إبراهيم أبو حويله يكتب:البطالة ...
البطالة ...
هل نحن المشكلة، وهل نستطيع أن نكون جزء من الحل .
كم من تاجر جملة سلم البضاعة إلى تجار التجزئة وماطل تاجر التجزئة في السداد ومنهم لم يسدد ونسي أن الله لا ينسى ...
وكم من شريك مضاربة بعد أن ساهمت هذه الشراكة في إنتشاله من الفقر والبطالة تنكر لصاحب المال، هذا إذا أعاد إليه أصل ماله من حيث المبدأ ، فكفرت الناس ببعضها ولجأت إلى البنوك لتضع أموالها فيه .فزاد غنى الغني وفقر الفقير ، ولكن هل كان للفقير دور هنا ..
فأصبح المال كنزا بعد أن كان رأس مال يساهم في نهضة الأمة ...
وكم من بائع حلف اليمين تلو اليمين وهو كاذب ونسي أن اليمين قد تكون غموسا ...
وكم وكم وكم ...
هل نطلب كثيرا إذا طلبنا أن يعود الإسلام إلى شوارعنا ...
هل نطلب كثيرا إذا قلنا إن إسلام الشعائر هو جزء يسير من الإسلام ، وإن إسلام المعاملات هو الذي يحيى البلاد والعباد ويرفع الأمة ويساهم في النهضة ...
وأن الله قد يغفر لك كل التقصير في الشعائر فهذه بينك وبينه ...
ولكن لن يغفر لك دينارا هو حق لإنسان هناك ...
عندما نحيى الإسلام في شوارعنا ومعاملاتنا ربما نساهم بشكل كبير في إختفاء معظم مشكلاتنا !!!
هل نستطيع نحن المساهمة في حل مشكلة البطالة ...
هل يجب علينا إعادة التفكير في تصرفاتنا ...
من أكبر الأبواب لحل مشكلة البطالة هي شراكة المضاربة ...
ولكن من جرب مشاركة البشر عرف أن المسلمين تركوا الإسلام في الجوامع ، ولا يعرفون الإسلام في المعاملات ولا في الحياة ولا في الشارع إلا قليلا ...
يذكر الشيخ محمد راتب قصة عن رجل في دمشق كان يرفض أن يؤجر المنازل التي يملكها بسبب القانون القديم الذي يعتبر المستأجر مالك ، وكان هناك الشخص بحاجة ماسّة لبيت ، فلجأ إلى هذا المالك ووعد المالك بأن يسلم البيت خلال أربع وعشرين ساعة من طلبه مهما كانت الظروف ...
وبعد سنوات ارتفعت أسعار المنازل في المنطقة فطلب المالك تسليم البيت خلال ستة أشهر ، ولكن هذا المستأجر سلم البيت خلال ثلاثة وعشرين ساعة فقط مراعيا وعده هو ولم ينظر إلى الشرط الذي وضعه المالك ...
فذهب المالك ليستعلم من جيران هذا الرجل فوجد أنه باع أثاثه بسعر بخس وذهب إلى فندق رخيص وذلك ليوفي بالعهد ولم ينسى بأن العهد كان مسؤولا ...
إبراهيم أبو حويله...