banner
أخبار محلية
banner

برنامج رياضتي .. مُتنفّس آمن للأطفال المتأثرين بالنزوح

{clean_title}
جهينة نيوز - "أنا حزين لأن هذه آخر جلسة"، يقول محمد بينما ينظر حوله ملتفتًا لأصدقائه ومنغمسًا بحماس في لعبة كرة القدم الدائرة حوله ضمن جلسات برنامج رياضتي.
وكغيره من الأطفال الذين ينتمون لعائلات تواجه تحديات في توفير أساسيات المستلزمات الحياتية، لا يتوفر لمحمد مساحة آمنة أو أنشطة تمكّنه من اللعب والتفاعل مع أقرانه من الأطفال، خاصة أنه يضطر للذهاب للمدرسة في الفترة المسائية، بسبب اكتظاظ المدارس ونقص الموارد.
وفي مكان غالبًا ما يكون فيه الوصول إلى مرافق اللعب محدودًا أو يُنظر إليه على أنه امتياز إضافي، يرى محمد في جلسات رياضتي الملاذ والمنفذ الذي يجعله مستمتعًا ومستغرقًا باللعب والحركة بعيدًا عن أي تحديات قد يمليها واقعه عليه وعلى أقرانه.
ويقول :" حين أسقط على العُشب لا أتأذّى، ولا أخاف من وجود سيارات حولنا ونحن نلعب".
برنامج رياضتي الذي تنفذه هيئة أجيال السلام ضمن أنشطتها المتعددة يمكن لمحمد وهو "نازح سوري" أن يكون طفلًا لا تشغله الهموم أو المشاكل الخارجية، على عكس المخاطر التي قد يواجهها أثناء اللعب في الشارع؛ تصبح المساحات المفتوحة ملاذه، فيستبدل خوفه من التعثّر والسقوط ومن السيارات بمتعة اللعب لتصبح الخدوش والكدمات التي قد يتعرّض لها خلال اللعب، شرارةً للمغامرة والمرح، بدلًا من الألم، وهو تحوّل بسيط في حياته وتجاربه اليومية لكنه يضيف الكثير لشخصيته على المدى الطويل.
مسؤول برامج أول في هيئة أجيال السلام والمسؤول عن تنفيذ برنامج رياضتي احمد الخاروف، يقول إن البرنامج الذي تنفذه الهيئة بدعم من مؤسسة اللاجئ الأولمبي (ORF)، يهدف إلى تعزيز الصحة النفسية وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي لـ 15 ألف طفل وشاب سوري وفلسطيني وأردني من المتأثرين بالنزوح من خلال الرياضة.
وبين أن البرنامج أطلق عام 2021 وسيستمر على مدى ثلاث سنوات، وسيمكّن عددًا متساويًا من الأطفال والشباب من الإناث والذكور من المشاركة بأنشطة رياضية عالية الجودة.
من جهتها، بينت الميسرة المتطوعة في برنامج رياضتي نسرين أبو رمان التي تلقّت تدريبًا مسبقًا مع الهيئة حول استخدام أداة الرياضة من أجل الحماية والسلام، أن الأطفال يتحدّون معًا باللعب والاستمتاع، وتكوين روابط مع بعضهم بعضا، تمتد إلى ما بعد الجلسات.
وأكدت نسرين، التي أصبحت تمتلك المعرفة والمهارات والثقة اللازمة لتيسير أنشطة وجلسات البرنامج أن "أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج رياضتي هو تعزيز الصحة النفسية وتقدم الدعم النفسي الاجتماعي من خلال تنفيذ مجموعة من الأنشطة الرياضية والأنشطة القائمة على الرياضة التي تقدمها الهيئة.
وأوضحت أن المشاركين يتعلمون من خلال هذه الأنشطة، مفاهيم تحويل النزاع وبناء العلاقات المستدامة والتواصل الإيجابي، لافتة الى أن الأمر لا يتعلق فقط بالنشاط البدني؛ بل بإنشاء مُتنفّسّ يجد لأطفال، مثل محمد، فيه الدعم، ويتجاوزوا من خلاله التحديات التي يواجهونها.
يذكر ان الهيئة تقدم أنشطة رياضتي بالشراكة مع اليونيسف في مراكز مكاني المنتشرة في الأردن وفي منظمات المجتمع المدني المختلفة، ومن خلال النوادي الصيفية التي تنظمها كل عام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والاتحاد الأردني للرياضة المدرسية.
--(بترا)
تابعو جهينة نيوز على google news