بايدن وترامب يلجآن إلى تيك توك لاستقطاب الناخبين في الانتخابات الرئاسية
الأنباط- عمان
إنه لشرف لي"، هكذا قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم السبت، في أول مقطع فيديو له عبر حسابه على تيك توك، منصة التواصل الاجتماعي التي حاول حظرها عندما كان رئيسا لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وجمع 4.6 مليون متابع.
وحصل المنشور، الذي أظهر ترامب، المرشح الرئاسي المفترض للحزب الجمهوري، وهو يلوح للجمهور أثناء حضوره نزالا في مسابقة للفنون القتالية في نيوجيرسي، على حوالي 73 مليون مشاهدة وأكثر من 4.7 مليون إعجاب.
لم يكن ترامب أبدا من محبي تيك توك. عندما كان رئيسا، أصدر أمرا تنفيذيا في عام 2020 يحظر المعاملات الأمريكية مع التطبيق وشركته الأم الصينية بايت دانس، مستشهدا بمخاوف تتعلق بالأمن القومي، غير أن هذا الأمر عرقله قاضي فيدرالي.
وبعد تورطه في سلسلة من الدعاوى الجنائية والمدنية على المستويين الفيدرالي والمحلي، حاول ترامب مؤخرا أن ينأى بنفسه عن محاولة الحظر.
وقال ترامب في مقابلة مع شبكة ((سي أن بي سي)) "هناك الكثير من الأشخاص على تيك توك يحبونه. هناك الكثير من الأطفال الصغار على تيك توك سيصابون بالجنون بدونه"، مضيفا أنه بدون تيك توك، يمكنك أن تجعل "عدو الشعب" أكبر.
ويأتي ظهور ترامب على تيك توك في وقت تواجه فيه منصته تروث شوسيال للتواصل الاجتماعي ضغوطا جديدة بعد إدانته بتزوير سجلات تجارية للتأثير على الانتخابات الرئاسية للعام 2016، وفقا لتقرير للإذاعة الوطنية العامة.
وأصبح ترامب أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة يدان بارتكاب جريمة بعد أن وجدته هيئة محلفين في نيويورك يوم الخميس مذنبا في جميع التهم الجنائية الـ34 المتعلقة بتزوير سجلات تجارية في محاولة لإخفاء مدفوعات مالية لشراء صمت نجمة إباحية في عام 2016، قبل وقت قصير من الانتخابات الرئاسية.
وتأتي خطوة ترامب بالانضمام إلى تيك توك لاستقطاب الناخبين المحتملين وخاصة الأصغر سنا، في الفترة التي تسبق انتخابات نوفمبر، حسبما ذكرت صحيفة ((بوليتيكو))، وهي صحيفة رقمية أمريكية تركز على السياسة
ونقل التقرير عن مستشار لحملة ترامب قوله "الحملة تلعب في جميع الساحات... القدرة على القيام بالتوعية على منصات ومنافذ متعددة أمر مهم وهذه مجرد واحدة من عدة وسائل نصل بها إلى الناخبين. تيك توك يميل إلى الجمهور الأصغر سنا".
وقبل انضمام ترامب إلى تيك توك، فتح خصمه في انتخابات 2024، الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، بالفعل حسابا على التطبيق في فبراير. وحتى الآن، نشر الحساب أكثر من 200 مقطع فيديو وجمع أكثر من 350 ألف متابع و4.6 مليون إعجاب.
وفي الوقت الذي يستخدم فيه المنصة لجذب الناخبين، وقع بايدن قانونا في أبريل بعد إقرار مشروع قانون من غرفتي الكونغرس، يطلب من تيك توك سحب استثماراته من شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة بايت دانس، أو مواجهة الحظر على مستوى الولايات المتحدة.
وقال روب فلاهيرتي، مدير مكتب الاستراتيجية الرقمية في البيت الأبيض ونائب مدير حملة إعادة انتخاب بايدن، "سيكون من السخف شطب أي مكان يحصل فيه الناس على معلومات حول الرئيس".
وأقام فريق بايدن علاقات مع مؤثرين على تيك توك في انتخابات 2020، وأصبحت المنصة أكثر تأثيرا منذ ذلك الحين، ونمت كمحرك بحث على الإنترنت، وتقود السرديات عن الرئيس، وفقا لما نقلته وكالة ((أسوشيتد برس)) عن فلاهيرتي.
وتقول حملة بايدن إن البيئة الإعلامية الحديثة المنقسمة بشكل متزايد تتطلب منها مقابلة الناخبين أينما كانوا، ويعد تيك توك واحدا من العديد من الأماكن التي يمكن أن يرى المؤيدون المحتملون من خلالها محتواها، بالإضافة إلى منصات مثل واتساب وفيسبوك وانستغرام ويوتيوب، وفقا لتقرير الوكالة.
ويستخدم ثلث البالغين في الولايات المتحدة، بما في ذلك أكثر من 60 بالمائة من البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، تطبيق تيك توك. وبينما انخفض معدل استهلاك الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى أو ظل راكدا في السنوات الأخيرة ، تضاعفت نسبة مستخدمي تيك توك الأمريكيين الذين يحصلون على الأخبار من التطبيق منذ عام 2020، عندما حصل 22 بالمائة على الأخبار منه، وفقا لمؤسسة بيو ريسيرش.
ولا يرغب الحزبان في التقليل من تأثير التطبيق وخاصة في الانتخابات التي سيحددها مئات الآلاف من الناخبين في حفنة من الولايات المتأرجحة، كما قالت تارا بالميري، الشريكة وكبيرة المراسلين السياسيين في بوك، وهي شركة وسائط رقمية أمريكية.
وقال خليل غرين، الذي يملك أكثر من 650 ألف متابع على تيك توك والمعروف باسم "مؤرخ الجيل زي": "هناك نفاق جوهري لإدارة بايدن يظهر في دعمها لحظر تيك توك بينما تستخدمه في نفس الوقت لأغراض حملته".