دراسة: الحر الشديد يؤثّر سلباً على النفسية
أفاد أستاذ الصحة النفسية في مستشفى كلية الطب البشري التابع لجامعة أقدنيز التركية بولاية أنطاليا، جنوبي تركيا، علي أردوغان بأنّ الارتفاع الشديد في درجات الحرارة يؤثّر سلباً على الصحة النفسية.
وذكر أردوغان، أنّ أزمة تغيّر المناخ باتت تلقي بظلالها على العالم بأسره، لا سيّما أنّ الأرصاد الجوية سجّلت في السنوات الماضية درجات حرارة مرتفعة فاقت كلّ المعدّلات المعتادة.
ولفت أردوغان إلى أنّ درجات الحرارة شديدة الارتفاع تتسبّب في اضطرابات نفسية مثل الغضب والاكتئاب، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من مشكلات الصحة النفسية. وأوضح أنّه "وسط درجات الحرارة الشديدة، تزداد اضطرابات النوم وتنخفض جودته، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة أمراض مثل الاكتئاب والقلق".
أضاف أنّ "الناس الذين يجدون صعوبة في التنفّس في خلال الطقس الحار، يعانون من مشكلات صحية عديدة، في مقدّمتها اضطراب خفقان القلب وزيادة معدّلات نوبات الهلع".
وبيّن المتخصّص في الصحة النفسية أنّ ارتفاع درجات الحرارة يتسبّب في ازدياد معدّلات التوتر والضغط النفسي عند الناس، الأمر الذي يضاعف نسب المشاجرات والمواقف المشحونة. وشرح أنّ "ارتفاع درجات الحرارة فوق معدّلاتها الطبيعية يمكن أن يتسبّب في الغضب والتهيّج والتوتّر بين الأفراد. فدرجات الحرارة المرتفعة لا تجعل أجسامنا تتعرّق فحسب، إنّما تؤثّر سلباً على صحتنا النفسية كذلك".
وفي هذا الإطار، تحدّث أردوغان عن "إمكانية أن يؤدّي الطقس الحار كذلك إلى زيادة في حوادث المرور، لأنّه يتسبّب في جملة من الاضطرابات في الانتباه والتركيز". وأوضح أنّه "مع اضطرابات الانتباه والتركيز، من الممكن ملاحظة زيادة في حوادث المرور، خصوصاً في المناطق التي تتطلب تركيزاً عالياً"، مشدّداً على أنّ "توازن درجات الحرارة مسألة مهمّة جداً بالنسبة إلى الصحة النفسية".
وأكّد أردوغان أنّه "بسبب تأثير أزمة المناخ علينا جميعاً جسدياً ونفسياً، لا بدّ لنا من الانتباه إلى تحذيرات الخبراء والمشاركة في الجهود الرامية لمكافحة أزمة المناخ". ونصح "الأشخاص الذين يدركون أنّهم يعانون من اضطراب في النوم أو يعانون من توتّر وضغط نفسي مراجعة إحدى عيادات الصحة النفسية للحصول على دعم تخصّصي، لا سيّما في فترات ارتفاع درجات الحرارة فوق معدّلاتها الطبيعية" مثلما هي الحال في هذه الأيام.
وفي سياق متصل، ذكر أردوغان أنّ زيادة سُجّلت في عدد المرضى الذين يعانون من مشكلات نفسية في خلال الطقس الحار، وأنّ الدراسات العلمية التي أُعدّت حول العالم تؤكّد الأثر السلبي لارتفاع درجات الحرارة على الصحة النفسية.
وأشار إلى أنّ الإحصاءات تظهر زيادة بنسبة 10 في المائة في عدد الزيارات للأطباء المتخصصين في الأمراض النفسية والعقلية في أقسام الطوارئ، في فترات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وحذّر أردوغان من أنّ "زيادة بنسبة 10 في المائة تُعَدّ خطرة، لا سيّما في الطقس الحار، إذ تزداد النوبات النفسية وتتفاقم كذلك حالات التوتّر. والارتفاع الشديد في درجات الحرارة قد يزيد من نوبات أمراض نفسية وعقلية من قبيل الفصام والاضطراب ثنائي القطب".
ودعا المتخصّص في الصحة النفسية الأشخاص المصابين بمثل هذه الأمراض المزمنة إلى توخّي مزيد من الحذر، خصوصاً وسط الطقس الحار، والحصول على دعم طبي في حال تعرّضهم لنوبات في خلال الارتفاع الشديد في درجات الحرارة".
وبينما أشار أردوغان إلى أنّ كبار السنّ يُصابون بالتوتّر أكثر من غيرهم في خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، قال: "من جهة أخرى، نرى أنّ النساء أكثر عرضة للآثار السلبية لارتفاع درجات الحرارة، لذا عليهنّ الحذر أكثر من الرجال من التعرّض لدرجات حرارة شديدة أعلى من المعدّلات السنوية الطبيعية".