banner
كتّاب جهينة
banner

المفاوضات ...

{clean_title}
جهينة نيوز -
إبراهيم أبو حويله ...


كثيرة هي المواقف التي تفقد فيها الكلمات ، ولكن بعض المواقف لا يمكن تعويضها ، أو هي في الحقيقة لن تتكرر ، ربما تتيح لك الحياة الفرصة حتى تقول تلك الكلمات ، ولكنك في هذا الموقف تفقد هذه الكلمات .

يذكر وضاح خنفر أنه عندما كان في أحد المؤتمرات تفاجأ ببوش الأب وهنري كسنجر على نفس الطاولة ، ولكنه إحتراما للبرتوكولات إلتزم الصمت ، كم هي الكلمات التي يجب أن تقال هنا ، ولكن ..

في الطبيعة العربية والتي تعتمد على فهم الأخر وردة فعل الأخر وتقبل الأخر ، قد لا يجدى هذا الأمر نفعا ، فعندما قام السادات بطرد الخبراء الروس إرضاء للولايات المتحدة .

إلتزمت الثانية الصمت .

كان يتوقع أن تهل عليه المساعدات والخبرات ، وأن يتم إستبدال هؤلاء بعدد أكبر وخبرات أكبر ودعم مادي ، ولكنه لم يحصل على شيء ، كان هذا هو الدرس الثاني الذي تعلمه بعد الدرس الأول الذي سقطت فيه الدبلوماسية المصرية أمام دهاء ثعلب السياسة الإمريكية هنري كسنجر بعد حرب أكتوبر في الثلاثة والسبعين ، وعندها اتضح انه كان يعمل من تحت الطاولة لصالح الكيان .

وقبله سقط شاه إيران في هذا الإمتحان فبعد أن جعل إيران قاعدة أمريكية متقدمة ، كان جزاؤه أن رفضت الولايات المتحدة إستقباله بعد أن قامت الثورة ، بل فاوضت على تسليمه مقابل الرهائن الأمريكيين .

وبعده سقط هذا وذاك وغيرهم الكثير ، إن قدمت خدمات مجانية للولايات المتحدة فشكرا لك ، وإن كان هناك ثمن مقابل هذه الخدمات فقد أخذت الثمن ، وهذا ما قيل للسادات إن هذه الخدمة هي هدية ، وكان يجب أن تفاوض قبل ان تطردهم ، أما وقد طردتهم فقد إنتهى الأمر ، فلا تتوقع من هذه الدولة ردة الفعل العربية ، والتي بتنا نفتقدها حتى في العالم العربي ما بعد الحداثة ، فهذا سيكون حلم إبليس لا أكثر .

مسكين يا هذا وذاك باع الكثير مقابل لا شيء ، هل كان يجب ان يأخذ دورة في المفاوضات قبل التعامل مع هذه الكيانات القائمة على فكر لا أقول غريب بالنسبة لهم ولكن طبيعي ، فهنري مورغان القرصان الذي أرسلته بريطانيا في البحار والذي كان من المؤسسين للفكر الأمريكي لاحقا ، كان يسرق القراصنة ، فهو ينتظر حتى يقوم القراصنة بالسرقات ويقومون بتجميع الأموال والكنوز في سفنهم ، ثم يسرقها بعد ذلك منهم ، وقد أسس أحفاده لاحقا بنك مورغان المعروف .

فعند التعامل مع أحفاد هؤلاء ، عليك أن تدرك تماما أنك تتعامل مع أحفاد قراصنة وقطاع طرق وقتلة ومجرمون .

وهؤلاء بلا تاريخ ولا حضارة ، وهم عالة على الفكر والثقافة والأمم ، أنت هنا لا تتعامل مع قوم عندهم قيم ، ولا قوم لهم مبادىء عاشوا وتربوا عليها ، وهذا الواقع للأسف يشمل الصه يونية والولايات المتحدة .

مخيف ان يكون الإنسان بهذا البعد الذي لا يعرف الإنسانية ، وعند البحث والتحري تنكشف الكثير من الجوانب التي يجب ان يحذر منها من يتعامل معهما .

يجب أن تعرف قبل أن تتصرف ، يجب أن تفاوض قبل أن تعطي ، وإلا فشكر على هذه الهدية .

شكرا وضاح خنفر على هذه المحاضرة القيمة ...



تابعو جهينة نيوز على google news