صناعة اللحوم الأمريكية تستهدف السوق المزدهرة في الصين وتسهّل التبادلات الثقافية
تكثف صناعة اللحوم في الولايات المتحدة جهودها لاختراق السوق الاستهلاكية المزدهرة في الصين، بهدف سد الفجوات الثقافية من خلال إدخال تقاليد الطهي الأمريكية إلى الصين.
وقد صرح مارك غوستافسون، كبير الموظفين الاستشاريين بشركة ((سي إل بي مانجمنت))، لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال حديثه عن محطة شانغهاي من محطات جولة طهي قامت بها علامات تجارية عريقة للحوم البقر الأمريكية في الأسبوع الماضي، قائلا "هدفنا هو عرض أفضل لحوم البقر الأمريكية وبناء علاقة قائمة على الثقة مع المستهلكين الصينيين".
وقد استضافت هذا الحدث، وهو حفل عشاء على شرائح اللحم أقيم في مطعم متميز لشرائح اللحم بشانغهاي، غرفة التجارة العامة الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأمريكي لتصدير اللحوم، وشركة جريتر أوماها، وهي شركة شهيرة متخصصة في إنتاج لحوم الأبقار التي تتغذي على الحبوب ومقرها أوماها بولاية نبراسكا.
كانت جريتر أوماها، التي تعمل منذ عام 1920، أول شركة تعبئة أمريكية تستأنف تصدير لحوم البقر إلى الصين في عام 2017 بعد الحظر الذي فُرض في ديسمبر 2003 بسبب مرض جنون البقر.
وقال غوستافسون، النشط في صناعة اللحوم الأمريكية وعمل من بين مواقع أخرى في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأمريكي لتصدير اللحوم، "إن الاقتصاد الصيني المتطور خلق فرصة كبيرة لصناعة اللحوم الأمريكية".
وذكر غوستافسون أن النمو الكبير للطبقة المتوسطة في الصين أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات الغذائية عالية الجودة، بما في ذلك لحوم البقر. وقال "حين أتحدث في الولايات المتحدة، أؤكد أن تسجيل نمو نسبته 10 في المائة في الطبقة المتوسطة والعليا في الصين قد يبدو متواضعا للوهلة الأولى. بيد أنه في سياق التعداد السكاني الكبير للصين، فإن هذا يعادل إضافة يابان أخرى من حيث حجم السوق".
وسلط الخبير الضوء على أن هذا التطور الديموغرافي لم يؤد إلى زيادة القوة الشرائية فحسب، بل حول أيضا تفضيلات المستهلكين نحو منتجات غذائية ونمط حياة أعلى جودة.
وأشار غوستافسون إلى أن "الإمكانات أمام لحوم البقر الأمريكية في الصين هائلة، وفي ظل المشاركة الإستراتيجية وضمان الجودة، يمكننا تحقيق نمو كبير. الرحلة بدأت للتو".
كما تحدث عن دور صناعة الأغذية في سد الفجوات الثقافية.
وأضاف "نحن لا نبيع لحوم البقر فحسب، بل نقدم ثقافة الجودة والتنوع اللذان يتماشيان مع الأذواق المتطورة للمستهلكين الصينيين".
وقال غوستافسون إن "صناعة الأغذية تمثل أرضية مشتركة حيث تتحقق فوائد متبادلة لكل من الولايات المتحدة والصين، ما يوطد العلاقات الاقتصادية ويعزز النوايا الحسنة بين بلدينا".
ولفت إلى أن هذه المنفعة المتبادلة تمتد إلى ما هو أبعد من التجارة وتعمل على تحقيق قدر أعمق من الفهم الثقافي والتعاون.
وأعرب عن ثقته في الإمكانات غير المستغلة للسوق المتاح في الصين أمام اللحوم الأمريكية، وتوقع مستقبلا يعمل فيه التكيف المستمر مع احتياجات المستهلك على تحفيز النمو.
وقال رئيس غرفة التجارة العامة الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية هو وي، وهو أيضا الرئيس والمدير التنفيذى لبنك ((تشاينا يو إس إيه)) إن "حدث تذوق شرائح اللحم هذا في شانغهاي يمثل مزيجا من الإستراتيجية الاقتصادية والدبلوماسية الثقافية، ويهدف إلى تدعيم العلاقات وتعزيز التقدير المتبادل بين البلدين من خلال لغة الغذاء العالمية".
وأشار هو إلى أنه فيما يتعلق بالتبادل الثقافي بين الدول، "تكون الأحداث واسعة النطاق ضرورية في بعض الأحيان لتوليد الزخم وتعظيم الأثر".
وأضاف قائلا "وفي المقابل، فإن تفاعلات مثل تعزيز التفاهم بين الثقافات من خلال تجارب الطهي التي لها صدى في الحياة اليومية للأشخاص العاديين تعد أيضا أمرا ضروريا".
وقال هو إنه "بالنظر إلى ثقافة الصين الغنية والعريقة وسماتها الفريدة العديدة، وبالنظر إلى الولايات المتحدة بخصائصها المميزة وتاريخها وإرثها وجاذبيتها، فإن مثل هذه التبادلات والتجارب المتبادلة مفيدة لكلا الجانبين، وتعزز التعلم المشترك والتكامل