عايش :الاضرار الصحية الناجمة عن التدخين اكثر بكثير من الايرادات الحكومية .
آفة التدخين : خسائر صحية وإقتصادية تحتاج لـ جراحة مستعجلة
الانباط - غيداء الخالدي
أكد الخبير الإقتصادي حسام عايش أن منتجات التدخين تعتبر الأعلى إيرادات لـ خزينة الدولة، على إعتبار أن معظمها تصنع في المناطق الحرة وتصدر لـ السوق المحلي والخارجي، موضحا أن إيرادات الحكومة من الدخان تتراوح ما بين 800 مليون إلى مليار دينار اردني الأمر الذي يجعه مصدرا رئيسيا إلى جانب قطاع الطاقة والمشتقات النفطية للإيرادات الحكومية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الأنباط" أن الأردن من الدول الأولى الأكثر استهلاكا لـ الدخان بحسب النسبة السكانية خاصة من فئة الشباب، موضحا أن نسبة متعاطين الدخان من طلبة المدارس في في سن (13 – 15 عام) بلغت نحو (25%)، ما يؤشر إلى أن السياسات والإجراءات المطبقة في الحقيقة ليست فاعلة أو أنه تطبيقها والعمل بها لم يصل لـ مستوى الجدية المطلوبة.
وتابع عايش، أن الدخان المهرب يتواجد بـ كثرة في الأسواق حيث تتراوح نسبة المهرب من هذه السلعة في الأسواق المحلية ما بين (30 إلى 40%)، مشيرا إلى أن معظمها قادم من لبنان نظرا لـ إنخفاض الضرائب على التبغ فيها الأمرالذي يجد فيه المهربين سوقا غنيا لـ تسويق بضاعتهم، مؤكدا أن الحكومة وبـ الرغم من الإيرادات المرتفعة التي تحصل عليها لقاء التدخين إلاّ انها تخسر مبالغ طائلة موزعة ما بين رسوم جمركية وضرائب بسبب عمليات التهريب.
وطالب الحكومة بـ ضرورة تقليل التوتر لدى المواطنين خاصة أن العامل الأبرز في تعاطي المواطنين آفة التدخين يعزى لـ أسباب نفسيه وسيسيولوجية وضغوطات معيشية، مؤكدا ان المعايير المتعلقة بـ المناطق التي يتعاطى فيها المواطنين التدخين لا تحظى بـ الرقابة الجادة بـ تطبيق المعايير التي وضعت لأجل الحد من التدخين، نظرا لـ أن التدخين يعتبر من أحد مصادر التلوث البيئي الأمر الذي يفرض على الحكومة البحث عن مصادر دخل آخرى لتمنح السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بمكافحة التدخين بعدا حقيقيا وليس مجرد شعارات ترفع ويتم التغاضي عنها على أرض الواقع، فضلا عن إرتفاع كلفة علاج الأمراض والاضرار الصحية الناجمة عن التدخين والتي تقدر بحسب آخر الدراسات والأبحاث إلى أكثر من المليار دينار.
وفي السياق ذاته كشفت نتائج دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية تحت عنوان "الطرح الاقتصادي لمكافحة التبغ في الأردن"، ان الاردن تكبد اعباءً اقتصادية كبيرة في العام 2015 قدرت بـ حوالي 6ر1 مليار دينار، ما يعادل 6٪ من الناتج المحلي الاجمالي نتيجة انتشار استهلاك التبغ، وبسبب نقص الانتاجية والتكاليف العلاجية، مبينة أن استخدام التبغ تسبب بوفاة 9 آلاف مواطن كل عام.
الجدير ذكره هنا ؛ أن الحكومة الأردنية سمحت إستيراد السجائر الإلكترونية منذ مطلع شهر نيسان لـ العام 2019 الماضي، الأمر الذي ساهم في إرتفاع نسب المدخنين، ما يفرض على الحكومة إيجاد بدائل وحلول لـ تدارك آفة التدخين قبل الدخول في دوامة خسائر صحية بتكاليف اقتصادية تتجاوز أارباح خزينة الدولة من تصنيع وبيع الدخان والتبغ بمختلف اشكالة.