القوى العظمى ...
من قهر القوى العظمى من البشر وصنع الأسلحة ونشر الدمار ونشر أفكارا وأخلاقا هي في سوء نتائجها أشد فتكا من هذه الإسلحة وأسرع في نشر الدمار هو الإنسان ، وفرق بين الإنسان الكلّ الثقيل المتكاسل الذي هو اللبنة الفاسدة في أي مجتمع ووجودها هو بداية النهاية لهذه المجتمعات ، وبين الإنسان الفعال المنطلق المتحرك بحركة الحياة الباحث فيها عن أسباب نشوئها وإنتشارها وإزدهارها ...
عندما أبحر في التاريخ وأرى كيف كانت المجتمعات الحية تأخذ من كل المجتمعات المحيطة بها الإيجابية التي عندهم وتضعها في مكانها المناسب ، ثم تعمل على تطويرها ونشرها والإستفادة منها في كل جانب ، وكيف هو الفرق بين من يرى في البارود مجرد ألعاب نارية تنشر اللون والصوت وترضي الآلهة ، وصنع منه المدفع والرشاش وبين من حفر به المناجم وأخرج الكنوز وهيىء الأرض لإستغلالها ...
هو نفس العقل الذي حرك الشرق والغرب وحرر بعض المجتمعات فأنطلقت في الأرض منتجة وفاعلة وصنعت وطورت وزرعت ، وألقى بثقله على أخرى فكانت عبئا وكلّا وهما على البشرية جمعاء ...
لم تقف البشرية يوما عاجزة فمن بنى الصروح وصنع الإسمنت والطوب وأستخرج الحديد من الصخور وصنع المعادن بخلط هذه بتلك وتلك بهذه قبل ألالاف السنين ، بل وبنى المنارات في عرض البحار وأنشىء الجسور والسدود وغير مجرى الإنهار ، من بنى الأهرامات وهذه الأثار وصنع العجائب وأحتل كل بقعة في هذه الأرض ، هو نفسه الإنسان نفسه الإنسان من نفس المادة والعقل والتركيب والإحساس هو نفس الإنسان...
حرر عقلك لينطلق وحرر نفسك من عبوديتها. عندها تستطيع أن تتغلب على كل القوى والتحديات المحيطة بك ، فالإنسان لم يخلق كلّا ولا حملا ولا عبئا على أحد ، إن الخالق وضع فيك الإساس لتكون كائنا غير الكائنات ، وعلمك ما لم يعلم غيرك ، وجعلك عالما وفعالا وقادرا ، ولم يعط اي مخلوق من المخلوقات هذه القدرة والفعالية والاستطاعة ، ولكن ما ينقصك حقا هو الإرادة والحرية ، فحرر نفسك من اوهامها فأنت تملك الإرادة للتغيير وليس هناك أحد يستطيع سلبها منك ...