قصص جرشية: صناعة السفن في قطر... حكاية تحمل جذور التراث القديم
عمرالكعابنة
هذه المرة الأولى التي يشهد فيها مهرجان جرش مشاركة قطرية مميزة في مجال صناعة السفن الخشبية ، حيث شهد المهرجان تواجدًا لصانعي السفن من قطر، حيث تمارس هذه الحرفة التقليدية منذ الصغر وتُعتبر جزءًا من تراثهم الثقافي الغني.
ويجسد المهرجان الاحتفاء بالحرف القديمة التي كانت تستخدم في الخليج للنقل والصيد والتجارة بحراً، وكانت تحظى هذه السفن بتفضيل كبير من قبل سكان الخليج، وخاصةً عندما كانوا فيما مضى يرغبون في السفر بين الجزر والمناطق الساحلية.
القطريون كانوا في قديم الزمن يُبيعون البضائع والخيرات التي يستخرجونها من البحر ويبيعونها في بلاد الهند في عمليات تبادل تجاري، حيث يتم استيراد الأخشاب والأدوات اللازمة لتجهيزها، ويساهم القطريون منذ ذلك الحين في تنمية الصناعة وزيادة الرصيد التجاري للدولة، وذلك من خلال تقديم وعد الإنتاج والجودة.
وتسعى دولة قطر إلى المحافظة على هذا التراث القيم والتعريف بتاريخها البحري العريق، كما تُشجع الحكومة المهتمين على العمل في هذا المجال ودعم الصناعات التقليدية التي تحمل جزءًا من هوية الدولة.
من جهة أخرى، يُعتبر جمع المحار واللؤلؤ واحدة من المهن التقليدية القطرية التي ما زالت تمارسها الأجيال الجديدة، يقوم الصيادون بجمع المحار واللؤلؤ طوال النهار، وهذه المهنة تتطلب صبرًا وتحملاً كبيرين نظرًا للصعوبات التي تتعرض لها في بعض الأحيان، و يُقدر عمر هذه المهنة بمئات السنيين، وتحظى بالتقدير والاحترام من قبل السكان القطريين.
يشكل العمل التقليدي والحرف اليدوية جزءًا هامًا من التراث القطري الثقافي، حيث يستمر الأهالي في ممارسة هذه المهن بحب واهتمام، وتختلف المهن اليدوية في قطر وتتنوع بحسب اختلاف العائلات واهتماماتها، فالعائلات تعمل في مجموعة متنوعة من الحرف مثل القلافة والحدادة والصياغة، ويُقدر القطريون هذه المهن التقليدية ويعتبرونها جزءًا من هويتهم الثقافية الأصيلة.
من بين المهن القديمة التي يمارسها الأهالي هو صنع القلافة، وهي سفينة خشبية تستخدم في رحلات الصيد والنقل البحري، تشتهر قطر بصناعة القلافة الجميلة التي تحمل طابعًا ثقافيًا خاصًا، وتُشكِّل حافظة لتراثهم البحري التقليدي.
من جهة أخرى، يُعد الحدادون في قطر مهنة هامة، حيث يقومون بتشكيل وتصنيع الحديد بطرق تقليدية، ويبدعون في صناعة الأدوات المنزلية والزخارف المعدنية، هذه المهن تعكس روح الإبداع والتفاني لدى الحرفيين القطريين.
من خلال هذه الحرف التقليدية، يحافظ القطريون على تراثهم الثقافي والحفاظ على قيمهم التقليدية، ويرى الكثيرون أن هذه المهن تحمل طعمًا فريدًا من الإبداع والجمال، وتُعتبر فرصة للتعلم والترقي بالمهارات اليدوية التي تُمكِّن الشباب من الاستفادة من هذا التراث والمضي قدمًا نحو المستقبل.
تأتي هذه الحرف التقليدية في قطر بدعم من وزارة الثقافة التي تُسعى إلى المحافظة على التراث الثقافي وتعزيز دوره في نقل القيم والتاريخ للأجيال القادمة، وتُعد الحرف التقليدية مساهمة ثمينة في التراث الحضاري للدولة وتعزز من ترابط المجتمع وروح التراث بين الأجيال.
في قطر، يتميز الشباب بالتعليم منذ الصغر على أهمية الاحترام والأدب في المجالس الاجتماعية، حينما يجلس الأطفال في المجالس ويستمعون إلى الحوارات، يتم تعليمهم الأصول الأدبية والاحترام المتبادل بين الأفراد.
تُعتبر مجالس قطر مساحة هامة لتعلم الأطفال القيم الثقافية والاجتماعية، حيث يمكنهم مشاهدة وملاحظة كيفية تفاعل الكبار والأمهات مع بعضهم البعض في المجالس. تُعتبر هذه الجلسات فرصة لتحسين مهارات الاتصال والمشاركة في النقاشات بين الأفراد.
القيم التي يتعلمها الأطفال في المجالس تنعكس في سلوكهم وتصرفاتهم في المدارس والمساجد والمجتمع بشكل عام. فعندما يراعون الأدب والاحترام في تعاملهم مع الآخرين، تصبح هذه القيم جزءًا من سمعة ورصيد الفرد في المجتمع.
وفي هذا السياق، يلعب الأبوين دورًا هامًا في تعزيز هذه القيم لدى أولادهم. حيث يأخذ الآباء بناتهم إلى المجالس النسائية ليستمعن إلى المحادثات والحوارات ويتعلمن كيفية التصرف والتعامل اللائق.
علاوة على ذلك، تسهم وزارة الثقافة في تعزيز هذه القيم والتراث الثقافي للدولة من خلال دعم المهرجانات والفعاليات التي تسلط الضوء على التراث والحرف التقليدية في قطر، فالحفاظ على التراث الثقافي يعتبر جوهرًا هامًا في تعزيز الهوية الوطنية والترابط الاجتماعي.
يتمثل التراث البحري التقليدي للدولة في صناعة القلافة والتي تحتاج إلى صيانة دورية للحفاظ على جودتها والاستمرارية في استخدامها في رحلات الصيد والنقل البحري، ويساعد توظيبها وصيانتها على تعزيز سمعة الصناعة البحرية والمحافظة على التراث البحري للدولة.
في الختام، يُظهر شغف القطريين بالحفاظ على التراث والقيم التقليدية التي تمثل روح الدولة، ويتواصل التفاني في نقل هذه القيم النبيلة والتراث الثقافي للأجيال الصاعدة.