التحديات والتهديدات لأمان الانترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي: كيف تحمي نفسك؟
حسام الحوراني خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
في عالمنا الرقمي اليوم، أصبح استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نشارك أفكارنا وصورنا ومقاطع الفيديو الخاصة بنا مع العائلة والأصدقاء، ونستخدم هذه التطبيقات للتواصل مع الآخرين والعمل والدراسة. ومع ذلك، مع ازدياد اعتمادنا على هذه المنصات، تزداد أيضًا مخاطر اختراق بياناتنا الشخصية وخصوصيتنا.
ومع التزايد المتسارع والغير مسبوق لاستخدام التطبيقات الاجتماعية مثل WhatsApp وFacebook وغيرها، أصبحت مخاطر الاختراق والتجسس على البيانات أكثر تطورًا وتعقيدًا من أي وقت مضى. إن الوعي بالتهديدات المحتملة واتباع إجراءات الحماية اللازمة يمكن أن تساعد في الحفاظ على سلامة البيانات والخصوصية على الإنترنت لتجنب الانتهاكات والمشاكل القانونية المحتملة. ساستعرض في هذا المقال المختصر اهم طرق الاختراق وكيف تجنب هذه الطرق حيث اسعى إلى التوعية لايجاد بيئة رقمية آمنة وموثوقة للجميع.
اهم الطرق لاختراق تطبيقات التواصل الاجتماعي والانترنت:
1. التصيد (Phishing): يقوم المهاجمون بإنشاء رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية مزيفة تبدو وكأنها من تطبيقات التواصل الاجتماعي المعروفة بهدف خداع المستخدمين لتقديم بياناتهم الشخصية أو بيانات تسجيل الدخول. او مثلا : إرسال رسائل نصية تخبر المستخدم بأن حسابه قد تمّ اختراقه ويجب عليه إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة به من خلال النقر على رابط مشبوه.كذالك إنشاء صفحات ويب مزيفة تشبه صفحات تسجيل الدخول الحقيقية لتطبيقات التواصل الاجتماعي، بهدف خداع المستخدمين لإدخال معلوماتهم الشخصية.
2. الاستغلال البرمجي (Exploits): يمكن للمهاجمين استغلال الثغرات البرمجية في التطبيقات للوصول إلى بيانات المستخدمين أو تنفيذ أوامر غير مصرح بها. كذالك : استغلال ثغرة في نظام التشغيل تسمح للمهاجم بالوصول إلى التطبيقات المثبتة على جهاز المستخدم، بما في ذلك تطبيقات التواصل الاجتماعي.
3. الهندسة الاجتماعية (Social Engineering): يستخدم المهاجمون تقنيات الهندسة الاجتماعية لخداع المستخدمين وإقناعهم بتقديم بيانات حساسة أو تحميل برامج ضارة. مث اقناع المستخدم بالكشف عن كلمة مرور حسابه من خلال التظاهر بأنه موظف دعم فني في تطبيق تواصل اجتماعي، او إرسال رسالة إلى المستخدم تخبره بأن صديقه قد أرسل له ملفًا مهمًا، لكن الملف في الواقع مُحمّل ببرامج ضارة ، او إقناع المستخدم بتحميل تطبيق مزيف لتطبيق تواصل اجتماعي، حيث يقوم التطبيق المزيف بجمع بيانات المستخدم الشخصية.
4. استخدام برمجيات التجسس (Spyware): تستخدم برمجيات التجسس لتتبع النشاطات على التطبيقات الاجتماعية وسرقة البيانات. مثلا يمكن إرسال رسائل إلى المستخدم تحتوي على روابط مشبوهة، وعند النقر على الرابط يتمّ تثبيت برنامج تجسس على جهاز المستخدم ، او اختراق هاتف المستخدم أو جهاز الكمبيوتر الخاص به وزرع برامج التجسس عليه.
5. هجمات القوة الغاشمة: (Brute Force Attacks) يحاول المتسلّلون في هذا الأسلوب تخمين كلمة مرور الضحية باستخدام برامج متخصصة تُجرّب ملايين الكلمات المرورية المختلفة في وقت قصير.
6. هجمات الرجل في الوسط (Man-in-the-Middle Attacks) هي نوع من الهجمات السيبرانية التي يتم فيها اعتراض وتحويل اتصالات الضحية مع الخادم أو الموقع المستهدف. يتم ذلك عن طريق إدخال المهاجم نفسه في الاتصال بين الضحية والموقع، مما يجعل كل من الطرفين يعتقدان أنهما يتواصلان مع بعضهما، في حين يقوم المهاجم بتجسس وتسجيل معلومات الاتصال والبيانات المرسلة والمستقبلة.
7. الاستغلال عن بُعد (Remote Attacks): يُمكن للمهاجمين استهداف الأجهزة عن بُعد باستخدام البرمجيات الخبيثة التي تستغل الثغرات في النظام أو الشبكة.
8. استخدام الشبكات العامة غير المأمونة (Public Wi-Fi Networks): قد يتم اختراق البيانات أثناء الاتصال بشبكات Wi-Fi العامة غير المحمية، مما يتيح للمهاجمين مراقبة حركة البيانات وسرقة المعلومات الحساسة.
لحماية نفسك من هذه التهديدات، يجب اتباع بعض الممارسات الأمنية الجيدة، ومن طرق حماية نفسك من اختراق تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي:
1. استخدام كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها لكل حساب وتغييرها كل فترة.
2. تفعيل التحقق الثنائي أو متعدد العوامل ، كوضع بصمة لفتح جهاز وكلمة مرور لكل تطبيق و وغيرها.
3. توخي الحذر من الرسائل والروابط المشبوهة.
4. عدم مشاركة معلوماتك الشخصية مع أي شخص.
5. تحديث تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي ونظام التشغيل بانتظام.
6. تجنب تحميل برامج من مصادر غير موثوقة
7. استخدام برنامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة.
8. الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه إلى منصة التواصل الاجتماعي.
يُمثل اختراق الانترنت وتطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي تحديًا خطيرًا يهدد خصوصية وأمان المستخدمين. بينما تُقدّم المنصات ميزات أمان قوية، تقع على عاتق الأفراد أيضًا مسؤولية حماية حساباتهم من خلال اتّباع أفضل ممارسات الأمان المذكورة اعلاه. يُعدّ التعاون بين الأفراد والمنصات ضروريًا لخلق بيئة آمنة على الإنترنت.من خلال نشر الوعي حول مخاطر اختراق الحسابات، وتطوير تقنيات أمان مبتكرة، والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه، يمكننا جميعًا المساهمة في بناء مستقبل رقمي أكثر أمانًا وخصوصية.
والله ولي التوفيق