banner
مقالات مختارة
banner

غزة.. المسيح يصلب من جديد

{clean_title}
جهينة نيوز -

المحامي معتصم صلاح.

في ظل صمت العالم الغربي على المجازر الصهيونية اليومية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ما زال نتنياهو سليل الصهيونية يستبيح من جديد الوجود المسيحي المتجذر في الاراضي المقدسة، يهاجمها بكل غطرسة وعنجهية متناسيا أن هذه المقدسات لا تخص الفلسطيني وحسب، بل قد تذرع بها أجداد حلفائه قبل قرون لتبرير حروبهم وتعليل وجودهم في فلسطين وما حولها، فها هو ما يزال يقصفها بذخائرهم قبل أن تجف يديه من دماء الأطفال الأبرياء، التي التصقت أشلائهم على ما تبقى من الجدران المهدمة والأشجار المحترقة في مذبحة المستشفى المعمداني.

هذه المستشفى التي كانت القلب الحي لمركز الارسالية الانجيلية المتكونة من مستشفى وكنيسة ومدرسة، هذه المستشفى التي صارت عنوان المذبحة والتي ذهب ضحيتها أكثر من ألف ضحية ما بين جريح وشهيد جراء قصف الطائرات، ليقطع  رأس القديس يوحنا المعمدان مرة اخرى ويضعه على مائدة نتنياهو، الذي تفنن في التعبير عن الحقد الصهيوني اليهودي لكل ما هو غير صهيوني، فأسقط غله وحنقه قبل قنابله وصواريخه على ثالث أقدم كنيسة في العالم - كنيسة القديس بريفريوس الاورثوذكسية- والتي انشئت في العام 425م  في أقدم أحياء مدينة غزة العابرة للغزاة.

في هذه  الكنيسة كان رفاة القديس برفيريوس يرقد بسلام، وكان يحتمي بجواره المؤمنين من رهبان وقسيسين ومئات المدنيين الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين الذين لم يعرفوا أنهم سيرقدون في قبره شهداء وأولياء بفعل صواريخ الطائرات الصهيونية اليهودية المدعومة من العالم الغربي بقيادة ادارة الولايات المتحدة الامريكية والتي على ما يبدو أنها تسعى لاقتلاع الجذور المسيحية من الأراضي المقدسة عبر القتل والتهجير في سبيل نقاء الدولة اليهودية مخالفة وصايا البابا غريغوري الذي حثهم قبل قرون لحمايتها من العرب والمسلمين الذين يمتزج دمهم اليوم مع إخوانهم المسيحيين في سبيل حماية المقدسات المسيحية العربية الفلسطينية، ليعبروا معا بارواحهم وأجسادهم عن وحدة مصيرهم في الحياة والموت. 

فنتنياهو الصهيوني اليهودي المنتشي من تضامن زعماء العالم الغربي مع حكومته اليمينية المتطرفة في المحرقة الجديدة في غزة لتمسي غزة هولوكست القرن الواحد والعشرين غير آبهين عن صلب نتنياهو الصهيوني اليهودي.. المسيح من جديد على جلجثة غزة، بعد أن صم العالم الغربي آذانه وأغمض عينيه عن حقيقة بأن من يحمي الجذور المسيحية في الأراضي المقدسة من الاجتثاث الصهيوني اليهودي هي المقاومة في فلسطين.
تابعو جهينة نيوز على google news