حسين الجغبير يكتب:نباح الصهاينة دليل ألم يعتصرهم
حسين الجغبير
من الطبيعي جدا ان يشن الاحتلال من خلال أدواته الرسمية وغير الرسمية هجوما على الأردن، ومحاولة اخراجه بصورة الضعيف التابع، تحديدا بعد قضية مطعم الكرك الذي أطلق عليه صاحبه اسم (7 أوكتوبر). أقول من الطبيعي ان يحدث ذلك نظرا لموقف الأردن بقيادة جلالة الملك منذ اندلاع الحرب على غزة قبل 110 وأيام.
فالأردن استطاع خوض معركة دبلوماسية شرسة عربيا واقليميا ودوليا، نجحت في إفشال مخططات صهيونية على رأسها تهجير الأشقاء في غزة إلى مصر، وسكان الضفة إلى الأردن، واستطاع حشد الرأي العام العالمي تجاه رفض هذا التوجه، إلى جانب كونه كان الدولة الأولى التي نفذت انزالات جوية على غزة شملت مساعدات للأشقاء المحاصرين من مختلف الأماكن. وهذا كان رغما عن القيادة الصهيونية وليس برضاها.
كما كان للشارع الأردني صوت مرتفع في مواجهة هذه الحرب، أو الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة، حيث شهدت محافظات المملكة مسيرات نصرة للأشقاء، فكان نبض الشارع والقيادة واحدا تجاه القضية الأم.
إن الهجمة الشرسة التي تقودها أبواق الإعلام الصهيوني وناشطي المواقع التواصل الاجتماعي هناك ما هي إلا دليل على حجم الألم الذي تسبب به الأردن لهؤلاء، والنجاح الدبلوماسي في كشف زيف ادعاءات الصهاينة، حتى بات العالم أجمع مؤمنا بما كان يقوله جلالة الملك بأن بديل السلام وحل الدولتين الفوضى والحروب، وها هو الغرب بات ينادي بأن أمن دولة الاحتلال لن يتحقق بالسلاح، وإنما بمنح الفلسطينيين دولتهم ذات السيادة، وهو المطلب الذي طالما أكد عليه جلالة الملك منذ سنوات كأساس لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في المنطقة.
كأردنيين نعلم جيدا أن الأبواق التي تهاجم الأردن لن تثنينا عن نصرة القضية الفلسطينية، ولن تحيد من توحدنا مع القيادة وإيماننا بأن هذه القضية هي قضية أردنية لها أولوية مطلقة حفاظا على مصالح الأشقاء الفلسطينيين ومصالح دولتنا في وقت باتت أولويات العالم والعرب ذات أبعاد أخرى وتناسوا بذلك أن هناك دولة محتلفة من قبل صهاينة يمارسون بحق سكانها كل صنوف العذاب والحصار والتجويع.
وكأردنيين لا بد وأن نؤكد لأبواق دولة الاحتلال أننا نكون في قمة سعادتنا عندما يتعالى نباحهم، لأن النباح من بعيد دليل جبن، وانهزامية، وإذا كان السوشال ميديا سلاحهم في هذه المعركة فليفعلوا ما يشاءون، حيث لن ينجحوا في تشويه صورة الأردن، ولا رسالتها، ولا تغيير قناعاتها، فهي لن تحييد عن مبادئها التي كانت في أوجها إبان صفقة القرن، وليتذكر الصهاينة ذلك بأن هذه الدولة رغم ضعف امكانياتها وقفت في وجه ترامب ومشروعه الاستيطاني الاحتلالي التوسعي وقالت لأ، في وقت قال فيه العالم كله نعم.