هددت بالاعتقال ليلة زفافها.. الاسيرة ليان كايد خلف قضبان الاحتلال تحت الحكم الإداري
تعرضت لشتى أنواع العذاب النفسي والجسدي في سجون الاحتلال
الانباط - فداء الحمزاوي
يواصل الاحتلال الصهيوني اعتقال النساء والفتيات الفلسطينيات بظروف قاسية ومأساوية تتنافى تمامًا مع المطالبات الحقوقية التي تنادي بحرية النساء وحمايتهن من التعنيف الجسدي واللفظي.
ليان نزار احمد كايد واحدة من عشرات المعتقلات اللواتي يقبعن خلف قضبان سجون الاحتلال الغاشم .
نشأت الأسيرة ليان كايد مواليد 1998 في بيت يضج بالوطنية والنضال منذ نعومة اظفارها، تدرس ليان ماجستير تنمية مؤسسات في جامعة بير زيت ، تميزت بكتابة الأبحاث والأدب والشعر والمقالات وخاصة عن وضع الأسيرات في سجون الاحتلال وعملت كمنسقة لائتلاف 67 مؤسسة غير حكومية تقيم في رام الله وتعود أصولها إلى بلدة سبسطية قضاء نابلس.
دفعت ليان ثمن تميزها ووطنيتها واجتهادها وانتمائها..
اعتقلت المرة الاولى 8/6/2020، أثناء توجهها بصحبة والدتها الى رام الله لاستلام شهادتها البكالوريوس، حيث تم اعتقالات ووالدتها عند حاجز زعترة ، تم اقتيادها لمركز هاشروم وهو، مركز بشع، بقيت تحت التحقيق 16 يوما متنقلة بين هاشروم وسجن عوفر، بوسيلة نقل تسمى "البوسطه" حيث يتم تكبيل يديها وقدميها بالجنازير والأصفاد ، وتركها لساعات داخل البوسطه تنتظر بدء التحقيق معها .
لم يوجه لليان تهمه واضحه ولكن اعتقلت بسبب نشاطها الجامعي وهو نشاط محظور وممنوع لدى الاحتلال بالاضافة لنشاطها العام باظهار التراث الفلسطيني بمختلف المجالات ومشاركتها باللجان الشبابية الطلابية التي تهتم بالشأن الفلسطيني.
بعد الانتهاء من التحقيق معها وتثبيت التهم الموجهه لها، أمضت مدة الاعتقال التي دامت 16 شهرا في سجن الدامون، وهناك اجتمعت مع مجموعة من أسيرات يملكن الوعي الكافي لمعرفة حقوقهن داخل المعتقل ويناضلن لانتزاعها حسب اتفاقيات جنيف ولتحقيق مطالبهن التي تتمثل بحق التعليم .
كانت ليان ومن معها من الاسيرات الجامعيات يقمن بتدريس باقي الاسيرات بعد اخذ موافقة جامعة القدس المفتوحة، وانتزعن حقهن بممارسة العبادات بحرية وممارسة الرياضة ، بالاضافة للجلسات الثقافية وقراءة الكتب التي يسمح الاحتلال بادخالها لهن، حيث كان يمنع ادخال الكتب السياسية.
تم منع عائلتها من حضور محاكمتها وجاهيا وخاصة في فترة انتشار فيروس كورونا، سمعت ليان صوت والدتها بعد 6 اشهر من اعتقالها وكانت المرة الاولى التي يسمح لها الاحتلال باجراء مكالمة، وفي آخر 5 أشهر من اعتقالها تم السماح لوالدتها ووالدها بزيارتها، عند الافراج عن ليان. كان بانتظارها المئات من الأقارب والاصدقاء، وعند علم الاحتلال بالعدد الكبير الذي ينتظرها قاموا بتأخير خروجها لوقت أطول وكان استقبال بتحريرها الأول الأكبر على مستوى البلد .
اعتقلت ليان للمرة الثانية في 7/6/2023 لمدة 26 يوما بعد مداهمة جيش الاحتلال لمنزل عائلتها ليلا، وتدمير محتوياته وضربوا ليان وشقيقها، حيثةتعرضت لاصابات بالغة قبل اعتقالها ليتم اقتيادها لسجن عوفر للتحقيق، لمدة20 ساعة ووضعت في زنزانه انفردايه بشكل يومي بالاضافة للتعذيب الجسدي والنفسي الى ان تم الافراج عنها بتاريخ 3/7/2023 لعدم اثبات اي تهمه عليها ،لكن قبل الافراج هددوها باعتقالها وهي عروس بيوم زفافها ، خرجت ليان بنفسيه محطمه وجسد متعب ومرهق ويحمل علامات التعذيب التي لن يمحوها الزمن .
كان الاعتقال الاخير لليان في 6/4/2024 حيثةتكررت ظروف الاعتقال من تعذيب وضرب مبرح والى سجن عوفر ، ولكن لم يتم التحقيق معها بحجة ان لها ملف سري حيث تم اعتقالها لمدة 4 أشهر اداريا .
وتعاني الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال من ظروف قاسية وانتهاكات جسيمة، مما يخالف كافة القوانين والأعراف الدولية اضافة للتعذيب الجسدي والنفسي والاهمال الطبي المتعمد ، وانتهاك حرمة الامومة ومنع الاسيرات من حضانة أطفالهم الذين ولدوا داخل السجون وما يترتب على ذلك من آثار خطيرة من تدهور الحالة الصحية والمعاناة النفسية.