حرب غزة تسرق فرحة رمضان كما سرقت أرواح الأبرياء
في رمضانات سابقة كانت الشوارع تعج بالمآدب والإفطارات لكن رمضان هذا العام مختلف، فلنا إخوة في غزة يطاردون الموت أو يطاردهم يجوبون البراري بحثا عن شيء يسدون به جوعهم أو عطشهم، فالعدو منع عنهم كل شيء باستثناء قذائف الموت ليل نهار كما يقول مختصون لوكالة الأنباء الاردنية (بترا).
مدير العلاقات العامة والناطق الاعلامي باسم دائرة الافتاء العام الدكتور احمد الحراسيس قال ان الدائرة واستجابة لنداء
جلالة الملك عبدالله الثاني بالوقوف الى جانب الأخوة في غزة والتخفيف عنهم عمدت وبالتعاون مع وقفية "خير الأردن" و "وقف ثريد" على تنظيم حملة لجمع التبرعات من خلال يوم مفتوح على إذاعة "ياهلا" التابعة للقوات المسلحة الأردنية تحت عناون "لقمتنا واحدة" لجمع التبرعات للأهل في القطاع المنكوب.
واضاف، لقد تداعى الأردنيون للتبرع وجمعت الحملة اكثر من مليون وجبة غذائية لإيصالها للأهل في غزة في شهر رمضان المبارك للتخفيف من وطأة سياسة التجويع التي تنتهجها قوات الاحتلال، مشيرا الى أن الدائرة أصدرت ومنذ بدء العدوان على غزة عدة فتاوى بجواز نقل الزكاة لأهلنا في غزة وحث المواطنين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والتلفاز والإذاعات على نصرة الأهل في غزة بكل السبل الممكنة.
من جهته قال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الاب الدكتور رفعت بدر، يطل رمضان والبشرية ما تزال تضرع إلى الله كي تسكت وتنخرس آلة الحرب والتدمير والسلاح الفتاك لإحياء ليالي رمضان في المسجد الأقصى بسلام.
وقال، هناك غصة في القلب ونحن بانتظار عيدين: عيد الفصح وعيد الفطر، متسائلا "كيف نفرح والقلب موجوع على الإخوة المهجرين والأطفال الجائعين النائمين على الطرقات فوق البيوت المتهدمة دون غذاء ولا ماء ولا كساء؟".
في السنوات الماضية، يقول الأب رفعت، كانت المدن تعج بالمآدب الرمضانية وكانت الكنائس في كثير من المحافظات تقيم إفطاراتها في القاعات والساحات العامة لكن في هذه السنة الوضع مختلف إما حزنا وإما لتوجيه كل مظاهر المساعدات إلى غزة الجريحة التي تعاني ويلات حرب لم يشهد التاريخ مثيلا لها.
وأشار الى أن وزير خارجية الفاتيكان أوصل مساعدة من قداسة البابا فرنسيس لارسالها الى غزة عبر كاريتاس الاردن واثناء زيارته في هذه الايام الى الاردن.
عضو الهيئة الإدارية في رابطة علماء الأردن، الدكتور زايد الدويري يقول، من المؤسف أن يطل رمضان المبارك في ظل استمرار العدوان الاسرائلي على اهلنا في غزة حيث لا توجد أي مقومات لاستقبال الشهر الفضيل سوى الإيمان والصلاة والصبرـ مشيرا الى أن مائدة إفطار غزة ستكون ناقصة مع غياب كثير من افراد الأسر وتشتت الكثير من العائلات التي فرقت بينها ظروف الحرب.
واضاف الدويري، في مواجهة آلة الحرب المجنونة هناك استغراب بل واندهاش العالم كله من قدرة تحمل الفلسطيني في غزة والاحتساب واحسان الظن بالله رغم القتل والتشريد والهدم والتشويه والتجويع، مشيرا الى أن العدو الاسرائيلي يظن انه بقدوم شهر رمضان سيزداد الوضع النفسي سوءا على أهل غزة خاصة مع انعدام مقومات الحياة التي يحتاجها الصائم لكنه نسي أن شهر رمضان يمنح الصائمين المحاصرين المفجوعين مزيدا من الصبر والطاقة ومزيدا من القوة لمجاهدة النفس أولا ومجاهدة العدو ثانيا.
واكد أننا في شهر رمضان لا تتوقع من اهل غزة سوى المزيد من التحدي لأن رمضان مدرسة لتهذيب النفس والرقي في مدارج الصبر والمواجهة والجهاد والفتح والنصر.
الصحفية والكاتبة المختصة بشؤون الحوارات والسِلم المجتمعي رلى السماعين تقول، في الأردن، يشكل المسيحيون واحدًا من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، والمواطنون المسيحيون في المملكة هم نسل المسيحيين الأوائل الذين آمنوا بالسيد المسيح عليه السلام.
وأشارت الى أن الصوم يُعَتبر بالنسبة للأردنيين مناسبة فرح وفي هذا العام يتزامن رمضان يتزامن مع فترة الصوم الأربعين التي تسبق عيد القيامة المجيد في الأردن، ومع ذلك، تبقى فرحة العبادة والاعياد ناقصة وغير مكتملة، لأننا نعيش أوقاتاً صعبة ونتألم متضامنين مع الفلسطينين في محنتهم، خاصة في ظل الحرب الدائرة على قطاع غزة والمشاكل والآلام الانسانية التي خلفتها الحرب من تدمير وتهجير وشهداء.
واضافت، لقد جذب عنف الحرب المتصاعد في غزة اهتمام العالم ورغم ذلك، يعاني الاهل في القطاع الامرين من أمراض ونقص حاد في الغذاء والماء، مبينة أن وحشية الحرب الاسرائيلية حطمت كل الاعتبارات الأخلاقية وحقوق الإنسان وصادرت فرحة رمضان والأعياد.
- -( بترا )