banner
عربي دولي
banner

إيجاز بشأن كوب 28 مع المبعوث الأمريكي الرئاسي الخاص لشؤون المناخ جون كيري

{clean_title}
جهينة نيوز -

وزارة الخارجية الأمريكية
إيجاز خاص
المركز الإعلامي الإقليمي في دبي
29 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

المبعوث الخاص كيري:

… وغني عن القول إنه بالنظر إلى صرخات الطبيعة الأم في وجهنا في خلال العام الماضي، وبخاصة مع الخسائر والأضرار والتأثيرات المهولة في مختلف أنحاء العالم، أعتقد أن الناس في كافة أصقاع العالم يعقدون آمالا كبيرة على مؤتمر الأطراف هذا، مثلي تماما . هذا المؤتمر مهم جدا. هذا أول مؤتمر للأطراف يقيم التقدم الجماعي الذي أحرزناه باتجاه تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ. لقد ورد ذلك في اتفاق باريس كما تعلمون جميعا، ونحن نتابع الآن تنفيذ هذا الاتفاق من خلال إجراء أول تقييم عالمي على الإطلاق. وأنا أعتبر أن هذه فرصة فريدة لحشد العالم من أجل تكثيف جهودنا الجماعية لتحقيق أهداف اتفاق باريس.

لذا سنركز على ضمان تحقيق نتائج قوية بشأن القضايا الرئيسية التي تم التفاوض عليها والتي تندرج ضمن هذا المؤتمر. وتتمثل هذه القضايا الثلاث المكلف بها وهي في المقام الأول عملية التقييم العالمي، التي ستكون وثيقة بالغة الأهمية برأينا، وفي المقام الثاني تقرير التكيف الذي سيتم إصداره، وفي المقام الثالث تمويل صندوق الخسائر والأضرار وتقديم المزيد من التوجيه للمضي قدما باتجاه تحقيق هدف اتفاق باريس بشأن التكيف.

أريد أن أؤكد على أن هذا التقييم العالمي يحتاج برأيي إلى كسب مصداقية العالم بأن يكون صريحا وقويا وشاملا وذا رؤية. يجب أن يوضح هذا التقييم للعالم ما حدث منذ المؤتمر في باريس. بحيث يبدأ القياس من باريس ويتابع بعد ذلك، عند عقد مؤتمر باريس كنا نتجه نحو حوالي 3,7 إلى 4 درجات من الاحترار على الكوكب. الآن، على الأقل… ولست أقول ذلك لأن المهمة قد انتهت، ولكننا حققنا على الأقل انخفاضا بحوالي 2,5 أو 2,7 درجات، بحسب المتحدثين بهذا الشأن. ولكننا نعلم أيضا بحسب ما تشير إليه وكالة الطاقة الدولية أنه في حال تم الوفاء بكافة الوعود التي قطعت في كل من غلاسكو وشرم الشيخ، قد تنخفض درجة الاحترار إلى 1,8 أو 1,7 درجات بحلول العام 2050.

هذا الجهد يبين أنه يمكن السيطرة على الأمور. ولم تتم السيطرة عليها بالكامل بعد وذلك لسبب بسيط وهو عدم قيام الجميع بتنفيذ ما وعدوا به، وغني عن القول إن هذه المشكلة هي بسبب عدم قيام بعض الأطراف بمتابعة الموضوع وهوما نحن بحاجة إلى المساءلة عنه في مؤتمر الأطراف هذا،

تمثل القرارات القوية في المجالات الثلاثة التي ذكرتها سابقاً مقياسا رئيسيا لنجاح مؤتمر الأطراف هذا، أو بالأحرى لنجاحه المحتمل.

وبالإضافة إلى النتائج التي تم التفاوض عليها، سنعمل على تعزيز الاستجابة المناخية العالمية للأزمة من خلال العمل الوطني المعزز لتحقيق الأهداف المحلية وأهداف اتفاق باريس، وسنقوم بذلك من خلال عدد من الجهود التي نبذلها والتي بدأت في غلاسكو. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض الأمثلة التي تفتخر الولايات المتحدة بأنها شاركت في الإعلان عنها، ولا سيما مع الاتحاد الأوروبي مع أورسولا فون دير لاين، وهو التعهد العالمي بشأن غاز الميثان، وسنضيف هذا العام مساهمة مهمة جدا في ما يتعلق بغاز الميثان ستشمل شركات في مجال النفط والغاز وكذلك دول، فضلا عن جهد خاص من جانب الصين والولايات المتحدة اتفقنا عليه في سانيلاندز، وسنشارك معا في قمة خلال مؤتمر الأطراف هذا بشأن مسألة الميثان.

الميثان مسؤول عن 50 بالمئة من ظاهرة الاحتباس الحراري والاحترار العالمي كما تعلمون، وهو أكثر ضررا ودمارا بكثير من ثاني أكسيد الكربون، فالميثان مدمر بنسبة 80 إلى مئة مرة أكثر في سنواته الأولى، أي خلال السنوات العشرين الأولى، وبنسبة 20 مرة أكثر في السنوات اللاحقة. لذلك نحن نعتقد أيضا أن هذه هي الطريقة الأسهل والأسرع والأقل تكلفة للبدء في تحقيق مكاسب ضد ظاهرة الاحتباس الحراري، لذلك سيتم التركيز على غاز الميثان بنسبة كبيرة.

وسنركز أيضا على الشحن من خلال تحدي الشحن الأخضر، ولقد أحرزنا تقدما هائلا مع اتخاذ الشركات الكبرى خطوات في هذا السياق. ونحن نبذل جهودا في مجال الصناعات الثقيلة، أي الصلب والألومنيوم والخرسانة والأسمنت وغيرها، وذلك من خلال تحالف المحركين الأوائل الذي سنتحدث عنه، وإزالة الغابات من خلال شراكة القادة للحد من انبعاثات كربون الغابات*، والتي أترأسها بشكل مشترك مع وزيرة خارجية غانا.

لذا نحن نركز أيضا على تعزيز القدرة على  مواجهة تأثيرات أزمة المناخ من خلال الخطة الرئاسية الطارئة للتكيف والقدرة على المواجهة وبرنامجها (PREPARE)، الذي أعلن عنه أثناء زيارته لمؤتمر الأطراف وهو عبارة عن مبادرة بقيمة مليارات الدولارات لمساعدة الدول الأكثر ضعفا والأكثر مواجهة للتحديات والتهديدات في مختلف أنحاء العالم.

ونحن نعمل أيضا على تسليط الضوء على الدعم المتزايد لجهود حشد التمويل العالمية الشاملة، وسيلعب التمويل دورا بارزا جدا في مؤتمر الأطراف هذا، وذلك جزئيا بسبب التغييرات التي تمكنا من تحقيقها في البنك الدولي وبسبب المبادرات الجديدة التي سيتم الإعلان عنها لتسريع عملية التحول على أساس عالمي.

وسنعيد أخيرا تركيز جهدنا وطاقتنا على حد 1,5 درجات، وهي الهدف المشترك لنا جميعا. وسيتم بذل جهود أكبر في مجالي التخفيف والابتكار، وبخاصة فيما يتعلق بالزراعة والقطاعات الأخرى.

من الآمن بمكان أن نقول إنه سيتم الإعلان عن مئات المبادرات، بما في ذلك الكثير من الولايات المتحدة والكثير أيضا من دول أخرى، وأعتقد أنه سيتم استعراض الجهود العالمية بشكل مذهل في هذا المنتدى الدولي، على الرغم من أن ذلك لا يحدث بالسرعة الكافية أو بالحجم الكافيين حتى الآن.

واسمحوا لي أن أكتفي بهذا القدر من التصريحات الافتتاحية، ويسعدني الآن أن أتلقى الأسئلة.

مدير الحوار: رائع، شكرا سيدي. أود أن أخطر كافة المشاركين اليوم بأن هذا إيجاز مسجل مع المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، ونحن نقدم ترجمة فورية باللغة العربية.

لقد تلقينا الكثير من الأسئلة التي أرسلها صحفيون مسبقا، وأود أن أجيب على سؤال واحد على الأقل من كل منطقة في العالم قبل أن ننتقل إلى الأسئلة المباشرة. ونبدأ الآن بسؤال تم إرساله مسبقا من مؤسسة صحفية هنا في الإمارات العربية المتحدة التي تستضيف النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف هذا العام، والسؤال هو من الزميل أكرم أبو الهنود من صحيفة البيان الإماراتية، وهو يسأل: "حضرة المبعوث الخاص كيري، ما مستوى وطبيعة التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحقيق النتائج الطموحة في مؤتمر كوب 28؟ وإلى أي حد نستطيع أن نثق بأن المؤتمر سيدعم جهود المناخ بشكل فعلي ويؤدي إلى نتائج تنفيذ واضحة؟” الكلام لك يا سيدي.

المبعوث الخاص كيري: اسمحوا لي أن أبدأ بالقول إن دولة الإمارات العربية المتحدة قد ركزت على هذه المسألة منذ فترة من الوقت. عندما تم تعييني لتولي منصب المبعوث الخاص لشؤون المناخ، استضافت دولة الإمارات أول مؤتمر مناخي يعقد في المنطقة، وحضرت 11 دولة، بما فيها خمس أو ست دول منتجة للنفط والغاز، ووافقت كلها على بذل الجهود لمحاولة التخفيف من آثار حرق الوقود الأحفوري بلا هوادة. ونحن نأمل كثيرا أن نتمكن من إحراز بعض التقدم في هذا الشأن… أي خلال مؤتمر الأطراف.

لقد عملنا بشكل وثيق مع القيادة الإماراتية، تماما كما فعلنا ونفعل في كافة مؤتمرات الأطراف. لقد حضرت مؤتمرات الأطراف منذ إطلاقها في العام 1992 وقمة الأرض في ريو دي جانيرو. حضرت بعض الاجتماعات التي فشلت وبعضها الآخر  الذي أحرز تقدما كبيرا. لقد سررت كثيرا بقيادة مفاوضاتنا في باريس، وكذلك في غلاسكو وشرم الشيخ، والآن هنا في دبي. لذا أنا على دراية تامة بالمفاوضات في السنوات الأخيرة، وأنا واثق من أننا سنحرز تقدما. ولكن يبقى السؤال عن مدى التقدم والتوقعات المستقبلية على مدى السنوات الخمس عشرة أو العشرين المقبلة، أو هدف العام 2030 على وجه الخصوص والذي يلوح في الأفق مع أهداف تحقيق التخفيضات. ولقد عملنا بشكل وثيق مع كل من رئاسات مؤتمر الأطراف طوال تلك الرحلة لأن هذه أفضل طريقة لمحاولة المساعدة في تحقيق النتائج والتعامل بجدية بشأن هذه القضية.

لذلك آمل أن نحرز المزيد من التقدم في هذا المجال. ولكن يبقى الدليل فيما سيحصل، وسيتم العمل هنا وسنبدأ غدا. لقد تم إنجاز الكثير من العمل على مدار الأشهر الماضية فيما كنا جميعا نستعد لهذه اللحظة، ولا تختلف الوفود القادمة إلى هنا على ضرورة أن يكون المؤتمر جديا ومثمرا جدا. ولسوء الحظ، نجد دائما عددا قليلا من الدول التي تختار معسكر الإنكار أو التباطؤ والمماطلة، وهذه هي طبيعة المفاوضات الدولية التي تضم 195 دولة. ولكننا عازمون على بذل قصارى جهدنا لتعزيز مصالح الجميع على هذا الكوكب من أجل تحقيق انتقال أسرع وأكثر عدلا إلى اقتصاد الطاقة الجديد الذي يحتاج العالم إليه.

مدير الحوار: رائع، شكرا يا سيدي. لننتقل إلى منطقة أخرى من العالم. وننتقل إلى رواندا في القارة الأفريقية لنأخذ سؤالا من زميلنا دوسابيمونغو آنج دو لا فيكتوار من توب أفريكا نيوز، وهو يسأل: "سيدي، في سياق الدول الأفريقية، بما في ذلك رواندا، ما هي الاستراتيجيات التي تنوي الولايات المتحدة استخدامها لدعم المعركة ضد تغير المناخ والمشاركة فيها وتحقيق أهداف التنمية المستدامة؟ وكيف تستطيع الولايات المتحدة التعاون مع دول عبر أفريقيا، على غرار رواندا، لتسخير قدراتها ومعارفها المتميزة لدفع تكنولوجيات الطاقة النظيفة وتحفيز التقدم الاقتصادي المستدام في أفريقيا؟”

المبعوث كيري: نحن على دراية تامة بالدرجة التي تتحمل بها أفريقيا الوطأة الهائلة لأزمة المناخ على أساس عالمي. أفريقيا هي من بين الأكثر تضررا وأقل المساهمين في المشكلة. لذا أعتقد أننا نشعر جميعنا بوجود علاقة خاصة جدا في هذا الإطار وندرك ضرورة الاستجابة لما يحدث. لقد واجهت بلدان مثل الصومال وإثيوبيا وكينيا فيضانات شديدة، وموزمبيق أيضا. وكان ذلك في خلال الشهرين الماضيين أو الثلاثة أشهر الماضية بالنسبة إلى ثلاث من الدول التي ذكرتها، مما تسبب بنزوح الآلاف وخسارة أرواحهم. وأتت هذه الفيضانات في أعقاب أطول موجة جفاف مسجلة تركت الملايين بدون إمكانية الحصول على الغذاء بشكل آمن على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وهذا ما دفع الرئيس بايدن إلى إطلاق الخطة الرئاسية الطارئة للتكيف والقدرة على المواجهة، وهذا من شأنه أن يساعد نصف مليار شخص في الدول النامية بشكل مباشر، وبخاصة في أفريقيا، للتكيف مع أسوأ التأثيرات المناخية. وقد عملنا جاهدين أيضا للتعامل مع مسألة إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، ونتوقع أن يتم بناء ذلك بطريقة تخدم فعلا احتياجات العالم النامي في الجنوب العالمي، ونعتقد أن التدابير التي يتم اتخاذها والمبادرات التي تظهر في مختلف أنحاء العالم ستكون ذات أهمية كبيرة لتلبية احتياجات أفريقيا.

نحن أكبر جهة مانحة لمبادرة التكيف الأفريقية التي تحظى بقيادة وتصميم أفريقيين. وفي قمة المناخ الأفريقية في نيروبي والتي سعدت بحضورها حيث كانت مؤتمرا رائعا بالمناسبة، يستحق الرئيس روتو الكثير من الثناء على العمل الذي قام به في قيادتها، أعلنا عن تمويل جديد للدفع بالتكيف وتسريع مبادرات الأمن الغذائي القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ في مختلف أنحاء أفريقيا. ونعتزم أن نكون شريكا قويا للدول الأفريقية التي تتكيف مع تأثيرات المناخ.

ونتطلع أيضا إلى العمل مع البنك الدولي على بعض هياكل التمويل الجديدة التي ستتيح لنا تطوير خيارات بديلة للطاقة النظيفة المتجددة بحيث لا تبقى البلدان مجبرة على خيار واحد فحسب، وهو خيار الوقود الأحفوري. ونعتقد أنه ثمة العديد من الخيارات الأفضل من تلك الموجودة في عالم اليوم، وسنعمل بجد مع المنطقة حتى نتمكن من إحداث تأثير أكبر.

أعتقد أنه يصعب تحمل تكاليف التكنولوجيات التي بدأت الآن في الظهور عبر الإنترنت في بعض الدول النامية، لذلك تقع على عاتقنا مسؤولية خاصة لمحاولة المساعدة من الناحية المالية، وهذا ما سنقوم به بالتأكيد. ونتوقع من خلال العمل مع البنك الدولي تحقيق مستوى أعلى بكثير من الإقراض الأقل تكلفة. وسنعمل أيضا على إيجاد حلول قائمة على الطبيعة واستبدال الديون بالمقايضات، مما سيتيح إحراز تقدم.

أعتقد أن هذه فترة مذهلة وثمة إمكانيات كبيرة لناحية نشر هذه المبادرات الجديدة.

مدير الحوار: رائع، شكرا يا سيدي. سنواصل التنقل عبر العالم ونصل إلى الأرجنتين وسؤال من الزميل فيكتور إنغراسيا من مؤسسة إنفوبا الصحفية، وهو يسأل: "سيدي، ما الذي تستطيع أكثر الدول ضعفا القيام به من أجل تغير المناخ وبغرض ضمان إسماع أصواتهم في كوب 28 والمناقشات المناخية الأوسع؟” الكلام لك يا سيدي.

المبعوث كيري: لقد حاولت الإجابة على بعض من هذه النقاط في الجزء المتعلق بأفريقيا، ولكن لكل دولة نامية خصائصها وتحدياتها. ومع ذلك، لا يزال ثمة أوجه تشابه بين بعض الأمور الضرورية.

إن شراكات التحول العادل للطاقة التي أنشأناها بالتعاون مع أصدقائنا في أوروبا هي عبارة عن منصات تقودها كل دولة، وهي مصممة خصيصا لتلبية الاحتياجات المحددة لكل دولة. لقد ساعدت في التفاوض بشأن الاتفاق في كل من فيتنام وإندونيسيا، وهو ما نقوم بتنفيذه الآن، ونأمل أن نشهد على إعلانات قوية في مؤتمر كوب 28 بشأن التقدم المحرز في هذا المجال.

ولكننا نركز على ثلاثة أمور،

أولها دعم الطموح المحدد لأي بلد في إزالة الكربون من قطاع الطاقة الخاص به ومساعدته على خلق بيئات سياسية جديدة قادرة على التخلص من تشوهات السوق وتسهيل المزيد من الاستثمارات في الطاقة المتجددة.

والأمر الثاني هو أن الشراكة تجمع مبالغ كبيرة من تمويل التنمية والموارد الخيرية للمساعدة في تحفيز تمويل القطاع الخاص الذي سيدعم الأهداف المناخية لتلك البلدان. ثمة تريليونات من الدولارات المعلقة في مناطق مختلفة من العالم وتتجنب بعض الاستثمارات المناخية لأسباب تتعلق بالمخاطر أو بأي من الفرضيات ، ويتعين علينا أن نحاول توفير صفقات قابلة للتمويل. وقد يتم ذلك من خلال بعض آليات التمويل المختلط والتمويل المشترك باستخدام الائتمانات وأدوات أخرى. ونأمل أن يتوصل مؤتمر الأطراف في دبي إلى قائمة صحية من الإمكانيات على الصعيد المالي.

مدير الحوار: رائع، شكرا يا سيدي. ننتقل الآن… سنحاول التجول عبر العالم والعودة إلى المنطقة الآسيوية مع سؤال من زميلتنا سيلفي زهوانغ من ساوث شاينا مورنينغ بوست. أرى أن يدك مرفوعة لطرح سؤال يا سيلفي، ولكنني سأطرح السؤال الذي أرسلته مسبقا من أجل الوقت. وتسأل سيلفي: "سيدي، ما أنواع التعاون التي تسعون إلى إقامتها مع الصين في خلال مؤتمر كوب 28؟ وهلا تتحدث قليلا عن عملكم وتعاونكم مع المبعوث الصيني لشؤون المناخ حتى الآن؟” الكلام لك يا سيدي.

المبعوث كيري: شكرا على هذا السؤال. أعرف مبعوث الصين لشؤون المناخ كزي زهانهوا منذ 25 عاما أو أكثر. لقد حضرنا الكثير من مؤتمرات الأطراف معا وتشرفنا بالتفاوض معا للتوصل إلى جهود مشتركة في الماضي. ويسعدني أن أقول إنه خلال اجتماعنا لمدة أربعة أيام في كاليفورنيا في سانيلاندز، عمل فريقينا بجهد كبير جدا لإيجاد طرق للتعاون بفعالية لتعزيز المهمة هنا. وأصدرنا نتيجة لهذه المناقشات بيانات تعزز العمل المناخي في هذا العقد، بما في ذلك العمل الوطني بشأن تحول الطاقة والنهج المشترك لمؤتمر الأطراف ولصنع القرار هنا في المؤتمر. لذا قررنا أن نعمل معا ليحقق مؤتمر الأطراف نجاحا وإجراء تقييم عالمي ناجح. بالإضافة إلى ذلك، اتفقنا على اتخاذ خطوات معينة في ما يتعلق بنشر الطاقة المتجددة حتى نتمكن من فرض تخفيضات أكبر في الانبعاثات نتيجة لذلك. لذا، تعد النتيجة التي تم التوصل إليها في سانيلاندز علامة فارقة مهمة في هذه الجهود.

وسنواصل هذه المناقشات في الأيام القليلة المقبلة هنا في دبي، ونحن نعتزم العمل بجهد لنحدد ما إذا كان يمكن التعاون بشكل أكبر لتحقيق هدفنا جميعنا. الصين هي واحدة من أكبر الدول المصدرة للانبعاثات في العالم، ونحن كذلك. نحن في المرتبة الثانية وهم في الأولى. ويدرك كلانا حقيقة أن مواطنينا يريدون هواء أنظف وحياة أكثر صحة، ويريدون منا أن نقيم عالما أكثر أمانا لا يتم فيه استخدام الطاقة كسلاح. لذا ثمة أسباب لنحاول أن نعمل معا ونستمر في إنجاح مؤتمر الأطراف هذا.

واتفقنا أيضا مع الصين على أننا سنذكر كمية غازاتنا المسببة للاحتباس الحراري، مثل غاز الميثان الذي لم يكن مدرجا في القوائم الأخيرة، وسنضم كافة الغازات المسببة للاحتباس الحراري ضمن خطط التخفيض المستقبلية لكل دولة. وأعتقد أننا نتبع نهجا مشتركا جدا تجاه أول عملية تقييم عالمية بموجب اتفاق باريس للمناخ.

لذا ثمة سبب للقيام بالمزيد من التعاون في الأيام القليلة المقبلة، والأهم من ذلك هو أننا لن نربح هذه المعركة بدون تحرك الصين والولايات المتحدة بقوة لخفض الانبعاثات. لذا نحن بحاجة إلى تكثيف الجهود والمساعدة في إنجاز المهمة بشكل أسرع.

مدير الحوار: شكرا يا سيدي. ننتقل من الصين وهونغ كونغ إلى الهند ولدينا سؤال من زميلنا غوراف سايني من بريس تراست أوف إنديا، وهو يسأل: "سيدي، هل الولايات المتحدة راضية عن المسودة الحالية للاتفاق بشأن صندوق الخسائر والأضرار؟ وإذا كان الأمر كذلك الآن، ما هي المراجعات أو التعديلات التي تتوقعها الولايات المتحدة؟ الكلام لك يا سيدي.

المبعوث كيري: تدعم الولايات المتحدة بشكل كامل الإجماع الذي توصلت إليه اللجنة الانتقالية التي عملنا فيها والذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا الشهر بشأن التوصية بكيفية تفعيل ترتيبات التمويل لهذا الصندوق وكيفية الاستجابة بطريقة تناسب الدول الضعيفة والأكثر تضررا. الصندوق مفيد بالفعل ومتاح وقادر على إحداث فارق. نحن نعتقد أن هذا الصندوق سيلبي احتياجات الدول الضعيفة بالطريقة التي تم تصميمه لأجلها.

لقد عملنا بجد مع شركائنا لاقتراح سبل تتيح دعم هذا الصندوق بسرعة، ولكن بثقة و ذلك باستخدام البنك الدولي وبشكل مؤقت.

ونحن نعمل مع الشركاء لوضع إطار عمل من شأنه تسريع بعض الأنشطة التي يجب المشاركة فيها الآن للتأكد من أن يلبي هذا الصندوق احتياجات التعافي وإصلاح الأضرار الناجمة عن العواصف والأعاصير ونقل الناس بعيدا عن مكامن الأذى في بعض الحالات والإنذار المبكر بالعواصف. ثمة الكثير من الأمور التي نعتقد أنها بحاجة إلى المعالجة، وأعتقد أنه من المهم ألا يمثل الصندوق أي تعبير عن المسؤولية أو التعويض أو أي نوع من المتطلبات القانونية الجديدة، ولكنه سيحاول أن يدعم سكان العالم النامي الذين تحملوا بعضا من العبء الأكبر ويتعرضون للتهديد في كثير من الحالات نتيجة لعدم قدرتهم على التكيف أو بناء القدرة على الصمود وما إلى ذلك.

إذا هذا صندوق جيد ونحن ندعمه، وقد عملنا بشكل نشط لإنشائه وسنواصل دعمه.

مدير الحوار: شكرا يا سيدي. ونختتم جولتنا حول العالم بسؤال من أحد زملائنا الصحفيين في أوروبا، وهو من كارل إلفستروم من أس في تي في السويد، وهو يسأل: "سيدي، هل ستؤيد الولايات المتحدة الاتفاقيات التي تهدف إلى التخفيض التدريجي أو القضاء التام على الوقود الأحفوري، مع إشارة محددة إلى النفط؟” الكلام لك يا سيدي.

المبعوث كيري: نعم، لقد أيدنا طلب التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بشكل متواصل، وسنستمر في دعمه. لقد أيدناه في مجموعة الدول الصناعية السبع ونؤيده الآن. ونجد أنه يصعب على أي شخص أن يفهم كيف يمكن السماح بحرق الوقود الأحفوري بلا هوادة في العالم الذي نعيش فيه، مع العلم بمخاطر ذلك.

لذا ندعم التوصل إلى نتيجة في التقييم العالمي تستند إلى التزام مجموعة السبع بالإسراع في التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بلا هوادة، وتحقيق صافي انبعاثات صِفر في كل أنظمة الطاقة بحلول منتصف القرن.

ما زال ثمة أطراف لم توقع على ذلك، وبعضهم من بين المنتجين الرئيسيين للوقود الأحفوري، ويتعين عليهم أن ينضموا فورا ليكونوا جزءا من الحل، بدل أن يكونوا الجزء الأبرز من المشكلة.

ونأمل أن نتمكن من توجيه رسالة قوية جدا مفادها أن دول العالم ملتزمة بالعمل معا للابتعاد عن انبعاثات الوقود الأحفوري في العقود الثلاثة المقبلة. إن هذا أمر بالغ الأهمية.

مدير الحوار: شكرا يا سيدي. أعتذر من كافة الصحفيين حيث لن نتمكن من الإجابة على الأسئلة الكثيرة اليوم. حضرة المبعوث كيري…

المبعوث كيري: اسمح لي أن أقول للجميع لأنني أعرف أنه ثمة قدر كبير من الاهتمام بهذا الموضوع، وبخاصة مع انطلاق مؤتمر الأطراف غدا، يسعدني أن أجري المزيد من المحادثات أو أجيب على المزيد من الأسئلة خلال هذا الأسبوع وإذا تمكنت من إيجاد بعض الوقت في خلال جدول أعمالنا المزدحم، وذلك لأنني أعرف أنه ينبغي توضيح الكثير من الأمور للناس وشرحها، لذا يسعدني القيام بذلك.

مدير الحوار: شكرا جزيلا يا سيدي. الاهتمام هائل. لقد شارك معنا صحفيون من مختلف أنحاء العالم اليوم، لذا نقدر الوقت الذي خصصتموه لنا. وينتهي بذلك اتصال اليوم. أود أن أشكر المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ جون كيري…

المبعوث كيري: هل لي…

مدير الحوار: تفضل يا سيدي.

المبعوث كيري: أود أن أضيف شيئا. لقد ذكرت في البداية السرعة والتحدي، وأريد أن أكون واضحا قدر الإمكان والقول إن الرئيس بايدن والولايات المتحدة يدركان تماما حجم التهديد الذي تشكله هذه القضية على الكوكب، وذلك لنا ولكافة مواطنينا. لقد عملنا بجد مع الكثير من الدول للتوصل إلى فهم لما هو مطلوب لتحقيق الهدف المنشود والحفاظ على درجة حرارة 1.5 درجة مئوية. يعتمد بعضنا على البعض الآخر. ولا طريقة لتحقيق الهدف منفردين. لا تستطيع أي دولة حل هذه المشكلة،  بمفردها ولكننا جميعا نعرف مكمن المشكلة. إنه حرق الوقود الأحفوري بدون تخفيض أو سيطرة أو الامتناع عن حرقه وتوفير البدائل.

والواضح جدا بالنسبة إلينا هو أننا سنعمل على دفع هذا الأمر في خلال الأسبوعين المقبلين اللذين نتفاوض خلالهما، ويجب أن نتحرك بشكل أسرع، كما علينا تركيز اهتمامنا أكثر على هذه القضية في مختلف أنحاء الكوكب. لا يزال يتعين القيام بالكثير من العمل كالمعتاد. ويجب علينا جلب أشخاص لم يشاركوا في أي حوار بعد إلى الطاولة، وسنحرز تقدما في ذلك هنا. وسيتم أخذ خطوات غير مسبوقة وغير موضحة وسيتعين علينا التحرك بمعدل أسرع بكثير وتخصيص العديد من تريليونات الدولارات من أجل تحقيق أهدافنا. ويجب علينا أن نؤكد على ذلك كل يوم وبلا هوادة في الوقت الذي نحاول فيه تحديد ما يتعين علينا القيام به للفوز في هذه المعركة.

إذا أنهي بهذه العبارة وأتطلع إلى مواصلة المحادثة معكم. شكرا لكم.

تابعو جهينة نيوز على google news