نياشين ..!
محمد محيسن
لا يمكن المفاضلة بين من يسمي نفسه قائدا ويحمل على صدره من النياشين والرتب العسكرية والشهادات الفخرية ما ينوء عن حملها ثور ، وبين من ينظر الى اطفال غزة بعين اللا مبالي . ولكنه الحقيقة انه تستر خلف برقع..ورفض ان ينظر يشاهد الحقيقة حتى من خلف الغربال
ولا اعتقد ان هناك شعبا او امة تنافس العرب في حشد الألقاب وحمل النياشين ، فهناك من الزعماء المعاصرين من بلغت القابه ثلاثة اسطر على الاقل، وبعضهم من لم تسعها شواهد القبور فمات مدفونا مخنوقا بألقابه.
هؤلاء المزهوون بتلك بالألقاب عجزوا ان يحموا طفلا غزيا وعجزوا ان يدخلوا زجاجة حليب للمحاصرين ولكنهم ينتظرون من الجمهور المزيد من التصفيق .
وحين نأخذ الامر على محمل الجد ونتساءل ما الذي يشغل هؤلاء القادة عن دمائهم وعن اطفال غزة المذبوحين من الشريان الى الشريان ، وعن ومقدساتهم المستباحة وكبريائهم الوطني المنتهك لا نجد من اجابات سوى كرة جليديه بل نصطدم بإجابات.. اننا نحمي الوطن واستقراره وننتظر المجتمع الدولي .
وكأن هذه الجراح التي تنزف من الخواصر العربية ، لم تقل لهم شيئا ولم تبلغهم الاحداث والوقائع والشواهد التاريخية، ان امنهم قد انتهك فعلا، وكان العدو لم يقل صراحة انه يريد بيتكم وأرضكم وأمنكم وحتى حياة اطفالكم ومستقبلكم.
انه شعور مزدوج بالأسى والخذلان يصيبنا بقشعريرة تبلغ النخاع ونحن نسمع ما نسمع ، ونشاهد ما نشاهد ،فيما بدا واضحا ان العدوان سيطال ارضا وشعبا خارج غزة وحتى خارج فلسطين التاريخية التي ابتلعت بخذلان اصحاب النياشين ذاتهم.
اما نحن المواطنين وبما ان الصورة والمشاهد في غزة وجنين والقدس تفضحهم يوميا وتعرينا امام اطفالنا وأنفسنا، فأننا لا نملك من الغضب الا ان نسري به انفسنا بعدم القدرة وقلة الحيلة ، وكفى الله ألمؤمنين شر القتال.
وأخيرا ماذا نقول والدم يسيل في الشوارع ، وأطفال غزة يصفعونا بنظراتهم وتحديهم للمحرقة . وهل فقدنا آخر ما تبقى من كرامتنا بحيث لا نضع انفسنا ولو لدقيقة مكان هؤلاء الذين يحرقون ويذبحون لأنهم هناك فقط.