banner
أخبار محلية
banner

نتنياهو يستخدم الخطاب الديني لتبرير الإبادة الجماعية في فلسطين

{clean_title}
جهينة نيوز -
د. الحافي: الصهيونية استغلت البعد الديني وسخرته لخدمة مصالحها وأهدافها الخبيثة


المكابيين والعماليق أحجار الشطرنج للعبة "الاسرائيلية"

 
الأنباط – فداء الحمزاوي

 
أكد الدكتور عامر الحافي استاذ العقيدة و الاديان، ان الحركة الصهيونية استغلت الابعاد الدينية لتحفيز اليهود للهجرة الى فلسطين ، مبينا انه منذ بدء مساعي الصهيونية كان استغلال البعد الديني هو جزء من الخطاب الصهيوني، وقد قام رئيس وزراء "اسرائيل" بتشكيل حكومة غالبيتها من اليمين الصهيوني وبالذات جماعات الاتجاه الديني القومي الذين يتعمدون استغلال النصوص الدينية من العهد القديم، والتي قام بذكرها نتنياهو في مؤتمر صحفي مؤخرا ليبرر الابادة الجماعية في غزة ، وذلك لعلمه أن الخطاب الديني يؤثر في شريحة كبيرة من المجتمع "الاسرائيلي" ، ويجب أن نذكر هنا أن هذا الخطاب ايضا قادر على ارضاء نسبة كبيرة من المسيحيين المتصهينين ويدغدغ الوعي الزائف لديهم خاصة في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التي تحوي على بعض الكنائس المتصهينة، وهي وسيلة لاشعار الغالبية المتدينة بأن هذه الحرب دينية ، مبينا أن استخدامهم للخطاب الديني لا يجب أن يأخذنا الى صراع ديني ، ولا ان نخلط بين اليهودية والصهيونية .
وأضاف ل "الأنباط"، أن الصهيونية هي من شوهت العقيدة اليهودية وأساءت لليهود ، فطبيعة النصوص الدينية اليهودية تتحدث عن مراحل تاريخية وصراعات وأخذ جزء منها لتوظيفه سياسيا من قبل الصهاينة هو شيء مسيء لليهودية ،ويؤكد أن الحركة الصهيونية هي حركة براغماتية تستغل اي شيء ديني أو غير ديني لتحقيق مصالحها لتنفيذ مخططاتها وخاصة في احتلال فلسطين واعطاء شرعية لأحقية اليهود فيها.
وأشار الى أن فكرة الأرض الموعودة كانت أكبر مشجع ومحفز لحشد اليهود للهجرة لفلسطين خاصة ما بعد معاداة السامية، والهروب من الاضطهاد الروسي (البغروم) والذي تبعه الاضطهاد النازي (الهولوكوست) ، والبحث عن اي مكان آمن ، ووقع الاختيار على أطهر وأقدس بقاع العالم الا وهي فلسطين، والتي يؤمنون بأنها الأرض الموعودة لبني اسرائيل ، وهنا تم الاستغلال الصهيوني للظلم والاضطهاد الغربي والنازي لليهود وبالتالي حدث توافق مصالح بين الصهيونية والنازية .
وذكر أن العرب وخاصة المسلمين ينبذون الاحتلال مهما كان دينه وجنسه ، ولا يوجد كراهية لليهودية كديانة او لليهود كعرق فهذه نظرية غير صحيحة وفقا للاخلاق الاسلامية ، وأن النظرة الشيطانية لليهود هي صناعة غربية بحته منذ بدء اليهود السيطرة على التجارة ورؤوس الاموال واحتكار الاقتصاد الاوروبي مما جعلهم منبوذين ومكروهين في المجتمع الاوروبي .
وتابع أن "الاسرائيليين" تجمعهم ديانة واحدة ولكن لا تجمعهم بقعة جغرافية واستخدام مصطلح شعب "اسرائيل" هو خدعة كبيرة انطلت على الكثير من الشرقيين والغربيين، فهم مجتمع تم جمعه من دول الشتات ولم ولن يكونوا شعبا في أي يوم من الأيام.
وفي السياق ذاته ، أكد الدكتور محمد الخطيب أستاذ العقيدة و الأديان، أن اليهود يدعون وجود هيكل في فلسطين تم بناءه في عهد نبي الله سليمان، ويزعمون أن هذا الهيكل مقام على ما يسمونه جبل الهيكل ، وهو ما بين قبة الصخرة والمسجد الاقصى، وهذه المزاعم لا تمت للحقيقة بصلة، وكلها روايات توراتيه تم تدويرها من قبل أحبار اليهود في السبي البابلي من أجل ربط اليهود بفلسطين وخاصة في القدس ، ولذلك ففكرة الهيكل هي فكرة خيالية وهمية ادعى اليهود انه تم بناءه المرة الاولى في عهد سليمان والمرة الثانية في عهد ملوك فارس عندما سمح لهم قورش ملك فارس بالعودة لبناء الهيكل ، وحاول اليهود بعدها كما يدعي تاريخهم اعادة بناء الهيكل للمرة الثالثة ولكن لم يستطيعوا ،ولذلك ف"فقهائهم" يرون ان اعادة بناءه سيكون في آخر الزمان قبل ظهور المسيح المنتظر ، وبعضهم يرى أن بناءه سيكون بعد خروج المسيح المنتظر والمقصود بالمسيح المنتظر ليس عيسى عليه السلام ولكن مسيحهم المخلص الذي سيقيم لهم مملكتهم كما يزعمون ، وكما نعلم أن الهيكل غير موجود وهو مجرد ادعاء ولا اصل له الا في التوراة وقد حاولوا مرارا الحفر تحت الأقصى ولم يتبين لهم أي دليل على وجوده ولا حتى حجرة تعود لهيكلهم المزعوم .
 
وأضاف ل الأنباط ، ان اليهود يزعمون ان هناك طقوس ومقدمات قبل البدء ببناء هيكلهم المزعوم كحرق البقرة الحمراء، لهذا نجدهم في الفترة الاخيرة قد أتوا ببقرات حمراء من امريكا عبر الطائرة الى فلسطين ، وكانت بعمر السنة والنصف ويزعمون ان نصوص التوراة تقول ان هذه البقرات ستذبح بعد بلوغها عامها الثاني وبعد ذبحها تحرق وينثر رمادها على جبل الهيكل من أجل تطهير مكان بناء الهيكل وتطهير بني "اسرائيل" وعندها كما يزعمون يقومون ببناء الهيكل الثالث ، وقد تبنت الصهيونية الرأي الأول الذي يقول يجب التهيئة للهيكل الثالث قبل ظهور مخلصهم وهذا ما تحاول الحكومة "الاسرائيلية " القيام به في وقتنا الحاضر .
وذكر ، أن بنيامين نتياهو خاطب "الاسرائيليين" ببعض النصوص الدينية في مؤتمره الصحفي والتي تقوم على ذكر العماليق وعرف في التوراة أنهم أعداء بني "اسرائيل" الأوائل، فعندما عبروا البحر الاحمر كانوا العماليق بانتظارهم وقاموا بضربهم ، لذلك ادعوا بأن الرب أمرهم بقتل العماليق ، والعماليق هم العرب الكنعانيين الذين كانوا في بابل وجزيرة العرب وفلسطين وكانوا يسيطرون على هذه المناطق، وعندما جاء اليهود كان اول صدام للعماليق مع اليهود وحينها ظهرت النصوص التوراتية التي دعت الى قتل العماليق وكل ما يخصهم حتى بهائمهم ، وهذا نص صريح عندهم ولذلك هم يرون ان عدوهم الأصلي والأول العرب العماليق حين منعوهم من اجتياز البحر عندما كانوا مع سيدنا موسى عليه السلام ، وتعمد نتياهو ذكر العماليق بهذه النصوص الدينية ليبرر الابادة الجماعية في غزة كونه تنفيذ لأمر الرب حسب ادعائاتهم .
وتابع، أن نتياهو قام بمخاطبة جنوده ب"المكابيين" ، وهم طائفة من اليهود لها ذكر خاص وتأثير كبير في تاريخ الديانة اليهودية فهم متمردين ينتمون لحركة سياسية يهودية قادها يهوذا المكابي الذي ثار على السلوقيين ، للسيطرة على يهودا التي كانت جزءا من الامبراطورية اليونانية في القرن الثاني قبل الميلاد والتي كانت تتبع الوثنية آنذاك، وحينها قامت حرب عصابات وشوارع بين المكابيين والسلوقيين ونجح المكابيين حينها بثورتهم ، لذلك استشهد بهم نتياهو لتذكير اليهود أنهم يجب أن يثوروا على كل من يقف في طريقهم وتحقيق مآربهم مهما كانت التحديات والمعيقات .
جاء هذا بعد ظهور رئيس وزراء "اسرائيل" بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي وهو يخاطب "الاسرائيليين" ويستدل بنصوص دينية من سفر التثنية وصموئيل لتبرير الابادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين ، ووصف جنوده بالمكابيين لتشجيعهم على مزيد من الاجرام والقتل في حق أبناء غزة ، وذلك في استدعاء جديد للخطاب الديني والترويج للحرب الدموية القائمة في غزة .
تابعو جهينة نيوز على google news