2024-05-14 - الثلاثاء
banner
كتّاب جهينة
banner

يا ليت الخبر...

{clean_title}
جهينة نيوز -
يا ليت الخبر...

 المحافظة على الوطن ومؤسساته وانجازاته وقدراته المادية والعسكرية هي حفاظ على أبنائه ودعم للمقاومة بكل السبل الممكنة

ما تقوم به السياسة الأردنية من السهل التشكيك به واتهامه،  وذلك بسبب الصمت الذي أزعم بأنه يصل حد الحكمة وهذا رأيي ، فلو خرجت الدولة وتكلمت عما قامت به جماعة اوسلوا لبقي شرخا كبيرا  ولحدث صداعا مزمنا ربما يشابه ما حدث في احداث أيلول الأسود. 

خذ موقف عبد الناصر في معركته الأولى والتي أطلقها دون أن يكون مستعدا لها فخسر الحرب واحزاء كبيرة من الوطن ودخل بعدها في حرب أخرى فاشلة وكانت النتيجة موت عبد الناصر وهو في الخمسينات  والنهاية المذلة في كامب ديفيد .

وخذ ما حدث مع صدام،  ولذلك ما يجب القيام به ليس هو ما تستطيع القيام به ، ولكن ما يخدم القضية الفلسطينية دون أن يسبب أذى بالغ للوطن واستقراره وامنه ووجوده .

يا ليت الخبر يأتي ممن حملوا اوطانهم فوق ما تطيق فخسروا وخسر الوطن .

نقول بأن الحكمة في المقاومة هي أن تستمر في استنزاف العدو حتى تجبره على تحقيق اهدافها،  لم تكن في يوم خسائر المقاومة أقل من المستعمر أو المحتل وقد تصل النسبة إلى خمسين من اهل الأرض مقابل واحد من المحتلين وهذا حدث .

وثبات المقاومة وصبرها على الأذى هو للأسف الذي يحقق لها النتائج وحرصها على السلامة لا يحقق السلامة بل يحقق الندامة .

ولكن في دول الطوق الأمر مختلف وله اعتبارات مختلفة ، وعدم اخذها بعين الإعتبار  يؤدي إلى خسارة فادحة للأسف في حال القيام به .

لقد تجاوز الغرب عن موقف الأردن من غزو الكويت،  ولكنه لم يتجاوز في هذا الموقف لغيره .

ولكن ان تحافظ على علاقة قوية مع الولايات المتحدة ، مع إبقاء قدر من الحركة في الرأي والتصرف والاعلان الذي يصل حد مخالفة الرئيس الأمريكي في عقر داره فهذا موقف يحسب له ألف حساب وقد طارت عروش لأقل من ذلك ، ولكن المحافظة على هذا التوازن هي التي تدفع أمريكا ورئيسها إلى التجاوز واحترام دور الأردن. 

مع إبقاء هذه القدرة في الدفع قدر المستطاع في خدمة القضية الفلسطينية والمقاومة ، حتى مع إختلاف وجهات النظر معها ، وهنا اتكلم رسميا. 

في تلك اللحظة التي تشعر بها القوى العظمى بعدم اتزان نظام وعدم قدرته على المناورة والتفاهم ، يحدث ما حدث في الدول التي صدعت رؤوسنا وطار بعدها رؤساؤها. 

موازنة لعينة أن تحاول أن تكون حكيما في ظل ضعف قدراتك وتخاذل وحتى خيانة من حولك .

سقوط الوطن ليس في مصلحة أحد ، وأول المتضررين هم الفلسطينيون شعبا ومقاومة. 

وهنا انا اضع قناعتي ولا أدين بها لأحد. 

ابراهيم أبو حويله
تابعو جهينة نيوز على google news