بعد إعلان دول الإستعمار إنحيازها للمحتل .. هل تعيد جمعة "طوفان الأقصى" بوصلة المشهد الشعبي العربي نحو القدس..؟

ابو عبيدة : التهجير بـ التهجير" وقد "أعذر من أنذر"
السيسي : السيسي: مصر لن تتخلى عن التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية
تساؤلات حول موعد انخراط حزب الله في المعركة
بوتين : التدهور للأوضاع في فلسطين مثال على فشل السياسة الأمريكية
الكيان المحتل يتخلى عن أسراه لدى المقاومة ويفعل "هانيبال"
الأنباط – عبد الرحمن أبو حاكمة – خليل النظامي
فيما حسمت دول الاستعمار موقفها المعروف "مسبقا" المؤيد والداعم لـ الكيان المحتل عبر البيان الخماسي الذي اصدرته (فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وأمريكيا)، وقيام الاتحاد الاوروبي بالاعلان عن قطع مساعداته عن الفلسطينيين، ومسارعة الرئيس الأميركي "جو بايدن" بـ الإعلان عن دعم حكومة "نتنياهو" بـ 8 مليار دولار، وإرسال حاملة طائرات وأسلحة متطورة.
وفي السياق ذاته، قاد وزير الخاريجة الأميريكي "لينكن" حملة ترهيب لـ كل من يقف ضد الغزاة الصهاينة، فضلا عن قيامه بـ عملية حشد واسعة وحركة تأييد حكومي من دول الغرب الاستعماري لصالح الكيان، في الوقت الذي أظهر فيه زعماء الدول الخمس حنينهم القديم إلى زمن الإستعمار والأحتلال، ضاربين بـ عرض الحائط كل ما يصلهم بـ الصوت والصورة من مجازر يرتكبها الإحتلال ضد المدنيين في فلسطين، وضاربين بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق والمعاهدات لـ "الشرعية الدولية"، والتي عبر عنها الأمين العام لـ الأمم المتحدة برفضه لـ تجويع وتعطيش وقتل شعب غزة.
الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، كان له رأي آخر حول ما يحدث في الشرق الأوسط ويقصد على الساحة الفلسطينية بـ القول: " أعتقد أن كثيرين يتفقون معي في أن التدهور الحاد للأوضاع في الشرق الأوسط هو مثال واضح على فشل السياسة الأمريكية، فقد حاولت الولايات المتحدة احتكار التسوية في الشرق الأوسط، إلا أنها لم تكن مهتمة بإيجاد حلول وسط مقبولة للجانبين، وإنما كانت تمارس ضغوطا على طرفي الصراع، دون مراعاة المصالح الأساسية للشعب الفلسطيني."
محللون ومراقبون سياسيون طرحوا العديد من التساؤلات فيما إذا ستكون الشعوب العربية على قدر التحدي وبمستوى اللحظة يوم غد الجمعة بعد أن أعلنت المقاومة النفير (جمعة طوفان الأقصى) لـ نصرة القدس والأقصى وغزة المجاهدة.
ويراقب هؤلاء ؛ التحولات الجارية في الضفة الغربية والقدس المحتلة والاراضي المحتلة عام 48، التي أخذت حيزا من دعوة الجمعة، مرجحين إستعادة "وحدة الساحة" لـ أصلها المعنوي والمادي في المناطق الفلسطينية، وهو ما بدا واضحا خلال الساعات القليلة الماضية في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة من إشتباكات مسلحة وهجمات المقاتلين المتتالية لـ معسكرات ومستوطنات العدو "الإسرائيلي"، إضافة إلى المسيرات والمظاهرات التي تشهدها مدن وبلدات الضفة وأحياء القدس.
ومن على الضفة العربية، أكد رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبد الفتاح السيسي ؛ إن مصر تؤكد أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأعرب السيسي، عن أمل مصر في التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.. مشددا على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى.
وشدد الرئيس السيسي على أن "أمن مصر القومي مسئوليته الأولى"، بـ القول : "لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، وأن الشعب المصري يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد.
وكانت مصادر أمنية مصرية قد صرحت لقناة "القاهرة الإخبارية" : إن هناك "بعض الأطراف والقوى تخدم مخطط الاحتلال "الإسرائيلي" وتمهد له مبررات الأمر الواقع لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيا وسياسيا سعى الاحتلال لطرحها على مدار الصراع العربي "الإسرائيلي" بتوطين أهالي غزة في سيناء.
وكان متحدث عسكري في جيش الإحتلال "الإسرائيلي" قال في وقت سابق: "ننصح الفلسطينيين الفارين من الضربات على غزة بالتوجه إلى مصر، في الوقت الذي قال في المتحدث باسم جيش الكيان "ريتشارد هيشت" وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز": "اقترح أن يحاول الفلسطينيون الخروج عبر معبر رفح".
وجهت كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء أمس الثلاثاء ضربة صاروخية كبيرة بمئات الصواريخ، على مدينة عسقلان المحتلة؛ رداً على جريمة تهجير العدو للفلسطينين وإجبارهم على النزوح من منازلهم في عدة مناطق من قطاع غزة.
وقالت المقاومة في بيان لها: "إذا لم يوقف الاحتلال سياسة تهجير المدنيين ستواصل المقاومة دك مدينة عسقلان حتى تهجيرها، ثم ستنتقل لتهجير مدينة أخرى”.
ويأتي قصف القسام لعسقلان المحتلة بعد انتهاء المهلة التي وجهتها المقاومة في وقت سابق من مساء اليوم الثلاثاء.
وقال الناطق العسكري باسم القسام أبو عبيدة: "رداً على جريمة تهجير العدو لأهلنا وإجبارهم على النزوح من منازلهم في عدة مناطق من قطاع غزة فإننا نمهل سكان مدينة عسقلان المحتلة لمغادرتها قبل الساعة الخامسة من مساء اليوم، وقد أعذر من أنذر..”.
ومن على الجبهة المقابلة، وفي تطور كان متوقعاً يدفع الحرب نحو أفق مفتوح على كلّ الاحتمالات، امتدت المعارك مع الاحتلال الإسرائيلي ضمن عملية "طوفان الأقصى" إلى جنوب لبنان، حيث شنّ جيش الاحتلال غارات أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف "حزب الله"، والتي رد عليها الأخير بإطلاق رشقات صاروخية نحو الأراضي المحتلة.
وكان لافتاً تحذير مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "حزب الله" من مغبة اتّخاذ "قرار خاطئ" بفتح جبهة ثانية مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً أن ذلك من بين الأسباب التي دفعت واشنطن إلى نشر مجموعة حاملة طائرات هجومية في شرق البحر المتوسط.
يأتي ذلك في الوقت الذي يرجح فيه محللون عسكريون وسياسيون أن يتطور الموقف لدى "حزب الله" الذي حدد خطا أحمر يتمثل بـ الإجتياح البري لـ غزة، وهو ما ظهر من خلال الساعات الماضية عبر قيام (المقاومة الإسلامية) بقصف معسكرات الشمال الفلسطني بـ صواريخ "كورنيت" وإستشهاد ثلاثة من المقاتلين الذين عبروا الحدود مع فلسطين، والرد الإسرائيلي بـ القصف المدفعي لقرى في جنوب لبنان ومواقع للجيش اللبناني وسط الاعلان عن إخلاء عدد من المستوطنات في شمال فلسطين، الأمر الذي ساق حزب الله لـ الاعلان في بيان له عن ؛ أن هذا هو الرد الأولي لـ استشهاد ثلاثة من المقاتلين.
المحللون أوضحوا أنه بدلا من الذهاب نحو التهدئة بضغوط دولية، يتم فتح جبهات قتال جديدة سواء على الحدود اللبنانية أو في الضفة الغربية، بينما يصب الكيان الصهيوني جم غضبه على سكان قطاع غزة، بضربات جوية لم تتوقف منذ 3 أيام، مؤكدين أن "إسرائيل" غير آبه وغير مهتمة بمصير أسراها لدى المقاومة الفلسطينية، ما يشير إلى أن "تل أبيب" قد تقدم على تفعيل بروتوكول هانيبال الخاص بالأسرى.
وبروتوكول "هانيبال" هو إجراء يستخدمه جيش الإحتلال "الإسرائيلي" لمنع خطف جنوده من قِبل المقاومة الفلسطينية أو أي طرف آخر، وصيغته المعروفة هي أن "عملية الخطف يجب أن تتوقف بكل الوسائل، حتى لو كان ذلك على حساب ضرب قواتنا وإلحاق الأذى بها".
وتم استخدام بروتوكول "هانيبال" عدة مرات منذ عام 2008 نتيجة الاشتباكات العسكرية مع قوات المقاومة الفلسطينية في غزة، ما نتج عنه في عدة مناسبات مقتل أفراد الفصائل والجنود الأسرى.
وكانت صحيفة هآرتس "الإسرائيلية"، كشفت عن ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى أكثر من 1000، مشيرة إلى أنّ 10% من سكان مستوطنات غلاف غزة وجدوا قتلى بعد انتهاء الاشتباكات.
وأضافت، أن عدد الجرحى "الإسرائيليين" قد إرتفع منذ يوم السبت إلى 2806 بينهم 106 في حالة خطيرة، وفق وزارة الصحة التابعة لـ الكيان الغاشم.
وفجر السبت الماضي، أطلقت المقاومة الفلسطينية في غزة، عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الصهاينة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي ما اسماها عملية "السيوف الحديدية" ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار الكيان المتواصل منذ 2006.