تقرير يفضح الحضور الايراني وانخراطه بزي القوات السورية
العالم من جديد في موقف المتفرج:- عدد نازحي جنوب سوريا تجاوز 270 الفاً .
تقرير يفضح الحضور الايراني وانخراطه بزي القوات السورية
وكالات وعواصم – الانباط :- مامون العمري
أعلنت الأمم المتحدة الاثنين ان عدد النازحين في جنوب سوريا نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة للجيش السوري تجاوز 270 الفاً ، وامام هذه الارقام ما زال العالم على الجانب الانساني والدبلوماسي يمارس واقع المتفرج على وقع عمليات النظام السوري والقوات الروسية والايرانية وحزب الله العسكرية ضد العصابات الارهابية والسكان الذين ينزحون الى الخلاء بعد قرار اردني بمنع دخول لاجئيين جدد الى اراضيه ، مبرر بالاوضاع الاقتصادية الصعبة ، وتهديدات امنية محتملة من عناصر اراهابية داعشية وغيرها في صفوف الفاريين في صفوف اللاجئين، وهو ما اكدته وزيرة الدولة لشؤون الاعلام والاتصال والناطقة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات من على الحدود الاردنية هذا الاسبوع اثناء زيارة رئيس الوزراء وزير الدفاع الدكتور عمر الرزاز للحدود الشمالية الاردنية – السورية بالقول " لا أحد يختلف على أن ثمة أوجاع سورية في الداخل، من حيث المبدأ نحن نشعر بمدى الألم السوري، ولكن ثمة أولويات أردنية، أمن الأردن وأمانه، والتخفيف من الأزمة الاقتصادية".
وأشارت الغنيمات إلى سبب منع بلادها إدخال النازحين من الجنوب السوري إلى أراضيها، وذلك بحكم "واقع التنظيمات الموجودة في الداخل السوري".
المشهد وكما تقدم نقلته " الانباط " من قبل ، هو ذات المشهد اليوم ايضا اذ تشن قوات التحالف السوري – الروسي –الايراني منذ 19 حزيران عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا في جنوب سوريا، مهد الحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضد النظام السوري في منتصف اذار 2011 قبل ان تتحول الى نزاع مسلح، بهدف استعادتها بالكامل. ولا تزال مدينة درعا مقسومة بين مناطق خاضعة لقوات النظام واخرى للفصائل المسلحة.
والمشهد الذي تفاعل معه الشارع الاردني والحكومة الاردنية في هبة لتقديم المساعدات الانسانية الاساسية من المياه والخبز وحليب الاطفال والاغطية والاغذية الضرورية واستطاعت ادخال عشرات الشاحنات الى هولاء النازحيين ، وفي هذا الاطار قال الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الاردن محمد الحواري لوكالة فرانس برس "نحن امام أزمة انسانية حقيقية في جنوب سوريا".
وقال الحواري "كنا نتوقع ان يصل عدد النازحين في جنوب سوريا نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة الى مئتي ألف، لكنه تجاوز 270 الفا في وقت قياسي".
واضاف ان "عدد النازحين هناك ارتفع من 45 الفا الى 100 الف ثم الى 160 الفا، واليوم نتحدث عن أكثر من 270 الفا".
واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام باتت تسيطر على 58،8% من مساحة محافظة درعا، في حين لم تكن تسيطر لدى بدء الهجوم سوى على 30% منها. اما الفصائل المسلحة فتسيطر على 34،6% في حين يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على 6،6%..
اما المشهد العسكري فقد استعادت القوات التابعة للنظام السوري الاحد السيطرة على بلدات عدة في جنوب سوريا، فيما تواصلت المفاوضات بين الفصائل المعارضة المسلحة وممثلين عن روسيا بشأن مناطق اخرى لا تزال بايدي هذه الفصائل.
تواجه الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب سوريا، انقساما في صفوفها بين مؤيد ورافض لاتفاقات "المصالحة" التي تقترحها روسيا وتتضمن انتشار قوات النظام، حسبما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون محليون، الاثنين.
وبموجب مفاوضات تتولاها روسيا مع وفد معارض يضم مدنيين وعسكريين، انضمت العديد من المناطق بشكل منفصل، أبرزها مدينة بصرى الشام، الأحد، إلى اتفاقات تطلق دمشق عليها تسمية "مصالحة".
وتمكنت قوات النظام بفضل هذه الاتفاقات والحسم العسكري من مضاعفة مساحة سيطرتها لتصبح 60 في المئة من مساحة المحافظة الجنوبية، منذ بدء تصعيدها في التاسع من شهر يونيو الماضي.
وأعلن المفاوضون المدنيون، الاثنين، انسحابهم من وفد المعارضة، حيث قالوا في بيان موقع باسم المحامي عدنان المسالمة: "لم نحضر المفاوضات اليوم ولم نكن طرفا في أي اتفاق حصل ولن نكون أبدا".
وجاء في البيان: "عمل البعض على استثمار صدق وشجاعة الثوار الأحرار من أجل تحقيق مصالح شخصية ضيقة، أو بأفضل الشروط من أجل تحقيق مصالح آنية مناطقية تافهة على حساب الدم السوري".
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، في تصريحات لـ"فرانس برس"، إلى "انقسام في الآراء داخل الفصائل بين موافقة وأخرى رافضة للاتفاق" مع الجانب الروسي.
ويتضمن الاقتراح الذي تعرضه روسيا على ممثلي المعارضة، وفق عبد الرحمن وناشطين محليين معارضين، تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، مع عودة المؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري وسيطرة قوات النظام على معبر نصيب مع الأردن المجاور.
كما ينص الاتفاق وفق المصادر ذاتها، على تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال 6 أشهر، مع انتشار شرطة روسية في بعض البلدات.
وقال مصدر سوري معارض مواكب للمفاوضات لـ"فرانس برس"، إن "الروس يقدمون عرض المصالحة الذي سبق أن قدموه في كل مكان، مع استثناء أنه لا يتضمن خروج الراغبين"، في إشارة إلى اتفاقات الإجلاء التي كانت تقترحها على المقاتلين الرافضين للاتفاق مع الحكومة على غرار ما جرى في الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وخلال اليومين الأخيرين، انضمت 13 بلدة على الأقل في درعا إلى اتفاقات "المصالحة"، التي غالبا ما تكون مرادفة لاستسلام الفصائل بعد تصعيد القصف عليها واستعادة النظام لمناطق سيطرتها.
تنبؤات أميركية بوقوع قتال عنيف جنوب سوريا
نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ومن خلال الباحثيين حنين غدار و فيليب سميث ، وتحدث تقرير نشره المعهد عن إرسال حزب الله فرقة "الرضوان" التي وصفها بأنها من قوات النخبة التابعة له إلى "درعا" جنوب سوريا، ويقول التقرير " عندما يرسل «حزب الله» فرقة "الرضوان" - النخبة التابعة له - إلى جبهة قتال في سوريا، عادة ما يعني ذلك أنه من المنتظر وقوع قتال عنيف، وأن قوات هذه الوحدة ستشارك [في العمليات العسكرية] بشكل مكثف. وقد شوهد هذا الأسلوب طوال فترة تدخُّل «حزب الله» في الحرب، من القصير إلى حلب إلى دير الزور. وتم أيضاً نشر مقاتلي "الرضوان" بشكل مؤقت في معركة درعا عام 2017قبل أن يعمل اتفاق الحد من التصعيد على إيقاف ذلك الهجوم. أمّا اليوم، فهم يعودون إلى درعا.
ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، تقوم إيران منذ نيسان بإعادة نشر ميليشياتها الشيعية الوكيلة في جنوب سوريا، وخاصة في السويداء ودرعا والقنيطرة. وسابقاً، كانت إسرائيل والأردن قد أصدرتا تحذيرات ضد وجود قوات حليفة إيرانية بالقرب من حدودهما، ولكن بدلاً من انسحاب هذه القوات، عمد العديد من مقاتليها إلى الاندماج مع قوات نظام الأسد. كما دُمجت وحدات «حزب الله» مع "الفرقة الرابعة" من الجيش السوري و"الحرس الجمهوري"، في حين تم رصد مقاتلين من ميليشيات مثل "لواء الفاطميون" داخل "قوات النمر" تحت قيادة العميد السوري سهيل الحسن، وهم يرتدون حتى زيهم وشاراتهم.
وسواء كانوا يختبئون داخل وحدات النظام أو ينتشرون بشكل منفصل، يبدو أن وكلاء إيران وشركاءها متورطون بشدة في الهجوم الأخير على درعا. كما ينتشرون أيضاً حول منطقة دير العدس في القنيطرة، التي تقع على بعد ما يقرب من 15 كيلومتراً من هضبة الجولان. على سبيل المثال، قامت عناصر "لواء القدس" - الميليشيا الفلسطينية الموالية للأسد التي تحارب إلى جانب القوات الخاضعة لإيران منذ عام 2013، بالتبجح بتواجدها الواسع النطاق قرب القنيطرة في أيار.
وقد تكون الفصائل السورية لـ «حزب الله» مثل "لواء الإمام المهدي"- الخاضعة إلى حد كبير لمنظمتها الأم اللبنانية - ناشطة في المنطقة أيضاً بسبب دورها القتالي هناك في عام 2016. وحتى الجماعات الدرزية المدربة على يد «حزب الله» قد تكون مشاركة في حملة الجنوب، مما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى التخلص من النفوذ الإيراني.
وفي غضون ذلك، كان المسؤولون الروس مشغولين في اجتماعاتهم مع السلطات الأردنية والإسرائيلية، حيث عرضوا صفقات وقطعوا وعوداً بشأن انسحاب إيران. ومن المتوقع أن يركز الرئيسين فلاديمير بوتين و ترامب على القضية نفسها خلال اجتماع القمة المقرر عقده بينهما في منتصف تموز في باريس.
ومع تطور المعركة على درعا، يجب مراقبة قضيتين عن كثب.
أولاً، هل تستطيع روسيا فعلياً ضمان رحيل القوات الإيرانية ووكلائها من جنوب سوريا، وهي إحدى أكثر المناطق أهمية من الناحية الاستراتيجية في سوريا كلها
ثانياً، على افتراض تمكُّن بشار الأسد من طرد المعارضة السورية من درعا، فهل تستطيع قواته منع وكلاء إيران من التسلل والسيطرة على الحدود
قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت القوات الإيرانية الوكيلة تستبدل زيها للاندماج مع قوات الأسد، أو كيف تقوم بذلك، بسبب تنوع الزي الرسمي المستخدم في سوريا، ناهيك عن العديد من الأساليب المختلفة التي تتعاون بها الجماعات مع بعضها البعض. فقبل الحرب بوقت طويل، كان الجيش السوري يرتدي زياً شبيهاً جداً بالملابس المدنية الأساسية، وحتى الوحدات داخل الفرقة نفسها كانت ترتدي أحياناً زياً لا يتطابق. وبحلول عام 2011، أدى الاتجاه المتنامي للميليشيات بين القوات الموالية للأسد إلى قيام العديد من المقاتلين السوريين بارتداء الزي العسكري مع الأحذية الرياضية، وبنطلونات الجينز، والقمصان، على نحو منتظم.
ومنذ أن دخل «حزب الله» الحرب في عام 2012، تم تصوير مقاتليه بزي مختلط بشكل متكرر وعلى نحو منتظم، مما جعل من الصعب تمييزهم عن الوحدات السورية. وبدءاً من عام 2013، شوهد بعض مقاتلي «حزب الله» يرتدون زي تمويه رقمي حديث يصلح للغابات والصحاري، لكن معظمهم استخدم أنماطاً أخرى حتى وقت قريب.
بالإضافة إلى ذلك، عندما حاولت الجماعة تسويق صورتها، شدّدت على عرض رقع قماشية متخصصة، رغم أن مقاتليها تجنبوا ارتداءها في مناسبات عديدة. وبحلول منتصف عام 2013، كانت بعض القوى الميدانية ترتدي أيضاً شرائط ملونة مختلفة للدلالة على أصلها، وفقاً لأشرطة الفيديو المنشورة على الإنترنت وتعليقات المقاتلين الشيعة العراقيين السابقين الذين انتشروا إلى جانب «حزب الله». ومع ذلك، كان بعض المقاتلين الشيعة العراقيين وأعضاء «حزب الله» يرتدون بانتظام أشرطة باللون نفسه الذي يرتديه نظراؤهم في الجيش السوري.
وفي حالات أخرى، شوهد مقاتلون عراقيون فضلاً عن قوات «حزب الله» وهم يرتدون زي من التمويه يشبه نمط الغابات "M81" الذي كانت تعتمده الولايات المتحدة في حقبة الثمانينيات، وهو طراز تبناه أيضاً "الحرس الجمهوري" وبعض وحدات الجيش السوري. ويشمل ذلك "لواء الإمام الحسين"، وهي ميليشيا مقرها دمشق وتتبع [عسكرياً] لـ "الفرقة الرابعة" للجيش السوري، وتنتشر الآن في منطقة القنيطرة على نطاق واسع.
وبحلول عام 2016، أصبح التمويه الرقمي إضافة أكثر اعتيادية إلى معدات «حزب الله»، حيث روّجت الجماعة بشدة لهذا النمط على وسائل التواصل الاجتماعي لتتفاخر بزيها وترتيباتها الحديثة. ومع ذلك، لا يزال العديد من المقاتلين يرتدون الزي المختلط.
وقد شوهدت أيضاً ميليشيا شيعية أخرى، هي "لواء أبو الفضل العباس" ومركزها دمشق، ترتدي الزي نفسه الذي يعتمده «حزب الله»، بما فيه التمويه الرقمي الحديث. وفي السابق، كان أعضاء الجماعة يتعاونون مع علي جمال الجشّي (المعروف أيضاً باسم حمزة إبراهيم حيدر)، وهو قائد سابق في «حزب الله» قُتل [في اشتباكات مع «الجيش السوري الحر» في سوريا]، كان يتم تصويره بشكل منتظم مرتدياً الزي الرسمي والشارة نفسها التي كان يرتديها ضباط "الحرس الجمهوري" السوري (ومنذ ذلك الحين أزيلت هذه الصور من المصادر المتاحة لمواقع التواصل الاجتماعي). أما ميليشيا "لواء أبو الفضل العباس" فقد وصفت نفسها هي الأخرى كوحدة فرعية من "الحرس الجمهوري".
وقد لوحظ تحول مماثل في الزي بين المقاتلين الشيعة العراقيين الذين ينتمون إلى مجموعة "لواء أسد الله الغالب". وفي أوائل عام 2016، شوهدوا وهم ينتشرون إلى الشمال من قواعدهم في دمشق ويرتدون الرقع القماشية والملابس من الميليشيا السورية "لواء صقور الصحراء". وفعل العديد من مقاتلي "لواء أبو الفضل العباس" الشئ نفسه عند قتالهم في الشمال.
سجل حافل بعدم الوفاء بالوعود
علاوة على صعوبة التمييز بين الوكلاء الإيرانيين وبين قوات النظام السوري، فإن عدم تمكن روسيا عموماً أو عدم استعدادها للوفاء بوعودها في سوريا يبرر الشكوك حول ضماناتها الأمنية الأخيرة في الجنوب. على سبيل المثال، عندما استخدم الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في عام 2013 وكانت الولايات المتحدة تستعد لشن ضربات عسكرية انتقامية، ساعد بوتين على إقناع واشنطن بالامتناع عن ذلك من خلال ضمان قيام النظام بتسليم ترسانته الكيميائية. لكن الأسد احتفظ ببعض من تلك الترسانة، واستخدمها مراراً وتكراراً ضد المدنيين منذ ذلك الحين.
والأكثر من ذلك هو أنه في وقت سابق من هذا الشهر جوبهت القوات الروسية بالرفض عندما رافقت "الفرقة الحادية عشر" للجيش السوري لإخراج قوات «حزب الله» من مواقعها في بلدة القصير الحدودية. فقد كانت الخطة - التي لم تُنسّق مع إيران أو "حزب الله"- هي الاستيلاء على معبر جوسيه الحدودي مع لبنان، ثم الاقتراب من منطقة القلمون السورية. لكن قوات «حزب الله» رفضت ترك مواقعها. وبدلاً من ذلك، استدار الجنود الروس والسوريون وغادروا بعد حوالي أقل من أربع وعشرين ساعة من وصولهم، وسرعان ما عزز «حزب الله» وجوده في القصير. وتُظهر هذه الحادثة الصغيرة - التي ربما كانت محاولة روسية لاختبار رد فعل إيران - أن موسكو قد لا تكون قادرة على زحزحة وكلاء إيران بعد ترسخهم في جنوب سوريا (أو على الأقل، غير راغبة في ممارسة ضغوط عسكرية كافية لإجبارهم على ذلك).
وجود النظام يعني سيطرة إيران
في الوقت الراهن، يبدو أن إسرائيل والأردن على استعداد للسماح بوجود الجيش السوري في الجنوب. وعلى الرغم من أنه ليس سراً أن وكلاء إيران يندمجون مع قوات النظام، إلاّ أنه لا يبدو أن ذلك يزعج البلدين المجاورين طالما أن جميع هؤلاء الوكلاء يفصلون أنفسهم عن الجيش وينسحبون بعد هجوم درعا.
ومع ذلك، لا يبدو أن الضامنين المفترضين لهذا الانسحاب قادرين على ضمانه فعلاً. فقد أظهرت روسيا أنها لا تستطيع إبعاد وكلاء إيران المتواجدين على ساحات القتال. وحتى لو انسحب كل من «حزب الله» والميليشيات الأخرى على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود، فإن ذلك لن يبدد المخاوف الأوسع بشأن خطة إيران الاستراتيجية البعيدة المدى في سوريا. فقد انسحبت القوات الإيرانية وأعيد نشرها عدة مرات في أماكن كثيرة في سوريا، كما وأنّ أي تحرك تقوم به إيران لاسترضاء روسيا سيكون مؤقتاً دون شك.
أما بالنسبة إلى الفكرة القائلة بأن الأسد سيعمل على إخراج إيران بعد تحقيقه النصر، فإن عودة قواته إلى الجنوب تعني العكس من ذلك تماماً. ففي خطوة هامة نحو تحقيق أهداف طهران الطويلة المدى، سيكون وجود القوات السورية بمثابة نقطة وصل لقوات «حزب الله» وميليشيات أخرى لتعيد انتشارها بطمأنينة في الجنوب في أي وقت يحلو لها، من دون الاضطرار للتعامل مع جيوب المعارضة.
وبالتالي، لتجنب التصعيد في جنوب سوريا، ينبغي عدم السماح لقوات الأسد بإعادة احتلال المنطقة بعد معركة درعا، ولا ينبغي الوثوق بالقوات الروسية للعمل كضامن للانسحاب الإيراني. والطريقة الوحيدة المضمونة لإبقاء إيران خارج المناطق الجنوبية وبعيدة عن الجولان والأردن ستكون من خلال إقامة منطقة فاصلة خاضعة لطرف ثالث على طول الحدود الجنوبية لسوريا. وبالطبع سيشكّل وضع معالم هذه القوة تحدياً كبيراً، نظراً لأن إدارة ترامب تعارض بقاء القوات الأمريكية في سوريا، وبسبب فشل بعثات حفظ السلام الدولية السابقة التي كانت تهدف إلى تقييد «حزب الله» في أماكن أخرى (على سبيل المثال، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان). ومع ذلك، فإن الخط الذي يميّز القوات الإيرانية والسورية بات أقل وضوحاً كل يوم، وأصبحت هناك حاجة ملحة لمتابعة مثل هذه البدائل.
رسالة إسرائيلية للأسد حول الوضع في درعا.. هذا مضمونها
قالت صحيفة إسرائيلية ان حكومة الاحتلال أوصلت رسالة إلى الرئيس الأسد عبر روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن التطورات العسكرية في الجنوب السوري والمناطق القريبة من الجولان السوري المحتل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين "إسرائيليين" قولهم إن تل أبيب “لن تقبل وجودا عسكريا في المناطق الحدودية القريبة من الجولان المحتل لغير قوات من الجيش السوري”.
وأضافت أنه “تم تحديد خطوط حمر للجيش السوري من زاوية نظر الكيان الصهيوني ، في ما يتعلق بالمعارك الجارية في منطقة درعا، عبر رسالة وجهها رئيس الحرب في جيش الاحتلال غادي آيزنكوت خلال لقائه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية جوزيف دانفورد”.
ولفتت الصحيفة إلى أن تل أبيب “لن تقبل التنازل عن الخطوط الحمر فما يخص الوجود العسكري في هضبة الجولان، خاصة رفضها المطلق لوجود قوات تابعة لإيران أو لحزب الله اللبناني فيها”، وفق تعبيرها.
وأكدت حكومة الاحتلال -بحسب الصحيفة- أنها “تريد التزاما سوريا تاما باتفاقية فصل القوات لعام 1974، والتزاما بالبنود التي تحدد طبيعة الأسلحة والقوات السورية التي يمكن لها دخول المنطقة الحدودية”.
وأشارت “هآرتس” إلى أن “جيش الاحتلال يراقب المنطقة ويسعى لمعرفة هوية القوات العاملة باسم الجيش السوري في المنطقة”. كما أنه “لن يقبل تواجد قوات غيره خلال المعارك وبعد السيطرة على المنطقة”.
وتتزامن التصريحات الإسرائيلية مع الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري مدعوما من روسيا في ريف درعا جنوب البلاد، وهو الهجوم الأشد منذ أن توصلت الأردن والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في تموز/ يوليو 2017، إلى اتفاقية لخفض التصعيد بمنطقة جنوب غرب سوريا.