التهديد الإجرامي الذي تشكله "البوليساريو" على المنطقة بأسرها والقارة الأفريقية
التهديد الإجرامي الذي تشكله "البوليساريو" على المنطقة بأسرها والقارة الأفريقية
الانباط -عمان
كما يعلم الجميع، فإن "البوليساريو" هي صنيعة إحدى الدول لإقامة ما يسمى بالهيمنة في منطقة شمال أفريقيا وعلى القارة الأفريقية بأسرها.
ومنذ إنشاء هذا الكيان، يواصل هذا البلد تزويده بالدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والعسكري والذي بدونه ، لا يمكنه البقاء أو حتى الوجود.
إن هذه الدولة ، بتنازلها عن جزء من أراضيها بتندوف لهذه المنظمة المزعومة ، تساهم في إدامة خمسين عاما من المعاناة والألم الذي لحق بسكان المخيمات الشهداء والمعزولين من خلال حرمانهم من أبسط حقوقهم الأساسية في حرية التنقل أو التعبير أو ببساطة حقهم في الحياة الكريمة.
كانت "البوليساريو" منذ انشائها مجموعة مسلحة وشبه عسكرية ذات إلهام ماركسي لينيني لتتحول بعد ذلك إلى تحالفات مع الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل.
وللتذكير فإن الإرهابي والمجرم المشهور في الساحل، والمعروف بإسم أبو عدنان الصحراوي، كان أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في "البوليساريو" داخل مخيمات تندوف كما هو الشأن بالنسبة لنائبه المدعو عبد الحكيم الصحراوي و الذي كان عضوا سابقا في ميليشيا "البوليساريو".
منذ عام 2008، كشفت عدة عمليات تفكيك لخلايا إرهابية مرتبطة بالجماعات الجهادية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء عن وجود روابط بين "البوليساريو" والإرهاب في المنطقة.
كما أن انتشار ووفرة الأسلحة من الاتجار الدولي في منطقة الساحل والصحراء هو واقع تم استغلاله على نطاق واسع من قبل "البوليساريو"، حيث انضم أعضاؤه إلى الحركات الإرهابية التي تكثر في هذه المنطقة لتنفيذ الأجندة التدميرية ل "البوليساريو" التي تستهدف المغرب.
والدليل على ذلك هو كثرة التصريحات ذات الطابع الحربي التي تبنوها ممثلو "البوليساريو" خلال مؤتمراتهم الزائفة التي تدعو إلى القيام بأعمال إرهابية ضد المغرب.
ومن بين الحركات الإرهابية الأخرى التي انضمت إليها، أو حتى قادتها، عناصر من "البوليساريو" نذكر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة "المرابطون"، وهي منظمة إرهابية ولدت في عام 2013 من اندماج حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا و"الموقعون بالدم" وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين وهي المنظمة العسكرية والإرهابية التي تشكلت في عام 2017 خلال حرب مالي.
وهكذا، فقد شكلت مخيمات تندوف في السنوات الأخيرة أرضا خصبة لظهور حركات إرهابية.
وتعتبر المعسكرات أساسا كاحتياطي لتجنيد الجهاديين لمختلف المنظمات الإرهابية النشطة في هذه المنطقة منذ عهد الجماعة السلفية للدعوة والقتال ، التي أصبحت لاحقا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
أما اليوم، فقد أضحت هذه المعسكرات مقرا معروفا لتزويد مختلف المنظمات التابعة لداعش بمرشحين إرهابيين ووقود للمدافع بمباركة وتواطؤ من قيادة "البوليساريو"، التي تعمل تحت العين الراضية للنظام العسكري لهذه الدولة
وقد تجلى هذا التواطؤ بين "البوليساريو" والمنظمات الإرهابية في سياق التحقيقات التي أجرتها أجهزة مكافحة الإرهاب المغربية والتفكيك المستمر للخلايا الإرهابية.
إن الذكرى الخمسين للاحتفال الزائف ب "البوليساريو" ما هي إلا ذكرى حزينة للغاية. بل هي فرصة لمضاعفة جهودنا لوضع حد لبؤرة التطرف الجديدة هاته ، والتي ترهن مستقبل منطقة وقارة بأسرها وبذلك فقد أضحت مسؤولية المجتمع الدولي بأسره.