banner
كتّاب جهينة
banner

نصائح متنوعة لحماس

{clean_title}
جهينة نيوز -

عمر كلاب

جازف النائب عمر العياصرة بنصيحته الجريئة لحركة حماس, ومفادها ان على الحركة ان تسعى الى ايقاف اجتياح الكيان الصهيوني لمدينة رفح, حتى لو قدمت تنازلات موجعة, مثل التفريط بورقة الاسرى, ونصيحة العياصرة, قائمة على فكرة ان على حركة حماس ان تبقى في دائرة الفعل العسكري والسياسي, ودخول رفح يعني اضعاف الحركة الى الحد الذي لا تستطيع فيه ان تكون قادرة على احداث الفرق في المعادلة الفلسطينية.

النصيحة واجبة في مثل هذا الظرف, ولكنها تبقى نصيحة, قائمة على قراءة سياسية للمشهد المعقد الذي تعيشه حركة حماس اليوم, فالاشقاء في قطر يبدو انهم في طور اتخاذ قرارات حاسمة بشأن وجود الحركة على ارضها, وثمة تسريبات تقول ان الحركة بدأت بفتح مقرات لها في العراق, وقبلها قدمت الحركة رسائل سياسية مرنة الى الاردن ومصر, بتصريحات على لسان الدكتور موسى ابو مرزوق, احد قيادات الحركة والفاعلين فيها.

تصريحات العياصرة مثيرة, وسبق له ان كان ضمن هذا المحور, الحمساوي – القطري, ودفع ثمنا كبيرا لجرأتها سابقا, وليس مستبعدا ان يدفع ثمنا اكثر ارتفاعا, بعد هذه التصريحات, التي جاءت على شاشة التلفزيون الوطني, لكنها تستحق التوقف والتأمل, فهل من مصلحة حماس التفريط بآخر ورقة سياسية لديها, بمعنى ان الافراج عن الاسرى مقابل وقف اجتياح مدينة رفح, يعني ان كل الضحايا ذهبوا مجانا, وان النتيجة كارثية بكل المقاييس.

ايضا, وقف اجتياح رفح, يعني ان تحافظ الحركة على اربع كتائب, وما تبقى من قوتها في باقي المدن والمحافظات الفلسطينية في قطاع غزة, مما يجعلها لاعبا رئيسا على الطاولة القادمة, لمناقشة مستقبل غزة وعودتها الى الحاضنة الفلسطينية الموحدة, فحسب العياصرة, ثمة من يتربص بالحركة لحظة ضعفها, وسيحظى المتربص بدعم لوجستي من اطراف كثيرة, عربية وغربية, وبالضرورة فلسطينية, فهل تستمع الحركة الى نصيحة العياصرة؟

سؤال يبدو سطحي امام نصائح اخرى كثيرة, تقول ان الحركة انتصرت وانها حققت نجاحا كبيرا في مقارعة اعتى قوة اقليمية مسنودة من اعتى قوة عالمية, وان كلف الحرب لا يمكن ان تكون مجانية, اذا ما تم الاستماع لنصائح العياصرة وغيره ممن يرون ضرورة ايقاف دخول رفح باي ثمن, فالاوجاع الصهيونية تزداد حسب انصار هذا الرأي, والشجاعة صبر ساعة, ولربما يكون في منطهم بعض وجاهة, لأن الحقيقة الكبرى, ان القضية الفلسطينية تحررت فعلا بعد السابع من اكتوبر, ولم تعد اسيرة جولات التطبيع والتمييع في المحافل الدولية والعربية.

وادارة الصراع سياسيا اليوم اولى من ادارته عسكريا, ودون توحيد الورقة الفلسطينية على قاعدة منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم الكل الفلسطيني, فإن الخسارة السياسية قادمة لا محالة ولن يكون هناك انتصار عسكري ايضا, فهل تنجح حماس في انتاج موائمة بين العسكري والسياسي؟ سؤال يبدو انه الحاسم, وعلى ضوء اجابة الحركة سيكون الواقع مختلف بل شديد الاختلاف, فالتحرر يحتاج الى اثمان باهظة دون شك, اثمان سياسية وعسكرية.

omarkallab@yahoo.com

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير