائبًا للرئيس أوباما، فقد طلب مني العمل على إنهاء العمليات العسكرية في العراق.  وقد فعلنا ذلك، رغم أن الأمر كان مؤلمًا.

عندما توليتُ منصب الرئيس، كانت أفغانستان قد حلت محل فيتنام باعتبارها أطول حرب تخوضها أميركا.  كنت مصمما على إنهائها، وقد أنهيتُها.  لقد كان قرارا صعبا ولكنه القرار الصائب.

لقد واجه أربعة رؤساء أميركيين هذا القرار، لكنني كنت مصممًا على عدم تركه للرئيس الخامس.  كان قرارًا مصحوبًا بمأساة.  إذ فقد ثلاثة عشر أميركيًا شجاعًا حياتهم مع مئات الأفغان في تفجير انتحاري.  إنني أفكر في تلك الأرواح المفقودة – أفكر فيهم كل يوم.

أفكر في كل القتلى العسكريين الأميركيين الذين بلغ عددهم 2461 قتيلا على مدى عشرين عاما طويلة من تلك الحرب.  كما أفكر في 20744 جنديًا أميركيًا جُرحوا أثناء الخدمة.  وأفكر في خدمتهم وتضحياتهم وبطولتهم.

إنني أعرف أن دولا أخرى فقدت رجالا ونساء ممن كانوا يقاتلون إلى جانبنا.  نحن نكرم تضحياتهم أيضا.

ولمواجهة تحديات المستقبل، كنتُ مصممًا أيضا على إعادة بناء تحالفات بلدي وشراكاته إلى مستوى لم يسبق له مثيل.  وهذا ما فعلناه بالضبط، بدءًا من التحالفات التقليدية التي أنشئت بموجب معاهدات إلى شراكات جديدة مثل التحالف الرباعي بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند.

أعلم – أعلم أن الكثيرين ينظرون إلى العالم اليوم ويرون الصعوبات ويتفاعلون في يأس، لكنني لا أفعل ذلك.  ولن أفعل.

نحن كقادة لا نملك هذا الترف.

إنني أدرك التحديات من أوكرانيا إلى غزة إلى السودان وما وراءها: الحرب والجوع والإرهاب والوحشية والنزوح القياسي للناس وأزمة المناخ والديمقراطية المعرّضة للخطر والتوترات داخل مجتمعاتنا ووعد الذكاء الاصطناعي ومخاطره الكبيرة.  والقائمة تطول.

ولكن ربما بسبب كل ما رأيتُه وكل ما فعلناه معا على مدى عقود، لديّ أمل.  وأعلم أن هناك سبيلا للمضي قدما.

في عام 1919، وصف الشاعر الأيرلندي وليام بتلر ييتس العالم، وأنا أقتبس هنا، حيث "الأمور تتداعى؛ المركز لم يعد قادرا  على التماسك؛ والفوضى المطلقة تنفلت وتعمّ العالم”، انتهي الاقتباس.

قد يقول البعض أن هذه الكلمات تصف العالم ليس فقط في عام 1919، بل في عام 2024.  لكنني أرى أن هناك فرقا حاسمًا.

ففي عصرنا الحالي، صمد المركز.  ووقف القادة والشعوب من كل منطقة ومن مختلف الأطياف السياسية معًا.  لقد طوينا صفحة – طوينا صفحة أسوأ جائحة في قرن من الزمان.  وتأكدنا من أن كوفيد لم يعد يتحكم في حياتنا.  ودافعنا عن ميثاق الأمم المتحدة وضمنّا بقاء أوكرانيا كدولة حرة.  لقد قام بلدي بأكبر استثمار في المناخ والطاقة النظيفة على الإطلاق، في أي مكان في التاريخ.

ستظل هناك دائمًا قوى تُفرّق بلداننا والعالم عن بعضها البعض: العدوان، والتطرف، والفوضى، والاستهانة، أي الرغبة في الانسحاب من العالم والمضي قدمًا على انفراد.

مهمتنا واختبارنا هو التأكد من أن القوى التي تجمعنا معا أقوى من تلك التي تُفرقنا، وأن مبادئ الشراكة التي نحضر إلى هنا كل عام لدعمها يمكن أن تصمد أمام التحديات، وأن المركز متماسك مرة أخرى.

زملائي القادة، إنني أعتقد حقًا أننا عند نقطة تحول أخرى في تاريخ العالم حيث ستحدد الخيارات التي نتخذها اليوم مستقبلنا لعقود قادمة.

فهل سنقف وراء المبادئ التي توحدنا؟  هل سنقف بحزم ضد العدوان؟  هل سننهي الصراعات التي تستعر اليوم؟  هل سنواجه التحديات العالمية مثل تغير المناخ والجوع والمرض؟  هل سنخطط الآن لفرص ومخاطر التكنولوجيات الجديدة الثورية؟

إنني أريد أن أتحدث اليوم عن كل قرار من تلك القرارات والإجراءات التي يجب أن نتخذها من وجهة نظري.

في البداية، لقد التزم كل واحد منا في هذه الهيئة بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة بالوقوف ضد العدوان.  عندما غزت روسيا أوكرانيا، كان بإمكاننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونكتفي بالاحتجاج.  لكن نائبة الرئيس هاريس وأنا فهمنا أن ذلك يُعد اعتداءً على كل ما يفترض أن تمثله هذه المؤسسة.

وهكذا، وبناءً على توجيهاتي، تدخلت أميركا، ووفرت مساعدات أمنية واقتصادية وإنسانية هائلة.  كما تضامن حلفاؤنا في حلف شمال الأطلسي وشركاؤنا في أكثر من خمسين دولة.  ولكن الأهم من ذلك أن الشعب الأوكراني هبّ وتصدى.  وأنا أطلب من الحاضرين في هذه القاعة أن يقفوا إلى جانبهم.

والخبر السار هو أن حرب بوتن فشلت في تحقيق هدفه الأساسي.  فقد شرع في تدمير أوكرانيا، ولكن أوكرانيا لا تزال حرة.  لقد شرع في إضعاف حلف شمال الأطلسي، ولكن حلف شمال الأطلسي أصبح أكبر وأقوى وأكثر اتحادًا من أي وقت مضى مع انضمام عضوين جديدين إليه هما فنلندا والسويد.  ولكننا لا يمكننا أن نتوقف عند ذلك.

أمام العالم الآن خيار آخر وهو: هل سنستمر في دعمنا لمساعدة أوكرانيا على الانتصار في هذه الحرب والحفاظ على حريتها أم ننسحب ونترك العدوان يتجدد ويدمر أمة؟

إنني أعرف إجابتي.  لا يمكننا أن نشعر بالضجر.  لا يمكننا أن نغض الطرف ونتغافل.  ونحن لن نتخلى عن دعمنا لأوكرانيا، ليس قبل أن تفوز أوكرانيا بسلام عادل ودائم [قائم] على ميثاق الأمم المتحدة.  (تصفيق).

كما علينا أيضًا أن نتمسك بمبادئنا بينما نسعى لإدارة المنافسة مع الصين بشكل مسؤول حتى لا تتحول إلى صراع.  نحن على استعداد للتعاون في مواجهة التحديات العاجلة من أجل مصلحة شعبنا والشعوب في كل مكان.

لقد استأنفنا مؤخرًا التعاون مع الصين لوقف تدفق المخدرات التركيبية القاتلة.  وأنا أقدّر هذا التعاون.  إنه أمر مهم بالنسبة للشعب في بلدي والعديد من الشعوب الأخرى في جميع أنحاء العالم.

وفيما يخص الأمور المبدئية، فإن الولايات المتحدة لا تتردد في التصدي للمنافسة الاقتصادية غير العادلة وضد الإكراه العسكري للدول الأخرى في – في بحر الصين الجنوبي، وفي الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وفي حماية تكنولوجياتنا الأكثر تقدمًا حتى لا تُستخدم ضدنا أو ضد أي من شركائنا.

وفي الوقت نفسه، سنواصل تعزيز شبكة تحالفاتنا وشراكاتنا عبر المحيطين الهندي والهادئ.  هذه الشراكات ليست ضد أي دولة.  إنها بمثابة اللبنات الأساسية من أجل أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ منطقة حرة ومفتوحة وآمنة وسلمية.

كما أننا نعمل على تحقيق قدر أكبر من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.  يجب ألا يتوانى العالم عن أهوال السابع من تشرين الأول/أكتوبر.  فأي دولة – أي دولة من حقها ومسؤوليتها أن تضمن ألا يتكرر مثل هذا الهجوم مرة أخرى.

لقد اجتاح آلاف الإرهابيين المسلحين من حماس دولة ذات سيادة، وذبحوا وقتلوا أكثر من 1200 شخص، من بينهم 46 أميركيا، في منازلهم وفي مهرجان موسيقي؛ – وأعمال عنف جنسي شنيعة؛ و250 من الأبرياء أُخذوا كرهائن.

لقد التقيتُ بعائلات هؤلاء الرهائن.  واعتراني الحزن معهم.  إنهم يمرون بوقت عصيب للغاية.

كما أن المدنيين الأبرياء في غزة يمرون بوقت عصيب للغاية أيضًا.  فقد قُتل الآلاف والآلاف منهم، بمن فيهم عمال الإغاثة.  وتشردت أسر كثيرة جدًا، حيث تتكدس في الخيام، وتواجه وضعًا إنسانيًا مزريًا.  وهم لم يطلبوا هذه الحرب التي بدأتها حماس.

لقد طرحتُ مع قطر ومصر صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.  وقد أقرها مجلس الأمن الدولي.  والآن حان الوقت لكي تضع الأطراف شروطها النهائية، وتعيد الرهائن إلى ديارهم، وتؤمّن الأمن لإسرائيل، وتحرر غزة من قبضة حماس، وتخفف المعاناة في غزة، وتنهي هذه الحرب.

في 7 تشرين الأول/أكتوبر – (تصفيق) – منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ونحن مصممون أيضًا على منع اندلاع حرب أوسع نطاقا تبتلع المنطقة بأسرها.  فقد انضم حزب الله، دون استفزاز، إلى هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.  وبعد مرور عام تقريبًا، لا يزال العديد من الناس على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية نازحين.

إن الحرب الشاملة ليست في مصلحة أحد.  وحتى مع تصاعد الموقف، لا يزال الحل الدبلوماسي ممكنا.  والواقع أن هذا الحل يظل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن الدائم، والسماح للسكان من كلا البلدين بالعودة إلى ديارهم على الحدود بأمان.  وهذا ما نعمل بلا كلل لتحقيقه.

وعندما نتطلع إلى الأمام، يتعين علينا أيضا أن نتعامل مع تصاعد العنف ضد الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية وأن نوفر الظروف لمستقبل أفضل، بما في ذلك حل الدولتين، حيث تتمتع إسرائيل بالأمن والسلام والاعتراف الكامل والعلاقات الطبيعية مع جميع جيرانها، وحيث يعيش الفلسطينيون في أمان وكرامة ويتمتعون بتقرير المصير في دولة خاصة بهم. (تصفيق).

إن التقدم نحو السلام من شأنه أن يضعنا في موقف أقوى للتعامل مع التهديد المستمر الذي تشكله إيران.  يجب علينا معًا أن نمنع الأكسجين عن الإرهابيين – وعن وكلاء الإرهابيين الذين دعوا إلى المزيد من أحداث مثل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأن نضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي أبدًا.

إن غزة ليست الصراع الوحيد الذي يستحق غضبنا.  ففي السودان، أطلقت حرب أهلية دامية العنان لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم: ثمانية ملايين – ثمانية ملايين على حافة المجاعة، ومئات الآلاف يعانون بالفعل، وفظائع ارتُكبت في دارفور وأماكن أخرى.

لقد قادت الولايات المتحدة العالم في تقديم المساعدات الإنسانية للسودان.  وقمنا مع شركائنا بقيادة المحادثات الدبلوماسية في محاولة لإسكات البنادق وتجنب مجاعة أوسع نطاقا.  على العالم أن يتوقف عن تسليح الجنرالات وأن يتحدث بصوت واحد ويقول لهم: توقفوا عن تمزيق بلدكم.  توقفوا عن منع المساعدات عن الشعب السوداني.  أنهوا هذه الحرب الآن.  (تصفيق.)

لكن الناس بحاجة إلى أكثر من غياب الحرب.  إنهم بحاجة إلى فرصة – فرصة العيش بكرامة.  بحاجة إلى الحماية من ويلات تغير المناخ والجوع والمرض.

لقد استثمرت إدارتنا أكثر من 150 مليار دولار لتحقيق التقدم وأهداف التنمية المستدامة الأخرى.  وهذا يشمل 20 مليار دولار للأمن الغذائي وأكثر من 50 مليار دولار للصحة العالمية.  وقد حشدنا مليارات أخرى من استثمارات القطاع الخاص.

واتخذنا أكثر الإجراءات المناخية طموحًا في التاريخ.  وتحركنا للانضمام إلى اتفاقية باريس في اليوم الأول.  واليوم، يسير بلدي أخيرًا على الطريق الصحيح لخفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030، وعلى الطريق الصحيح للوفاء بتعهدنا بمضاعفة التمويل المناخي للدول النامية بمقدار 11 مليار دولار حتى الآن هذا العام.

وقد عاودنا الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية وتبرعنا بما يقرب من 700 مليون جرعة من لقاح كوفيد إلى 117 دولة.  يجب علينا الآن التحرك بسرعة لمواجهة تفشي مرض جدري القردة في أفريقيا.  نحن مستعدون لتخصيص 500 مليون دولار لمساعدة البلدان الأفريقية على منع مرض جدري القردة والتصدي له والتبرع بمليون جرعة من لقاح مرض جدري القردة الآن. (تصفيق).  ونحن ندعو شركاءنا إلى مطابقة تعهدنا وجعل هذا التزامًا بمليار دولار لشعوب أفريقيا.

وبعيدًا عن الضروريات الأساسية المتمثلة في الغذاء والرعاية الصحية، شرعت الولايات المتحدة ومجموعة الدول السبع وشركاؤنا في مبادرة طموحة لحشد وتقديم تمويل كبير للعالم النامي.  فنحن نعمل على مساعدة البلدان في بناء بنيتها التحتية، والتحول إلى الطاقة النظيفة، والتحول الرقمي لوضع أسس اقتصادية جديدة لمستقبل مزدهر.

إنها تسمى ’الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالميين‘.  وقد بدأنا بالفعل في رؤية ثمار ذلك تظهر في جنوب أفريقيا وجنوب شرق آسيا والأميركتين.  وعلينا مواصلة هذا العمل.

إنني أريد أن ننجز الأمور معًا.  ولكي يتسنى لنا القيام بذلك، يتعين علينا أن نبني منظمة أمم متحدة أقوى وأكثر فعالية وشمولا.  فالأمم المتحدة تحتاج إلى التكيُّف من أجل جلب أصوات جديدة ووجهات نظر جديدة.  ولهذا السبب فإننا ندعم إصلاح وتوسيع عضوية مجلس الأمن الدولي.  (تصفيق).

لقد عرضت سفيرة بلدي لدى الأمم المتحدة للتو رؤيتنا التفصيلية لتعكس عالم اليوم، وليس عالم الأمس.  وقد حان الوقت للمضي قدمًا.

وعلى مجلس الأمن، مثل الأمم المتحدة نفسها، أن يعود إلى مهمة صنع السلام؛ والتوسط في الاتفاقات والصفقات لإنهاء الحروب والمعاناة؛ – (تصفيق) – ووقف انتشار الأسلحة الأكثر خطورة؛ وتحقيق الاستقرار في المناطق المضطربة في شرق أفريقيا – من شرق أفريقيا إلى هايتي، إلى البعثة التي تقودها كينيا والتي تعمل جنبًا إلى جنب مع الشعب الهايتي لتغيير مجرى الأمور.

كما تقع على عاتقنا مسؤولية إعداد مواطنينا للمستقبل.  وأؤكد أننا سنرى مزيدًا من التغيير التكنولوجي في غضون العامين إلى العشرة أعوام القادمة أكثر مما شهدناه في السنوات الخمسين الماضية.

إن الذكاء الاصطناعي سوف يغير أساليب حياتنا، وطرق عملنا، وطرق حروبنا.  ويمكن أن يؤدي إلى تقدم علمي بوتيرة لم نشهدها من قبل.  وكثير من هذا من شأنه أن يجعل حياتنا أفضل.

ولكن الذكاء الاصطناعي يجلب أيضًا مخاطر عميقة، من التزييف العميق إلى التضليل المعلوماتي إلى مسببات الأمراض الجديدة إلى الأسلحة البيولوجية.

لقد عملنا في الداخل والخارج لتحديد القواعد والمعايير الجديدة.  وهذا العام، حققنا أول قرار على الإطلاق للجمعية العامة بشأن الذكاء الاصطناعي لبدء تطوير قواعد عالمية – قواعد عالمية للطريق.  كما أعلنا عن ميثاق عام بشأن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، وانضمت إلينا 60 دولة في هذه القاعة.

لكن فلنكن صادقين.  هذا مجرد غيض من فيض لما نحتاج إلى القيام به لإدارة هذه التكنولوجيا الجديدة.

لا شيء مؤكد حول كيفية تطور الذكاء الاصطناعي أو كيفية نشره.  لا أحد يعرف كل الإجابات.

لكن، زملائي القادة، إنني، وبكل تواضع، أطرح سؤالين.

أولا: كيف نحكم وندير الذكاء الاصطناعي كمجتمع دولي؟  مع تسابق البلدان والشركات نحو حدود غير مؤكدة، نحتاج إلى جهد عاجل بالقدر نفسه لضمان السلامة والأمن والموثوقية بما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.  ومع تزايد قوة الذكاء الاصطناعي، فلابد أن ينمو هو أيضا – ولابد أن يصبح أكثر استجابة لاحتياجاتنا وقيمنا الجماعية.  ولابد أن يتقاسم الجميع الفوائد على نحو عادل.  ولابد من تسخير الذكاء الاصطناعي لتضييق الفجوات الرقمية، وليس تعميقها.

ثانيا: هل سنضمن أن يدعم الذكاء الاصطناعي المبادئ الأساسية التي تؤكد على قيمة الحياة البشرية واستحقاق جميع البشر للكرامة، وليس تقويضها؟  يتعين علينا أن نتأكد من أن القدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي سوف تُستخدم للارتقاء بالناس العاديين وتمكينهم، وليس لإعطاء الحكام المستبدين قيودًا أقوى على الإنسان – على الروح الإنسانية.

في السنوات المقبلة، قد لا يكون هناك اختبار أعظم لقيادتنا من كيفية تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي.

واسمحوا لي أن أختتم حديثي بهذا.  حتى ونحن نجتاز الكثير من التغييرات، هناك شيء واحد يجب ألا يتغير: يجب ألا ننسى أبدًا من الذي نمثله ونحن هنا.

"نحن الشعب”.  هذه هي الكلمات الأولى في دستورنا، وهذه هي فكرة أميركا ذاتها. وهذه الكلمات قد ألهمت الكلمات الافتتاحية لميثاق الأمم المتحدة.

لقد جعلتُ الحفاظ على الديمقراطية القضية المركزية لفترة رئاستي.

في هذا الصيف، واجهتُ قرارا بشأن ما إذا كنتُ سأسعى إلى ولاية ثانية كرئيس.  ان قرارا صعبا.  فكوني رئيسا كان وما زال هو شرف حياتي.  وهناك المزيد مما أريد إنجازه.  ولكن بقدر ما أحب وظيفتي، فإنني أحب بلدي أكثر.  وقررتُ، بعد خمسين عامًا من الخدمة العامة، أن الوقت قد حان لجيل جديد من القيادات لقيادة بلدي إلى الأمام.

زملائي القادة، دعونا لا ننسى أبدًا أن بعض الأشياء أهم من البقاء في السلطة.  إن شعبكم – (تصفيق) – إن شعبكم هو الأهم.

لا تنسوا أبدًا أننا هنا لخدمة الشعب، وليس العكس.  لأن المستقبل سيفوز به أولئك الذين يطلقون العنان للإمكانات الكاملة لشعبهم للتنفس بحرية، والتفكير بحرية، والابتكار، والتعليم، والعيش، والحب علانية دون خوف.

هذه هي روح الديمقراطية.  وهي لا تنتمي إلى أي بلد.

لقد رأيتُ ذلك في جميع أنحاء العالم في الرجال والنساء الشجعان الذين أنهوا نظام الفصل العنصري، وأسقطوا جدار برلين، ويقاتلون اليوم من أجل الحرية والعدالة والكرامة.

لقد رأينا ذلك – ذلك الشوق العالمي للحقوق والحرية – في فنزويلا، حيث أدلى الملايين بأصواتهم من أجل التغيير.  لم يتم الاعتراف بذلك، ولكنه أمر لا يمكن إنكاره.  العالم يعرف الحقيقة.

لقد رأينا ذلك في نشطاء [مجتمع الميم] في أوغندا وهم يطالبون بالسلامة والأمان والاعتراف بإنسانيتهم ​​المشتركة.

ونرى ذلك في المواطنين في جميع أنحاء العالم الذين يختارون مستقبلهم بسلام – من غانا إلى الهند إلى كوريا الجنوبية، وهي دول تمثل ربع البشرية وستعقد انتخابات في هذا العام وحده.

ومن اللافت للنظر قوة عبارة "نحن الشعب”، التي تجعلني أكثر تفاؤلا بشأن المستقبل مما كنتُ عليه منذ انتخابي لأول مرة لمجلس الشيوخ الأميركي في عام 1972.

وكل عصر يواجه تحدياته.  لقد رأيتُ ذلك عندما كنت شابًا.  وأراه اليوم.

لكننا أقوى مما نعتقد.  نحن أقوى معًا من أن نكون بمفردنا.  وما يسميه الناس "مستحيلا” ليس إلا وهمًا.

لقد علّمنا نيلسون مانديلا أن، وأنا هنا أقتبس قوله، "الأمر دائمًا يبدو مستحيلا إلى أن يتم إنجازه”. "الأمر دائمًا يبدو مستحيلا إلى أن يتم إنجازه”.

زملائي القادة، لا يوجد شيء يفوق قدراتنا إذا عملنا معًا.  فلنعمل معًا.

بارك الله فيكم جميعًا.  وليحفظ الله كل من يسعى إلى السلام.

شكرًا لكم.  (تصفيق).
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير