banner
أخبار محلية
banner

"كوهين" يكشف درجة تأثير حديث الملك على الصهاينة بتغريدة

{clean_title}
جهينة نيوز -
"التعامل بردود الأفعال، والإنفعال" ساقا "الكوهين" الكاذب لمصيدة حتفه

دهاقنة ماكنة الدعاية الصهيونية باتوا يتخبطون ويستفرغون بعشوائية

تمتلكون فنون الدعاية الصهيونية،،، ونمتلك فنون التحليل والتنقيح العادل

الأنباط – خليل النظامي

يعتقد راسمي وصانعي إستراتيجيات الدعاية الإعلامية في الحاضنة الصهيونية أنهم أسياد هذا العلم والفن، وباستطاعتهم قلب الموازين السياسية والاجتماعية المستقرة في أي دولة يستهدفونها بغض النظر عن قوتها وتماسكها، من خلال أدواتهم في صناعة فنون الدعاية الإعلامية، ومهارات ما لديهم من عناصر بشرية منتشرة في كافة أرجاء دول العالم، فضلا عن التقدم والتطور التكنولوجي في الوحدات الخاصة بصناعة الدعاية الإعلامية لديهم، بهدف تفتيت المكونات العامة للدولة وتشتيتها، وإضعاف علاقة الحاكم بـ المحكوم، من أجل إيجاد ثغرة تمكنهم من الدخول خلسة إلى هذه الدول والسيطرة عليها.

ومن أبرز الدمى البشرية التي صنعت وتم تخصيصها لـ بث الدعاية الصهيونية "العفنة" في الدول العربية والإسلامية في الوطن العربي الصحفي "إيدي كوهين"، الذي نشأ وترعرع في إحدى القرى في لبنان الشقيق، وتعلم اللغة العربية هناك، وبعد أن تم تنشئته بالشكل المطلوب بحسب إختبارات ومواصفات الحركة الصهيونية، تم إستعادته لـ ممارسة عمله في إحدى الوحدات العسكرية التابعة لـ الحركة الصهيونية في جيش الكيان الصهيوني.

"كوهين" أحد أبرز عناصر الحركة الصهيونية نشر بـ الأمس تغريدة قال فيها "لا تظلمونا يا ناس، احنا لسنا ضد وجود دولة فلسطينية، بل ضد اقامة دولة فلسطينية ثانية.. الفلسطيني عنده بلد اسمه الأردن ........".
التغريدة التي نشرها "كوهين" لا تحمل قيمة خبرية ظاهرة، والقارىء لها بدون إطلاع مسبق على تاريخ هذا "الكوهين"، سيدرك تماما أن كاتبها قبل أن يطرحها كانت معدته ممتلئة بـ "المنسف بالسمن البلدي ... المحرم يهوديا" الذي يعقبه فترة خمول وسكر لا تحدثها أفخم أنواع الخمر المعتق في العالم، الاّ أن توقيت نشرها وكواليس مضامينها والجهات التي تستهدفها تحمل قيمة خبرية هامة جدا وغير ظاهرة للقارىء البسيط، وهذا هو مفصل تحليلنا لـ تغريدة هذا الإمعة الكاذب.

بداية الجميع يعلم أن جلالة الملك عبدالله الثاني أبهر العالم أجمع بـ حديثه من على منصة البيت الأبيض قبل أيام معدودة، وقد عقب حديثه ثورة في الرأي العام الأمريكي والأوروبي والعربي أيضا ضد الصهاينة ومخططات الكيان الصهيوني تجاه فلسطين، وكسر الصورة النمطية وأزال الغيوم عن السياسة الفاسدة "الداعشية" التي ينتهجها الكيان الصهيوني والدول الإستعمارية التي تسانده كافة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

إضافة الى أن حديث جلالته، إستفز مسؤولي البيت الأبيض من أتباع الحركة الصهيونية واليهود الذين يتسلمون أبرز المناصب في الإدارة الأمريكية، وكان أشبه بـ خنجر غمس بسم زعاف طعن به أكبادهم، وأغضبهم لدرجة أنهم لم يستطيعوا التحكم بردود أفعالهم على حد وصف الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية، وإمتد تأثير حديث جلالته حتى أشعل نارا لا تهدأ على طاولة حكومة المتطرف "نتنياهو".

هذا المشهد وما تبعه من تقارير أعدها جهاز الموساد الصهيوني لحكومة الكيان الصهيوني حول زيارة الملك وما تبعها من لقاءات وأحاديث جانبية مع مسؤولين في البيت الأبيض، أحدث خللا مفصليا في حكومة الداعشي "النتن ياهو"، وأغضب قيادات هذا الكيان، حتى وصلت هذه المعلومات والتقارير لـ "كوهين" الذي يعتبر الذراع الدعائي لـ الحركة الصهيونية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي المختلفة.

وهذا ما دعاه إلى كتابة تغريدته هذه التي صيغت وبحسب نظريات علم الإجتماع السلوكي والاتصالي، أنها بنيت على معياري "ردة الفعل والإنفعال"، وإستهداف "الأسرة الهاشمية" كـ أولوية في تغريدته وما يثبت هذا أنه كرر استهدافهم مرتين في نفس التغريدة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حجم الإنفعال الذي عاشه "كوهين" وقبله وزراء ورئيس حكومة هذا الكيان المتطرف، ويكشف لنا حجم الضرر الذي ألحقه بهم حديث الملك عبدالله الثاني من عقر بيتهم الأكبر "البيت الأبيض".

المشهد الثاني من كواليس التغريدة غير الظاهر، يتمثل بـ محاولة هذا الإمعة إحداث خللا في العلاقة التي تربط الشرق أردنيين (العشائر الأردنية) بـ العائلة الهاشمية، من خلال بث سموم حاول كان "الحشاشون الجدد" بثوها سابقا، إلاّ أنهم فشلوا في كل مرة كما يفشل دائما هذا "الكوهين" الداعشي، نظرا لـ متانة وصلابة العلاقة المتجذرة بين العشائر الأردنية والأسرة الهاشمية، وهذا مؤشر هام يكشف عن درجة إنزعاج الصهاينة من الرصانة التي تمتاز بها العلاقة بين الهاشميين والعشائر الأردنية، ويحاولون بشتى الطرق التأثير عليها بادعاءاتهم الزائفة، ليتسنى لهم إيجاد ثغرات تمكنهم من الدخول إلى المكون الجذري لـ التركيبة الأردنية والعبث فيه.

أما المشهد الثالث في تغريدة "الكوهين" الكاذب، يتمثل بـ اللعب على أكثر المواضيع حساسية عند الأردنيين وهو "الوطن البديل"، وإستخدامه إسلوب دعائي "عتيق"، بهدف إحياء فكرة هذا المشروع الوهمي في الأوساط الشعبية الأردنية، بـ الرغم من أن هذا المشروع ليس له وجود إلاّ في أذهان الصهاينة فقط، وأنه بات موضوع للإستهلاك والحشو الدعائي الإعلامي لا أكثر.

الخلاصة من هذا التحليل لـ تغريدة الصهيوني داعشي الفكر "كوهين" الذي يجب أن يتم شكره على هذه التغريدة، يتمحور حول القيم الإخبارية غير الظاهرة التي تكمن في كواليس هذه التغريدة والطريقة والإسلوب واللغة التي كتبت فيها، إضافة إلى الكشف عن حجم الضرر ودرجة التأثير اللذان لحقا بـ حكومة الكيان الصهيوني الضعيف عسكريا والهش سياسيا إثر حديث جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية في قلب البيت الأبيض الذي تسيطر على قراره الغالبية من الصهاينة واليهود، علاوة على أنه لم يبقى مكان في جسد هذا الكيان التافه إلاّ وتم تعريته وإظهاره على حقيقته سواء من الناحية العسكرية أو الوجودية أو السياسية.

من الجدير ذكره هنا ؛ أن "كوهين" وبعد إجراء عمليات تحقق وتقصي في تاريخه العلمي والأكاديمي، وجدنا أن تاريخه مزيف وغير دقيق، حيث أنه لا يحمل شهادة الدكتوراة، وإسمه غير مدرج في أي بحث أو دراسة علمية في سجلات مجلات البحوث العلمية المحكمة في العالم، في وقت يصنف نفسه عبر وسائل الإعلام العربية بـ الباحث والمحلل الأكاديمي والسياسي، وهذا التزييف والتزوير الأكاديمي والعلمي تستخدمه الحركة الصهيونية بهدف توسعة رقعة الصدق والثبات والثقة في سمومها التي تبثها لـ الجماهير التي تستهدفها.
تابعو جهينة نيوز على google news