أزمة سيل الزرقاء بيئيا
د. أيوب أبودية
تعد اشكالية سيل الزرقاء بيئيا من البؤر البيئية الساخنة، علما بانني أذكر تماما في ستينيات القرن الماضي عندما كنا نصطاد الأسماك فيه وناكلها. فما الذي حدث كي يتردى الوضع بحيث أصبح السيل اشكالية بيئية تؤرقنا وتقض مضاجعنا.
استرشد بمقالتي هذه بحواري مع مدير دائرة البيئة في بلدية الزرقاء الدكتور أيمن العمري الذي حدثني عن تاريخ تراجع نوعية مياه سيل الزرقاء نتيجة زيادة ضخ مياه عين غزال لسد حاجة عمان، وكذلك نتيجة تسرب مياه المجاري المرتبطة بخربة السمراء. وقد تم حل هذه المشكلة إلى حد ما بتحديث محطة التنقية وتوسعتها وحل مشكلة تسرب خط المياه العادمة.
وما يزيد الأمر تعقيدا الانتشار العشوائي للابنية السكنية على ضفتيه وتسريب حفرها الامتصاصية المياه العادمة في مياه السيل، وهي قضية ما زالت من دون حل حتى يتم توفير بدائل للمواطنين. أضف إلى ذلك انتشار المصانع في وادي الحجر، ومعامل الطوب ومناشير الحجر عند منطقة نادي الضباط، وما يرتبط بها كلها من تلويث. وقد سيطرت وزارة البيئة على منطقة وادي الحجر بعد جهود حثيثة، وما زالت تبحث عن حلول للمعامل والمناشير.
أما المصانع في وادي العش فتلتزم في مجملها بنظام البيئة، فيما تراقب درونز البؤر الساخنة باستمرار، وتستشعر أجهزة رصد وزارة البيئة نوعية الهواء، بينما ما زالت مصفاة البترول تلوث البيئة، رغم أنها أضافت وحدة لاستخلاص الكبريت، ولكنها مصفاة هرمة يتم التجديد لها رغم انقضاء عمرها لتحقيق أمن الطاقة.
ختاما نقول ان جهود وزارة البيئة وجناحها في الشرطة البيئية، واستجابة الكثير من المشروعات الصناعية، هي جهود مشكورة، ولكن تظل هناك ضرورة لمتابعة كل صغيرة وكبيرة وإيجاد حلول بديلة للمواطنين والصناعات الغير ملتزمة لظروفها الخاصة، وذلك إذا شئنا أن نجعل من بيئتنا أماكن آمنة لنا وللاجيال القادمة.