السلطة المطلقة فساد ...
منذ تلك اللحظة التي ظن فيها سايكس وبيكو أنهما يستطيعان القيام بما يريدان بلا حسيب ولا رقيب ، ويمنحان ما لا يملكان لمن لا يستحق ، ونحن نشهد هذه المجازر التي لا تنتهي ، ولو كانت هذه الأرض تعود لمن يملك عيون زرقاء وشعر أشقر ويعيش في لندن فكل ما يملكان من قوة لن يستطيع أن ينتزع هذا البيت من هذا الإنسان .
فهناك قانون وهنا مستعمرة ، والقانون وضع لهم وشريعة الغاب لنا ، والسلطة والسطوة والقوة تمارس في المستعمرة ، والأرض هنا تعود لشعوب الأرض الإغيار ، فلاىضير بسرقتها وقتل اهلها ونقلهم من اي بقعة الى اخرى حسب ما يرى مالك القطيع ، فهما بورقة موقعة ممن هم لا شيء ، اخذا هذه الأرض التي لا يملكنها ولا يستطيعان التصرف بمتر واحد منها في لندن ولا باريس ، وهنا تم منح كل الوطن الخاص بشعب لشعب أخر .
فعلا السلطة المطلقة فساد ، منذ تلك اللحظة التي عاث فيها كاليغولا ونيرون وكومودس والقيصر في روما فساد ، وأجاعوا الشعوب وقتلوها وساموها الخسف والعذاب .
منذ تلك اللحظة أدركت الشعوب الغربية بأن السلطة المطلقة فساد ، وأنه لا يصح بأي حال من الأحوال أن تكون السلطة في يد إنسان واحد فقط ، فهذا مدعاة لإفساده ، ومدعاة لنشر الظلم والتجاوز والطغيان ، ولذلك تحرص هذه الشعوب على خلق تلك المؤسسات التي تتولى شؤون الحكم ، وتتحكم بمفاتيح السلطة .
ولكن طبعا هذا الحرص هو فيما يخص روما ولندن وباريس وبعدها برلين وواشنطن ، أما باقي العالم فلا ضير أن يتحكم فيه موظف في وزارة الخارجية عندهم .
رأينا ما فعل نابليون وبعده هتلر وبعده وجود قطب واحد في هذا العالم وكيف تتصرف أقسام في وزارات في شعوب الأرض كيف تشاء ، فتعلن الحرب هنا ، وتمنح السلطة لإبادة شعب هناك ، وتمنع وقف النار عن المستشفيات والمدارس وتقطع عنهم الماء والكهرباء وتجبر ملايين البشر على النزوح من مكان إلى آخر تحت أي مسمى تشاء .
أنها تقف تحت مسمى السلطة المطلقة والقطب الواحد ، والقدرة على فعل ما تشاء ،ومن يجرؤ على المعارضة يستحق العقاب فهو مارق معارض للقانون الدولي ولسلطة المجتمع الدولي وللمنظمة الدولية ، ولو أجمع كل العالم على إدناة المحتل ، وهي لا ترغب في إدناة المحتل ، فعندها تصبح دولة الإحتلال هي صاحبة الحق ، ويصبح الضحية هو المجرم ، ويصرخ المحتل أف لكم لقد جعلتمونا نقتل أبناءكم ونساءكم وحتى المرضى والجرحى والخدج في المستشفيات، وبعدها يخرج القرار و يدان الضحية .
وتزعج هذه السلطة رسالة من التاريخ بعثها إبن لادن تقول إن كل ما تقومون به من أفعال وظلم وتجاوز وسرقة سيعود عليكم فهذه سنة الحياة ، وهذه ضريبة دورة التاريخ ، ولن يبقي القوي قويا ، ولن يستمر الضعيف ضعيفا ، وان كان اليوم يستطيع أن يرد القليل من الظلم ، فإن هذا القليل يكبر مع الأيام ، ويكبر معه والثأر والانتقام .
فلماذا يخاف الجلاد من الضحية ، ولماذا يخشى القاتل من الإنتقام والثأر ، أليست هذه هي دورة التاريخ ؟