banner
أخبار محلية
banner

الاردن يشارك الامتين العربية والاسلامية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

{clean_title}
جهينة نيوز -

 عمان 

يشارك الاردن الامتين العربية والاسلامية، اليوم الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الاول، الاحتفال بذكرى مولد سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله سبحانه وتعالى إلى البشرية جمعاء لهدايتها إلى دين الإسلام، وعبادة الله.

وكان مولده عليه السلام بمثابة انقلاب في تاريخ البشرية،اخرج الناس من الظلمات الى النور، وزالت دولة الشرك، ونشر الحق والخير والعدل بين الناس، ورفع الظلم والبغي والعدوان.

ويدعو علماء في ذكرى المولد النبوي الى إحياء القيم الحضارية العظيمة التي أرساها النبي الكريم وحقق فيها نهضة الأمة، ونقلها من واقع الضعف والجهل والذل والتمزق والفرقة، وانتقل بها إلى آفاق العلم والقوة والوحدة والتماسك، وكذلك تعزيز قيم التسامح والتعايش والتعاون الإنساني بين الناس.

ولد النبي صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، وتربّى على يد جده عبد المطلب، الذي تكفله بعد وفاة والدته آمنة بنت وهب، ثم انتقل للعيش في منزل عمه أبي طالب بعد وفاة جده، تعلّم عليه السلام التجارة وعمل في تجارة مال خديجة رضي الله عنها، كما عمل برعي الأغنام، وعرف خلال فترة عمله بالصادق الأمين.

ويقول المفتي العام للمملكة الدكتـور محــمد أحمـد الخلايلة ان شهر ربيع الاول يحمل في رياضه في كل عام ذكرى تجيش لها مشاعر المسلمين في أصقاع الأرض وهم يحيون ذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهم يستذكرون تاريخاً مضى، ويعيشون واقعاً، ويتطلعون إلى المستقبل.

ويبين ان التاريخ الذي يستذكره المسلمون بدأ قبيل مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الجزيرة العربية باصطفائه من ولد إسماعيل عليه السلام من كنانة، من قريش، من بني هاشم، فهو صلى الله عليه وسلم خيار من خيار من خيار، من اشرف القبائل العربية وخيرهم نسباً.

ويشير الخلايلة الى انه في هذه الظروف وفي الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، جاء ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم فكان أن رأت أمه آمنة حين وضعته نوراً أضاء له ما بين المشرق والمغرب، فكانت الإشارة بذلك إلى النور الذي انتشر بعد ذلك في أمة الجزيرة الأمية، نور العلم، ونور الحضارة، ونور الرحمة، ونور الخلق، ونور العدل.

ويضيف ان أول ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وذلك لبث الحياة في الأمة الأمّية والجزيرة العربية، إيذاناً بنقلة نوعية لها، من الأمّية إلى العلم، والحضارة، والمدنية، والخلق الحسن، والقيم العالمية، فكانت ولادته صلى الله عليه وسلم نوراً اهتدى به العرب، فانتقلوا إلى مصاف حضارة عالمية فاقت حضارة الفرس والرومان والهند واليونان، فوضعت الأسس والمبادئ العامة للحضارة الإنسانية، بدءا بحرية الإنسان بعد أن عانى من ويلات العبودية والاستبداد، وتلخصت بخطاب خليفة المسلمين لأحد أمرائه بقوله "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".

ويشير الدكتور الخلايلة الى قول جوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب) حيث يقول "وكلما أمعنا في دراسة حضارة العرب والمسلمين وكتبهم العلمية واختراعاتهم وفنونهم، ظهرت لنا حقائق جديدة وآفاق واسعة، ولسرعان ما رأيتَهم أصحاب الفضل في معرفة القرون الوسطى لعلوم الأقدمين، وإن جامعات الغرب لم تعرف لها مدة خمسة قرون موردًا علميًّا سوى مؤلفاتهم، وإنهم هم الذين مدّنُوا أوروبا مادة وعقلاً وأخلاقًا، وإن التاريخ لم يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه في وقت قصير، وأنه لم يَفُقْهم قوم في الإبداع الفني" .

ويقول لقد عالجت الحضارة الإسلامية التي وضع قواعدها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حاجات الحياة بمختلف جوانبها الفكرية والنفسية والروحية والجسدية والمادية ، كما بنيت دعوة النبي الكريم على العلم، مما أنتج جهابذة من العلماء في شتى مجالات العلم والمعرفة أمثال الخوارزمي والإدريسي وابن الهيثم والرازي، وابن سينا، والفارابي، والكندي، وابن بطوطة، والمسعودي، وابن البيطار، وابن النفيس، وجابر بن حيان، وغيرهم الكثير ممن أفادوا الإنسانية وقدموا لحضارة العالم أصول العلم وقواعد المعرفة، وهو ما أفاد منه الأوربيون في بناء حضارتهم.

ويضيف "في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم يستذكر المسلمون هذا التاريخ التليد مستشعرين نشوة الظفر والعزة التي عاشوها ذات يوم، ثم يفيقون على واقع مؤلم من التفرقة والضعف والتشرذم والصراع والاقتتال الداخلي، ما ينتج عنه ضعف التحصين الداخلي فأصبحوا غثاء كغثاء السيل، فنزع الله تعالى المهابة منهم من صدور أعدائهم فتطاولوا عليهم، واعتلوا أسوارهم، أضف إلى ذلك أنهم أصبحوا في ذيل الحضارة الإنسانية، وهم أمة (اقرأ) وأمة خاتم الأنبياء والمرسلين".

ويدعو المسلمين وهم يستذكرون ذكرى المولد النبي الشريف إلى العودة إلى سالف مجدنا ونهضة حضارتنا وأن نحيي أعمالنا وعقولنا عند هدي النبي صلى الله عيه وسلم ونشخذ الهمم ، قائلا : نحن أمة خاتم الأنبياء والمرسلين وخير أمة أخرجت للناس، تمرض ولكن لا تموت: (وتلك الأيام نداولها بين الناس)آل عمران/140، وأملنا بالله كبير ولا شك أن شمسنا ستشرق من جديد، (ويقولون متى هو، قل عسى أن يكون قريبا)الإسراء/51.

إحياء القيم الحضارية

من جانبه يقول عميد كلية الشريعة بالجامعة الأردنية الدكتور عبدالرحمن الكيلاني ان ذكرى المولد النبوي الشريف تأتي في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى هديه العظيم، وخلقه الكريم، وتوجيهه الحكيم، صلوات ربي وسلامه عليه .

ويضيف ان ذكرى المولد النبوي تضعنا اليوم أمام مسؤوليتنا وواجبنا في إحياء القيم الحضارية العظيمة التي أرساها النبي الكريم وحقق فيها نهضة الأمة وإنقاذها من واقع الضعف والجهل والذل والتمزق والفرقة، وانتقل بها إلى آفاق العلم والقوة والوحدة والتماسك، مشيرا الى انه إذا كنا نفرح ونسعد في يوم مولده عليه السلام إيمانا به حبا له وتعظيما لمقامه الكريم، فإن هذا الحب والحنان ينبغي أن يحملنا للاقتداء بأخلاقه والمضي على منهجه عليه السلام في حياتنا كلها.

ويوضح ان الود والتآلف والتسامح ينبغي أن يشيع بيننا، بمحاربة العصبيات الجاهلية والدعوات البغيضة التي تدعو إلى التدابر والتنازع والتقاطع، وبالحرص على تعزيز قيم التعايش والتعاون الإنساني التي كان يدعو إليها النبي الكريم بقوله " كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" ، وبالحفاظ على أمن أوطاننا وبلادنا لأن الدفاع عن أمن الأوطان وقوتها هو تطبيق عملي للتعاليم الكريمة التي أمر بها صاحب الذكرى صلوات ربي وسلامه عليه .

ويقول : إذا كان قد حيل بيننا وبين رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم تكتحل أعيننا بمَرآه وحُجبنا عن رؤيته بزمن يبلغ مداه خمسة عشر قرناً، فإننا نستطيع أن نراه كل يوم عندما نقيم أخلاقه الكريمة في حياتنا فرديا وأسريا واجتماعيا وإنسانيا، وعندما تظهر فينا الرحمة بالخلق والإحسان إلى الناس، وعندما نتحلى بالصبر على الشدائد والثبات على الحق، وعندما نحرص على إتقان العمل والإبداع في الإنجاز، وعندما نحفظ العهود والمواثيق ونتحلى بالأمانة بالفعل والصدق بالقول والإخلاص في الضمير، وعندما نصبح كما كان عليه السلام قرآنا يمشي على الأرض .

 

تابعو جهينة نيوز على google news