بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة
د. ريما زريقات
محزن ومخجل أن نرى أداء طلبة الأردن في نتائج دراسات ونتائج اختبار برنامج التقييم الدولي للطلبة " بيزا " لعام 2022 منخفض ومتدني ، وقد تراجع بمقدار 39 نقطة في مبحث الرياضيات ، و 77 نقطة في القراءة ، و 54 نقطة في العلوم ، الغريب أن سيد البلاد ومنذ سنوات لفت إلى ذلك وأشار لملف التعليم في الورقة النقاشية السابعة ، وكما قال جلالة سيدنا " الاستثمار في مستقبل أبنائنا عماد نهضتنا " ، وقال أيضا حفظه الله : " إنني أؤمن كل الإيمان بأن كل أردني يستحق الفرصة التي تمكنه من أن يتعلم ويبدع ، وأن ينجح ويتفوق ويبلغ أسمى المراتب ، بإيمان وإقدام واتزان ، لا يرى للمعرفة حدا ، ولا للعطاء نهاية ، منفتحا على كل الثقافات ، يأخذ منها ويدع الحكمة ضالته ، والحقيقة مبتغاه ، يطمح دوما إلى التميز والإنجاز ، ويرنو أبدا إلى العلياء " أشار سيد البلاد إلى التفوق والتميز والإبداع ، ولم يشر فقط إلى الحد الأدنى من التعليم ، للأسف الشديد و منذ ثلاث سنوات ووزارة التربية والتعليم شغلها الشاغل الفاقد التعليمي والتدخلات العلاجية ، هل طلبتنا فقط هم ذوي التحصيل المتدني ؟! ما هي نتيجة تطبيق هذا البرنامج ؟! أين هي المتابعة والتغذية الراجعة إحصائيا وتربويا ؟ أين هي الدراسات التي أثبتت معالجة الفاقد التعليمي ؟ ويبقى أيضا السؤال التالي : هل برامج الوزارة هي فقط المسار التقني والمهني وتطوير الثانوية العامة ؟ أليست هذه البرامج في صفوف متقدمة ونهاية مرحلة ؟ هل بنينا هذه البرامج على أرضية ثابتة ؟ هل عالجنا الفاقد التعليمي ؟ كيف نطبق برامج متقدمة لطلبة لديهم فاقدا تعليميا ؟ وأيضا أين هي البرامج والخطط الإثرائية لذوي التحصيل المرتفع و الموهوبين و التحصيل الجيد جدا ؟ أيعقل أن جميع طلبتنا هم من ذوي التحصيل والقدرات المتدنية والحد الأدني المفاهيمي ؟ أين الأنشطة التي تنفذ للطلبة المتمكنين أثناء تنفيذ التدخلات العلاجية ؟ سيقوم طلبتنا وبإذن الله بتقديم اختبار بيزا العام القادم 2025 ، أين هي جاهزية طلبتنا ؟ ما هي الخطط اللازمة ؟ هل خرجت إلينا وزارة التربية والتعليم بتحليل دقيق يعرض ويبين سبب التقصير في المهارات اللازمة ؟ أين هي الخطط المتخصصة المبنية على التحليل الدقيق ؟ هل سيكون رد الوزارة هو تدريب الطلبة على نماذج أسئلة اختبار البيزا كما في كل مرة ؟ أي سنعود للتلقين مرة أخرى ، هل سيكون اختبار تجريبي كما هو دائما ورأينا نتنائجه ؟
حقيقة نحن بحاجة لثورة معرفية وتعليمية ، و بحاجة أيضا إلى تغيير جميع المجالس التربوية والتعليمية واللجان الموجودة حاليا والتي لم يكن لها دور فاعل في تطوير التعليم وإعادة النظر في تعيين القيادات التعليمية والتربوية وأصحاب القرار لتطوير التعليم ووضع الخطط الإستراتيجية العاجلة ، وتعيين جهات رقابية فنية وتعليمية لتحقيق خطوات جادة موثقة بأسرع وقت ، لأن جميع من لهم علاقة بذلك لن يحققوا شيئا إذا بقي الوضع كما هو ، التعليم فيخطر ، وسمعة الوطن في خطر ، والجميع يرى أن المنح والأموال التي تصرف على تعليم طلبتنا قد ذهبت هدر للأسف الشديد ، وللحديث بقية ....