مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يترسخ في الشرق الأوسط عام 2023
انعقد المؤتمر المركزي للشؤون الخارجية في بيجينغ بين يومي 27 و28 ديسمبر، الذي أشار إلى أن بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يعد المفهوم الجوهري لفكر شي جينبينغ الدبلوماسية، والحل الذي تقدمه الصين للعالم حول "ما هو العالم الذي سنبنيه وكيف نبنيه" بعد تعمق فهمنا لقانون تطور المجتمع البشري، ويعكس وجهات نظر أعضاء الحزب الشيوعي الصيني حول العالم والنظام والقيم، ويتواكب مع التطلعات السائدة لشعوب دول العالم، ويحدد اتجاه التقدم للحضارة العالمية، ويمثل الهدف النبيل لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.لقى مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، منذ طرحه قبل عشر سنوات، استحسانا واسعا وتجاوبا إيجابيا من دول الشرق الأوسط وغيرها من دول العالم. خلال عام 2023، في وجه الأوضاع الدولية والإقليمية المضطربة، تعاونت الصين مع دول الشرق الأوسط في التقدم إلى الأمام بكل شجاعة، والدفع بترسيخ مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في الشرق الأوسط بخطوات ملموسة.
في القمة الصينية العربية الأولى المنعقدة في نهاية العام الماضي، اتفق الجانبان الصيني والعربي على بذل قصارى الجهد في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وتعزيز التضامن والتعاون بين الجانبين، بما يدعم النهضة الوطنية لكلا الجانبين، ويعزز السلام والتنمية الإقليمية، ويصون العدالة والإنصاف الدوليين، ويساهم في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. في عام 2023، استقبل الرئيس شي جينبينغ في الصين قادة فلسطين والجزائر وموريتانيا وسورية والكويت ومصر وغيرها من الدول العربية على التوالي، وتبادل الآراء معهم بشكل معمق، وتوصل معهم إلى توافقات واسعة نطاق حول سبل تطوير العلاقات الصينية العربية وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. كما شهد العام المنصرم الكثير من الفعاليات الدورية في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، مثل الدورة الـ18 لاجتماع كبار المسؤولين والدورة الـ7 للحوار السياسي الاستراتيجي رفيع المستوى والدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب والدورة السابعة لمؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة والدورة الأولى لمنتدى تنمية الشباب الصيني العربي، الأمر الذي يضخ ديناميكية جديدة لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، ويحشد الطاقة الإيجابية لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
في مارس الماضي، بفضل الوساطة الصينية، حققت السعودية وإيران المصالحة بشكل تاريخي، وتليها "موجة الصلح" في منطقة الشرق الأوسط التي دفعت بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية بشكل رسمي، مما نصب نموذجا لتسوية النزاعات والخلافات وتحقيق حسن الجوار بين دول المنطقة عبر الحوار والتشاور. منذ اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، ظلت الصين تعمل على إحلال السلام وإنقاذ الأرواح، حيث تعاونت مع الدول العربية عدة مرات في رفع مشروعات القرار، واستصدرت أول قرار من قبل مجلس الأمن الدولي منذ اندلاع الصراع بصفتها الرئيس الدوري للمجلس في شهر نوفمبر، مما خطى الخطوة الأولى نحو وقف إطلاق النار. ويدعو مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية إلى خلق معادلة الأمن المشترك والتعاوني، وذلك يعكس رغبة شعوب المنطقة في إحلال السلام وإحقاق الحق، ويتجاوز عقلية لعبة محصلتها الصفر وعقلية الغالب والمغلوب، ويدحض عقلية الهيمنة والانفراد بالقرار لدى بعض الدول، ويقدم الحلول الصينية والحكمة الصينية لحل القضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط.
في أكتوبر الماضي، شاركت مصر والإمارات والسعودية وإيران وفلسطين والجزائر وتونس وغيرها من 20 دولة الشرق الأوسط في الدورة الثالثة لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي بحضور عالي المستوى، الأمر الذي يعكس حماسة دول الشرق الأوسط الكبيرة للمشاركة في بناء "الحزام والطريق". في نوفمبر الماضي، وقعت الصين مذكرة تفاهم بشأن "الحزام والطريق" مع الأردن، ما يعني توقيع الصين على وثائق التعاون بشأن "الحزام والطريق" مع جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية. في عام 2023، قامت الشركات الصينية في بناء الهيكل الرئيسي لأول برج فائق الارتفاع في مشروع مدينة العلمين الجديدة بمصر، وإنجاز الأعمال الميكانيكية لمشروع محطة حلفايا لمعالجة الغاز الطبيعي في العراق، وتسليم مشروع الطريق الدائري السابع في الكويت، وإنجاز الطريق السيار شرق ـ غرب بالجزائر، ويعد كل ذلك النتائج المبهرة للتعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط في بناء "الحزام والطريق"، والتجسيد الحي لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
كانت دول الشرق الأوسط تتجاوب وتشارك بنشاط في ما طرحه الرئيس شي جينبينغ من مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية. لغاية اليوم، قد أعلنت 17 دولة عربية عن الدعم لمبادرة التنمية العالمية، وانضمت 12 دولة عربية إلى "مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية"، وعبر قادة دول الشرق الأوسط، بما فيها إيران وسورية، عن الموقف الداعم لمبادرة الأمن العالمي، متطلعين إلى التعاون مع الصين في صون السلم والأمن في المنطقة. في ديسمبر الماضي، وقعت وزارة الثقافة والسياحة الصينية مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية "البيان المشترك حول تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية"، مما جعل الدول العربية أول منطقة في العالم أصدرت مثل هذا البيان المشترك مع الصين. ويدرك عدد متزايد من الناس في الشرق الأوسط أن "المبادرات العالمية الثلاث" تجسد رغبة الصين كدولة كبيرة في تحقيق المصلحة لنفسها ولغيرها في آن واحد، وتتوافق مع المصلحة المشتركة للبشرية جمعاء، وتشكل طريقا فعالا لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وبناء عالم
في عام 2023، بفضل الجهود المشتركة من الصين ودول الشرق الأوسط، ترسخ مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في منطقة الشرق الأوسط التي عانت من ويلات الاضطرابات، وحشد قوة السلام والتعاون
والأمن المشترك. نثق بأن الصين ودول الشرق الأوسط ستواصل النضال كتفا لكتف في عام 2024 المرتقب وتتجاوب بالنشاط مع نداءات شعوب المنطقة إلى العدالة والتنمية والاستقرار، حتى تجعل مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يتطور في الشرق الأوسط ويحقق مزيدا من الإنجازات المثمرة.