هجمات العار على غزة
بعد ما حدث في نكبة عام 1948، تم نسج التطهير العرقي، وهو مخطط إنكار الهوية الفلسطينية وحق العودة إلى أراضيهم في وقت واحد. الفلسطينيون في معظمهم لاجئون، ويعيشون في ظل دول مختلفة، بما في ذلك دولة الكيان الصهيوني. في مناطقهم الجغرافية المختلفة، فإنهم مخنوقون في إمكانياتهم الاقتصادية، ومقيدون في استخدام المياه وأراضيهم؛ أو يبقون في وضع متوسط، غير محدد تمامًا، لتواجدهم داخل الكيان الصهيوني.
ما يحدث الآن، أن هذا الكيان الاجرامي هو المالك الوحيد في المنطقة للأسلحة النووية والأكثر تطورا، التي تشرع في جرائم القتل الجماعي في قطاع غزة بعد ما فعلته في 2008-2009، 2012، 2014. هذه المنطقة الصغيرة المحجوبة براً وبحراً وجواً، هي بمثابة سجن في الهواء الطلق. لم يتواجد فيها مستوطنون للكيان الصهيوني، وهي قضية قد تساعد في فهم سبب اختيارهم كهدف لأبادتهم. إنها حرب غير متكافئة، وهي عبارة عن قصف لمجموعات سكانية بأكملها وتدمير الرموز والبنى التحتية، والهدف من كل ذلك هو إبادة جماعية أو تهجير قسري للقطاع بسكانه البالغ عددهم مليوني نسمة.
أن ما يتشدق به الكيان المزعوم ما هو إلا نتيجة دعم القوة التاريخية الأعظم، في المنطقة، ألا وهي الجيش الأمريكي، أعظم آلة قتل ودمار تم إنشاؤها حتى الآن، يتم توجيهها بأكثر الطرق دموية. وهذا ما يفهم سبب تجاهل الدعم الذي يثار في جميع أنحاء العالم للقضية الفلسطينية؛ ليس من الحكام فقط بل أيضا من الشعوب (وليس فقط شعوب غرب آسيا) التي تعرف لو ضمنيا وعاطفيا بالظلم والموت الذي يصيب الحياة اليومية للفلسطينيين، والذي يحط من قدرهم في تأمين أدنى متطلبات الحياة.
يظهر لنا إن لدولة الكيان الصهيوني، في دورها الإمبريالي كمرافقة للولايات المتحدة، تنتهج ثلاث سياسات على الأقل تجاه فلسطين. أولاً، خطة رئيسية للتهويد وخاصة الأماكن المقدسة وعلى رأسها قدس الأقداس، ونزع التعريب، وتوليد أغلبية من السكان اليهود كأغلبية سياسية وعلى أساس العنصرية البنيوية، تشبه في بعض النقاط تلك التي انتهجتها الادارة الأمريكية في الحرب على السود.
لتلخيص من يقف وراء كل هذا، ما عليك سوى إلقاء نظرة على خريطة الدول التي تعترف (تدعم) الكيان الصهيوني، وأنت تعرف الحقيقة. لدينا بلد يسجن شعبه في العراء، ويقصف بعضهم هناك، ويحبس آخرين خلف جدار، ويسعى إلى خنق أي عملية صنع قرار، ويعزز الانقسامات السياسية ويترك أراضيه منفصلة. وفي الوقت نفسه، يدور الخلاف إعلامياً، حيث يسعى إلى تشويههم أمام الرأي العام الدولي من خلال وصفهم بالإرهابيين (من يستخدم هذا التعريف ولماذا). وهذا يتركنا أمام سؤال: من هو الإرهابي ؟!.