النزاع حول تقنية الذكاء الاصطناعي..تطبيق واستفادة
لنعد في الزمان عشرة سنين إلى الوراء: يا ترى ما الذي دفعنا إلى التحول نحو الأجهزة الذكية عوضاً عن الأجهزة العادية؟ هل تبدو الأجهزة الذكية أكثر جاذبية أم بسبب الخصائص الذكية التي تتمتع بها؟ قد يكون السبب هو الميزات الفريدة للتطبيقات المتوفرة في الأجهزة الذكية أو ربما لتجربة الجديد الذي تقدمه هذه الأجهزة أو حتى لأسباب أخرى.
استخدامات لامحدودة للذكاء الاصطناعي
تتجاوز استخدامات الذكاء الاصطناعي الأجهزة الذكية، فيمكن استخدامها في الحقل الطبي لدقة التنفيذ التي لا تقبل الخطأ، وخدمة العملاء في العديد من الجهات، بالإضافة إلى التنبؤات المختلفة المبنية على تحليل كم كبير من البيانات بشكل تلقائي. ومن اللافت أن ما يُهم حالياً هو التفكير جدياً في كيفية تطبيق هذه الأفكار المُثيرة على الأجهزة الخلوية. أما في مجال الأجهزة الذكية، قد يكون من غير السهل سواءً من الناحية التقنية أو التجارية دمج المُطورين مع البيئة المُناسبة للابتكار، بالإضافة إلى خلق مُعيقات صناعية في وجه تقنية الذكاء الاصطناعي في الأجهزة الخلوية وسط عالم بدأ بالفعل في توظيف هذه التقنية، خاصة وأن النزاع على آليات تطوير هذه التقنية قد بدأت مسبقاً بين شركات التكنولوجيا العِملاقة.
المهارات المطلوبة لتطوير تقنية الذكاء الاصطناعي
عند دراسة الأجهزة الذكية التي تحتوي "تقنية الذكاء الاصطناعي" مثل جهاز Huawei Mate 10 والذي تم طرحه العام الماضي كأول جهاز يحوي هذه التقنية، سنجد أن عمالقة الصناعة طبقوا التقنية الجديدة في أجهزتهم بنسب مختلفة وعلى مواصفات محددة، دون طابع عام يحكم هذا التطبيق. أما في Huawei فقد شملت تقنية الذكاء الاصطناعي المواصفات كافة، من التصوير وجوانبه المختلفة وصولا إلى إعادة الشحن فائق السرعة وتوفير استهلاك الطاقة وغيرها. وكان من المستغرب أن لا يتم تطبيق هذه التقنية "الثورية" في كافة نواحي مواصفات الأجهزة الذكية، لما ستحدثه من تغيير في مستوى الخدمة، باستثناء أجهزة Huawei التي استفادت إلى الحد الأقصى بكل معنى الكلمة.
تجربة العملاق الصيني “Huawei” مع الذكاء الاصطناعي
كان لــ Huawei تجربة مختلفة تماما مع هذه التقنية المستقبلية، فلن تجد أنها قبلت بتطبيق جزئي أو استفادة نسبية، وظهر هذا جلياً في النقلة النوعية لتجربة الاستخدام في أجهزتها التي احتوت الذكاء الاصطناعي، منها Huawei Mate 10 و Huawei P20 Pro وغيرها. ومن أهم المواصفات التي انتقلت إلى مستوى جديد كليا تجربة التصوير، فعند تطبيق الذكاء الاصطناعي عليها أصبح بإمكان الكاميرا التعرف على العناصر بسيناريوهات تصوير تتجاوز الـ500، بحيث يتم ضبط الإعدادات من سرعة الغالق وامتصاص الضوء، وحتى زاوية الالتقاط وغيرها، ليحصل المستخدم بالمحصلة على أفضل النتائج الممكنة والتي نجدها مطابقة لتلك الملتقطة بواسطة الكاميرات الاحترافية المخصصة. ومن الأمثلة الأخرى على الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي جانب توزيع استهلاك الطاقة، حيث أن أجهزة Huawei تمنح فترات استخدام طويلة جدا، بفضل انتقاء التطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وإطفاء الأقل أهمية تلقائيا، وغيرها من المواصفات ليس آخرها الترجمة الفورية القائمة على تحليل كم هائل من البيانات لحظيا، ومراقبة عملية الشحن لتظل آمنة حتى مع السرعة الفائقة.
النزاع حول الذكاء الاصطناعي : أبرز العوامل التي تُحدد هذا النزاع
عندما يكون هنالك ضرورة مُلحة لفهم التطورات التكنولوجية، تبرز بعض العوامل التي تُحدد مسار عملية التطور بين التطبيقات المُختلفة و رواد التطوير، وأول ما يتم البدء به الحد من المُعيقات التي قد تكون على مُستويات مُختلفة ومنها الصعوبات التكنولوجية وتكلفة التجربة والتعلم والنقل واختبار التوافق، حيثُ يصعُب على المُطورين توفير الوقت والمال اللازمين لمواجهة كُل تلك التحديات، بالإضافة إلى التفكير ملياً فيما يتعلق باختبار التوافق وعمليات التحول الخاصة بالنطاقات المُختلفة.
ويمكن للمطورين الذين لا يملكون المعرفة الكافية بالخوارزميات تطوير تطبيقات عالية الجودة من الذكاء الاصطناعي بحسب احتياجاتهم الخاصة، وذلك من خلال طرح واجهة برمجة التطبيقات، أو تحسين وظائف الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الجاهزة الأخرى من ناحية السرعة والكفاءة، وذلك لتجنب التكلفة المرتفعة وتجربة التطور المُرهقة. ولا يعني ذلك بالفعل أنه لا يتعين على المطورين فهم الخوارزميات، بل لا بد من تفهم الاحتياجات المختلفة لهم ومنحهم الخيارات اللازمة لتحسين عملهم.
تجربة الشركات المنافسة مع الذكاء الاصطناعي
عند ترقية منصة HiAI التي أطلقتها Huawei إلى النسخة 2.0 أصبحت متوافقة تماما مع كافة النطاقات الخاصة بعمليات التطوير، مما منحها أفضلية لدى جميع المطورين حول العالم، وأصبحت الوجهة الأولى لهم بلا منازع. وفي ذات المجال أعلنت العديد من الشركات الصينية العملاقة من أمثال Kuaishou وDouyin وMeitu، عن نيتها التعاون مع شركة Huawei ونطاق الـ HiAI. عملت شركة Kuaishou مثلا على تطوير مؤثرات جديدة في مجال البث المُباشر وتتبع الملامح وحركات الجسد وتطبيقات تحديد السيناريو وكان لكل شركة أخرى تجربتها الخاصة مع المنصة المتطورة. أما شركة Google فقد طرحت العام الماضي برنامج الـ TensorFlow Lite الذي يتشابه في نطاق عمله مع آلية توظيف شركة Huawei لتقنية الذكاء الاصطناعي بطريقة إلكترونية، بيد أن طريقة عمل برنامج شركة Google تختلف قليلاً. ففي الوقت الذي يقوم عمل نطاق الـ HiAI على المزايا والمُنتجات الخاصة بتقنية الذكاء الاصطناعي والتي توفرها الشركة، يستند برنامج الـ TFlite في عمله على نطاق التجربة والتعلم الخاص بـ TensorFlow، حيثُ يتم مُساعدة المُطورين في تشغيل وتطوير نماذج للتعلم على أجهزتهم الخاصة، ويبرز هنا وجه الاختلاف من حيث التركيز على تطوير الخوارزميات أكثر من التطبيقات والنواحي التجارية.
أما شركة "أبل" العملاقة فقد قامت سابقاً بطرح نطاق الـ Core ML للتعليم الآلي على منصة التطوير الـ iOS، وتوفر حالياً واجهتين لبرمجة التطبيقات، وهما الـ Vision API و الـ Natural Language Processing ، والتي تسمح بالتعلم الآلي اللحظي والخصائص اللغوية المطورة.
لم تتأخر أي شركة لها باع في مجال التقنية والذكاء عن الالتحاق بركب المنافسة المحتدمة، ولكن الفرق هنا يكمن في التطبيق الجريء دون تردد مع الاهتمام المتواصل بالبحث والتطوير، وبين الانتظار والتباطؤ في التطبيق، مما فتح الآفاق أمام Huawei بالتفرد والانطلاق بسرعة الضوء نحو التقنية المستقبلية التي غيرت ملامح العصر القادم من التقنية وتطبيقاتها في حياتنا اليومية.