انطلاق أعمال مؤتمر "الموهبة والتفوق والذكاء الاصطناعي في التعليم: رؤى مستقبلية" في جامعة البترا
انطلاق أعمال مؤتمر "الموهبة والتفوق والذكاء الاصطناعي في التعليم: رؤى مستقبلية" في جامعة البترا
انطلقت في جامعة البترا أعمال المؤتمر الدولي السادس عشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين تحت عنوان: "الموهبة والتفوق والذكاء الاصطناعي في التعليم: رؤى مستقبلية" الذي نظّمه المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين، تحت رعاية الأستاذ الدكتور عدنان بدران رئيس الوزراء الأسبق، والمستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها.
وقال رئيس المجلس العربي للموهوبين الأستاذ الدكتور عاطف كنعان: "إن المؤتمر جاء ليجمع حشدًا من العقول والطاقات العربية والعالمية، من أساتذة ومتخصصين ومهتمين، بغية تبادل الخبرات وزيادة الوعي العام باحتياجات أبنائنا الموهوبين والمتفوقين، وأهمية رعايتهم، وحصولهم على فرص تربوية متكافئة تنسجم مع قدراتهم واستعداداتهم بما يتفق مع ميولهم واهتماماتهم".
وأضاف كنعان: "لقد أضحت رعاية الموهوبين والمتفوقين ضرورة حتمية، وإستراتيجية عربية مهمة من إستراتيجيات التنشئة في مجتمعات اليوم... ولا يمكن لأي مجتمع أن يواكب مسيرة الأمم في نهضة شمولية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، إلا بتطوير عملية التعليم، وذلك بتحويل الصف التعليمي إلى صف مقلوب يبدأ بالنقاش والحوار، وإزاء ما نحن فيه من تقنية تطورية علينا نحن المربين أن نتساءل عن إيجابيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، ومجالات استخداماته، والاستثمار المتوقع للذكاء الاصطناعي، ومخاطره المستقبلية".
وتحدث المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها الأستاذ الدكتور عدنان بدران عن "تنمية مهارات التفكير الإبداعي في التعليم"، قائلاً: " إن من مبادئِ التربيةِ الإبداعية، تنميةَ الاتجاهاتِ الإيجابيةِ لدى الطلبةِ في العمليةِ التعلميةِ لبناءِ الفكرِ العلميِّ الموضوعيِّ الناقد، وبناءِ التساؤلِ والتقصّي والبحثِ عن المجهول. لذا، فالإبداعُ ظاهرةٌ يمكنُ بناؤُها في العقلِ الإنسانيّ بطرائق تعلّم مُدْمجةً في حَلِّ المشكلاتِ وتقصّي الحقائق، وبناءِ المهارات".
وأضاف بدران: " إن الحقائقَ العلميةَ تؤكد أنَّ احتمالَ ظهور الإبداع في سنٍّ متأخرةٍ لا يَقِلُّ عن احتمال ظهورِهِ في سنِّ االطفولة... وأن دورَ الوراثةِ في الذكاءِ أعلى بكثيرٍ من دورِها في القُدُراتِ الإبداعية. ويخضعُ الإبداعُ إلى العوامل البيئية أكثرَ من العوامل الوراثية بعكس الذكاء. وليس هناك فروقٌ بين الذكورِ والإناثِ في مسألتَي الإبداعِ والذكاء".
ودعا بدران إلى "تحديث مدخلات التعليم التي ستنقل التعليم إلى التعلم المدمج، وتنقل صورة المدرسة الحالية من حالتها المملة إلى مدرسة جاذبة للطلبة، لا يحب أن يغادرها التلميذ"، قائلاً: "علينا التركيز على مجال تدريب المعلمين وإعداد المناهج التي تتماشى مع عصر تنافسية العولمة، ومفاهيم واتجاهات حديثة ومعاصرة في التعليم".
وقال رئيس جامعة البترا الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم في كلمة بعنوان (دور جامعة البترا في رعاية الموهبة والإبداع): " إن الموهوبين هم أصحاب تفكير منطقي ونقدي وطموح عالٍ، يستطيعون أن يرَوا بعض الجوانب التي لا يستطيع الآخرون رؤيتها، وهم غالباً المقاومون للضغوط الاجتماعية"، مضيفًا: "ليس شرطًا أن يكون المتفوق شخصًا موهوبًا، فلا بد للموهوب من أن يتحلى بصفات العالم الأخلاقية والموضوعية".
وأضاف عبد الرحيم: "إن الموهبة تولد مع الشخص، ويجب أن ترعى وتنمّى في مراحلها الأولى، من خلال البيئة المحفزة، وصقل الموهبة ... ويتوجب على المؤسسات التعليمية التركيز على الأساليب الحديثة والتطبيقات العملية".
وأورد عبد الرحيم عددًا من المبادرات والممارسات التي قامت بها جامعة البترا في رعاية الموهوبين، من أهمها التحول الرقمي من خلال أتمتة الإجراءات واستخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن 20% من مقررات الجامعة تدرَّس بشكل إلكتروني كامل، و50% من مقرراتها هي مقررات مدمجة.
وألقى مدير معهد الفنون الجميلة الأستاذ حسين الدغيمات كلمة نيابة عن وزيرة الثقافة الأستاذة هيفاء النجار أشار فيها إلى أن معهد الفنون الجميلة عمل على رعاية الموهوبين من خلال دعمهم بخبرات أهل الاختصاص والابتعاد عن البرامج الأكاديمية، قائلاً: " إن الموهبة ليست مبنية على الدراسة والبرامج الأكاديمية، فنحن نعمل على تنمية الموهبة من خلال رعاية أهل الاختصاص للموهوبين".
وتحدث الدكتور طلال أبو غزالة عن "الرقمنة" مشيرًا إلى أن قيادة العالم في عصرنا الحالي لم تكن بقوة السلاح، ولكن بقوة الاقتصاد الذي جاء بفضل تقنية المعلومات والاتصالات التي كانت نتيجة لثورة المعلومات، وذكر أبو غزالة أن شركات تكنولوجيا المعلومات هي الشركات الأقوى في العالم مثل شركة جوجل قائلاً: "جوجل عبارة عن برنامج لا يحتاج مواد أولية".
وتناول مدير جامعة أم القرى الأسبق الأستاذ الدكتور بكري عساس موضوع "الذكاء الاصطناعي والموهوبين"، مشيرًا إلى أن بإمكان الروبوتات القيام بأكثر من (20) مليون وظيفة بحلول عام 2023، بحسب ما أعلنته منظمة أوكسفورد إيكونوميكس، قائلاً: "إن مجال الذكاء الاصطناعي اليوم أظهر الحاجة الماسة لمواهب بشرية ذات تخصصات جديدة".
وأضاف عساس أن "أبرز المجالات التي من المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي دور مهم فيها هي مجال خدمة العملاء، وخدمات ما بعد البيع، ومجال التعليم، ومجال الخدمات المالية كالمحاسبة والتداول والاستثمار بالإضافة إلى مجالات البرمجة والأتمتة الصناعية".
وتحدث رئيس الجامعة الأسترالية في الكويت الأستاذ الدكتور عصام زعبلاوي عن موضوع بعنوان: "الذكاء الاصطناعي طريق للأمام من أجل التعليم"، شدد فيه على ضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي في المؤسسات التعليمية مشيرًا إلى أنه بينما تبحث مؤسسات التعليم العالي في الدول المتقدمة عن توسيع مجال توظيف الذكاء الاصطناعي داخل مؤسساتها فإن مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي لا تزال في مرحلة التفكير في إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي.
وأورد زعبلاوي عددًا من الأأمثل على توظيف الذكاء الاصطناعي من بينها اعتماد تقنية التعرف إلى الوجوه في تسجيل الحضور والمغادرة في القاعات الصفية، وكذلك الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في إرشاد الطلبة عند التسجيل.
وفي نهاية الجلسة الاْفتتاحية التي قدمها الدكتور منير عجاج من جامعة البترا سلم راعي المؤتمر دولة د عدنان بدران الدروع والشهادات التكريمية للمتحدثين الرئيسين