العين د . زهير ابو فارس يكتب : الحسين... أمير بحجم الأمل
لقد كان الأمير واضحاً في رهانه الذي عقده على الشباب الأردني، وثقته بقدراتهم وإمكاناتهم وطاقاتهم الهائلة الكامنة، وكأنه يقول لهم: أنتم وسيلة التغيير، وأنتم المستهدفون من هذا التغيير المنشود، فالتغيير بكم، ومن أجلكم، وبهمتكم سندخل معاً المستقبل بثبات وقوة وثقة بالنفس والقدرات.
لقد تحدث الأمير الشاب بصراحة وتلقائية مريحة أدخلته قلوبنا وعقولنا جميعاً، وعكست طروحاته العميقة إلماماً شاملاً وإطلاعاً واسعاً على الواقع، ومجمل قضايا الوطن السياسية والإقتصادية والإجتماعية، مع التركيز على أهمية الإصلاح الإداري. وكان تشخيصاً دقيقاً بإسلوب السهل الممتنع، موجهاً شباب الوطن إلى ضرورة التغيير الجذري في منهجية التفكير والعمل، في عالم متسارع، لا يقبل الركود والأفكار الجامدة المتوارثة، داعياً إياهم إلى قبول التحدي، والإقتحام الجريء لعالم الذكاء الإصطناعي، والصناعة الرقمية، وتكنولوجيا العصر الحديث? والمبادرة، والتكيّف المرن مع الواقع، وإجتراح الحلول الإبداعية وغير التقليدية للتحديات والصعوبات، مهما كانت، والتوجه نحو التعليم والتدريب المهني، كبديل عن التخصصات والوظائف غير المتاحة.
لقد كان الأمير الحسين في غاية الصراحة عندما تحدث عن أهمية كفاءة وشفافية الخدمات المقدمة للمواطنين، مشيراً إلى الترهل الإداري في المؤسسات العامة، وما يشكله من إحباط للمواطنين، وضرورة تحقيق نقلات نوعية في طرائق وأساليب عمل هذه المؤسسات.
إضافة إلى أن خطاب سمو ولي العهد للشباب الأردني أعطى شعوراً عارماً بالثقة بالقدرات والطاقات الكامنة غير المستغلة للتحديث المطلوب في المرحلة القادمة، الزاخرة بالتحديات والفرص.
ومن راقب القاعة في لقاء الأمير، رأى البهجة في عيون الشباب والصبايا وهو يحاورهم في تقاعل إندماجي مباشر، قلَّ نظيره، وبعفوية لا تشعر فيها أي تصنّع أو حرص على إنتقاء الكلمات التي تبقي بوناً أو مسافات بين الأمير وأخوته، وكان، وبحق، واحداً منهم، بل أن صدى هذا اللقاء الممّيز، قد لامس قلوب وعقول الشباب والصبايا على إمتداد ساحة الوطن، ونزعم أنه تعداها إلى الشباب العربي، الذين وجدوا فيه قائداً يتمتع بكاريزما إستثنائية قلّ نظيرها، حيث ينشر الإيجابية والقيم الإنسانية النبيلة، ويبث روح الأمل بالمستقبل، وسط محيط عربي و?المي مليئ بالإحباط وإنسداد الأفق، ويعج بالسوداوية، والفتن، وخطاب الكراهية، وعدم اليقين.
وبحضوره البهي، ووجهه البشوش، الذي تزينّه إبتسامته الجميلة الصادقة، وكلامه اللطيف، وصراحته النابعة من نقاء وصفاء قلبه الطيّب، والذي ينم عن خلق هاشمي رفيع، متوارث عن أجداده أشراف العرب وسادتهم، فقد سكن قلوب جميع الأردنيين، وبخاصة الشباب منهم، الذين يرون فيه القدوة والأمل في أردن المستقبل الانموذج.
وختاماً، فأن كاتب هذه السطور، لعلى قناعة أكيدة، وإيمان لا يتزعزع، في أن بلدنا بخير، وأن ولياً للعهد بهذه الصفات والسجايا والطاقات، يعطينا اليقين بقوة العرش والثقة بالمستقبل لأبنائنا وأحفادنا.
حمى الله الأردن وشعبه الطيب المعطاء، وهنيئاً لنا بالقائد المُفدى وولي عهده المحبوب.