بيان للرئيس جوزيف ر. بايدن بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
البيت الأبيض
10 آذار/مارس 2024
أتقدم أنا وجيل مساء اليوم بأطيب الأماني والصلوات للمسلمين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة والعالم مع ظهور الهلال الجديد وحلول شهر رمضان المبارك.
هذا الشهر الفضيل مخصص للتأمل والتجدد، وها هو يحل علينا هذا العام في خلال فترة من الألم الهائل. لقد تسببت الحرب في غزة بخسائر مروعة في صفوف الشعب الفلسطيني، إذ قتل أكثر من 30 ألفا ومعظمهم من المدنيين، بما فيهم آلاف الأطفال. بعضهم أفراد أسر أمريكية مسلمة وهم يشعرون اليوم بحزن بالغ على فقدان أحبائهم. نزح مليونا فلسطيني بسبب الحرب، وبات كثيرون منهم بحاجة طارئة إلى الغذاء والمياه والدواء والمأوى. ولن تغيب معاناة الشعب الفلسطيني عن بال المسلمين المجتمعين في مختلف أنحاء العالم حول موائدهم للإفطار في الأيام والأسابيع المقبلة. ولا شك في أن معاناتهم لن تغيب عن بالي أنا.
ستواصل الولايات المتحدة قيادة الجهود الدولية لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة برا وجوا وبحرا. وقد وجهت الجيش الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع بقيادة مهمة طارئة يتم بموجبها إنشاء ميناء مؤقت قبالة ساحل غزة لتلقي شحنات كبيرة من المساعدات. نحن نقوم بعمليات إنزال جوي للمساعدات بالتنسيق مع شركائنا الدوليين، وبما فيهم الأردن، كما سنواصل العمل مع إسرائيل لتوسيع نطاق تسليم المساعدات برا، ونركز على تسهيل مسارات إضافية وفتح المزيد من المعابر لإيصال المزيد من المساعدات لعدد أكبر من سكان القطاع.
وفيما نوصل المزيد من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة، تواصل الولايات المتحدة العمل بلا كلل للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم لما لا يقل عن ستة أسابيع ضمن صفقة تفضي إلى الإفراج عن الرهائن. وسنواصل البناء من أجل تحقيق مستقبل من الازدهار والأمن والسلام على المدى الطويل، وهو مستقبل يشمل حل الدولتين لضمان تمتع الفلسطينيين والإسرائيليين بتدابير متساوية من الحرية والكرامة والأمن والازدهار، فهذا هو السبيل الوحيد نحو السلام المستدام.
لقد شهدنا في داخل الولايات المتحدة ظهورا متجددا مروعا للكراهية والعنف تجاه الأمريكيين المسلمين. ليس لرهاب الإسلام مكان في الولايات المتحدة على الإطلاق، فهذه الدولة قد تأسست على مبدأ حرية العبادة وبنيت بفضل مساهمات المهاجرين، بما في ذلك المهاجرين المسلمين. وتعكف حكومتي على تطوير أول استراتيجية وطنية على الإطلاق لمكافحة رهاب الإسلام وأشكال التحيز والتمييز ذات الصلة، وذلك بغرض مواجهة الكراهية ضد مجتمعات المسلمين والسيخ وجنوب آسيا والأمريكيين العرب أينما وجدوا. لا ينبغي أن يخشى أحد استهدافه في المدرسة أو العمل أو الشارع أو محيطه المجتمعي بسبب خلفيته أو معتقداته.
وأتوجه إلى المسلمين في مختلف أنحاء البلاد، أريدكم أن تعرفوا أنكم أفراد فائقو الأهمية من أسرتنا الأمريكية. وأتوجه إلى من فقدوا أحباء لهم في خلال فترة الحرب هذه، وأقول إنني أشعر بكم وأسمعكم وأصلي من أجل أن تجدوا ملاذا في إيمانكم وعائلاتكم ومجتمعاتكم. أما إلى جميع من يحتفلون ببداية شهر رمضان المبارك مساء اليوم، أتمنى لكم شهرا مليئا بالأمان والصحة والبركات. رمضان كريم.