2024-05-14 - الثلاثاء
banner
اقتصاد
banner

الشراكة بين القطاعين العام والخاص .. طريق للنمو واستقطاب الاستثمارات

{clean_title}
جهينة نيوز -
يرتهن النمو الاقتصادي المنشود، بقدرة القطاعين العام والخاص على توطيد شراكة حقيقية، لإنشاء مشاريع ذات جدوى، وقادرة ‏على استقطاب المستثمرين ووضع المملكة على الخارطة الاستثمارية للمنطقة‎. 
ويرى ممثلون للقطاع الخاص وخبراء، أن السنوات الماضية، حملت عدة محاولات لإيجاد أواصر شراكة مع القطاع العام، أبرزها ‏استحداث وحدة لذلك، إلا أن تطبيق القانون، وبعض المعيقات الإدارية؛ وتكاليف الأعمال، والقدرة على المنافسة، حالت وفق رأيهم ‏دون تفعيل ذلك‎. 
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني، أشار خلال اجتماع عقد في قصر الحسينية، في كانون الثاني الماضي، لمتابعة خطة الحكومة ‏للاستثمار؛ إلى ضرورة تسريع مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإيجاد فرص استثمارية جديدة تساهم عوائدها في ‏نمو الاقتصاد‎. 
وتهدف الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وفق قانون مشروعات الشراكة بين القطاعين رقم 17 لسنة 2020، إلى المساهمة ‏في إنشاء البنية التحتية العامة والمرافق العامة أو إعادة تأهيلها أو تشغيلها أو صيانتها أو إدارتها أو تطويرها، وتقديم الخدمات ‏العامة وتوفير تمويل للمشروعات الحكومية، وتنفيذ مشروعات الشراكة التي تحقق القيمة المضافة مقابل المال وجودة الخدمات، ‏والاستفادة من الخبرة والمعرفة الفنية والتقنية الحديثة لدى القطاع الخاص في إنشاء المشروعات وإدارتها‎. 
وأكد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، خلال لقائه رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أوديل رينو باسو، أخيرا، ‏عزم الحكومة إصدار قانون جديد للشراكة بين القطاعين العام والخاص، للحد من المعيقات التي يتضمنها القانون الحالي، أمام تنفيذ ‏العديد من المشروعات التنموية والخدمية‎. 
وقال رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين، حمدي الطباع، إنه عند تقييم فاعلية القوانين الناظمة لمشاريع الشراكة بين القطاعين ‏العام والخاص، سواء القانون المعمول به حالياً والذي تم إقراره في عام 2020، أو القانون السابق عام 2014؛ فمن الملاحظ عدم ‏تمكن القانون من تفعيل مشاريع الشراكة لتصل إلى المستوى المأمول، وبما يساهم بنحو إيجابي وملموس في زيادة الاستثمارات ‏ودعم البيئة الاستثمارية ودفع عجلة النمو الاقتصادي‎. 
وأشار إلى عدم التشاور مع القطاع الخاص عند إقرار القانون أو الاستفادة من خبراته الواسعة في مجال الاستثمار وإقامة ‏المشاريع، رغم أنه شريك مهم وأساسي، لضمان نجاح مشاريع الشراكة، فالقطاع الخاص هو المستثمر الرئيسي، والحكومة هي ‏المنظمة‎. 
واعتبر أن "عنوان موضوع الشراكة بين القطاعين غير دقيق فكلٌ له خصوصية وعليه مسؤولية، لذا يمكن اقتراح أن يكون هناك ‏تعاون وتنسيق وتشاور بدلاً من الشراكة، وأن يكون للحكومة قناعة تامة بدور القطاع الخاص في التنمية‎". 
وفيما يتعلق بأسباب عدم نجاح القانون؛ بين الطباع وجود عوامل عديدة ومتداخلة منها ما يعود للبيئة التنظيمية والاستثمارية ‏ومنها ما يعود لنصوص القانون نفسها، ومن أبرز هذه الأسباب، الإجراءات الإدارية "المعقدة" التي أثرت على تطبيق القانون، ‏وهي نفسها المتمثلة بالمعوقات الاستثمارية؛ كالبيروقراطية وعدم وضوح العديد من المتطلبات والإجراءات المتعلقة بتنفيذ مشاريع ‏الشراكة‎. 
ولفت الطباع إلى أن جمعية رجال الأعمال الأردنيين، أعدّت ملاحظاتها عندما كان القانون موضع نقاش في عام 2020، مبيناً أن ‏عدم وجود دور استشاري للقطاع الخاص يساهم في متابعة مشاريع الشراكة ومدى مساهمتها الاقتصادية ويكون له دور في اختيار ‏المشاريع ضمن لجنة محددة لتلك الغايات، وحصر دور القطاع الخاص كجهة تمويلية فقط، هو من أحد الأسباب الرئيسية لعدم نجاح ‏القانون من وجهة نظر مجتمع الأعمال الأردني‎. 
وأكد أن نجاح مشاريع الشراكة لا يقتصر فقط على توافر التشريعات والأنظمة، بل يتطلب لنجاح القانون العمل جنباً إلى جنب على ‏تعزيز الحوكمة والشفافية والإفصاح والمساءلة، بهدف تعزيز التنافسية وتوفير المتطلبات الأساسية لنجاح قانون الشراكة، مع ‏توافر آليات واضحة لإدارة المشاريع واختيارها‎. 
وعدّد الطباع مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تضعها الحكومة بعين الاعتبار في حال التعديل على القانون الحالي، لضمان ‏نجاحه، من أهمها، العمل على الاستفادة من الخبرة والمعرفة الفنية والتقنية لدى القطاع الخاص في إنشاء المشروعات وإدارتها ‏من خلال إشراك ممثلين من القطاع الخاص، ضمن لجنة تهدف إلى مساهمة القطاع الخاص كجهة استشارية، وتوسيع نطاق ‏مساهمة القطاع الخاص بنحو فعلي وملموس، خاصة فيما يتعلق بتقييم دراسات الجدوى الاقتصادية لمشاريع الشراكة المحتملة ‏لدورها المهم في نجاح المشروع في المستقبل واستفادة جميع الأطراف منه‎. 
واقترح إيجاد آليات وبرامج عمل، موجهة نحو مساعدة الجهات المتعاقدة من قبل القطاع الخاص على إنشاء مشروع يندرج ضمن ‏مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، في الحصول على التراخيص والموافقات اللازمة للبدء بالمشروع، وأن يتم ‏تخصيص جهة ضمن بنود القانون، تتابع وتنسق مع وزارة الاستثمار ضمن وحدة مشروعات الشراكة‎. 
وأكد أهمية اتسام الإطار التشريعي للقانون بعدم التعقيد وسهولة التطبيق والتنفيذ على أرض الواقع، بالإضافة إلى أهمية أن تكون ‏مواد القانون واضحة لتجنب حالات اللُّبس والتعقيد التي يعاني منها القطاع الخاص باستمرار‎. 
وبين أهمية أن يتيح القانون وبنص صريح، الاستثمار في جميع القطاعات الاقتصادية دون فرض قيود وذلك لإتاحة المجال لإقامة ‏مشاريع استثمارية متنوعة في مختلف القطاعات، على أن يتم تحديد القطاعات ذات الأولوية بناءً على تطلعات المستثمرين ‏والقطاعات الأكثر إقبالاً للاستثمار من قبلهم‎. 
ودعا لتخصيص لجنة لمتابعة تحقيق شركة المشروع القيمة المضافة والعوائد الاقتصادية المتفق عليها خلال فترة عمر المشروع، ‏بحيث يكون هناك متابعة متواصلة وفق جداول زمنية وآليات عمل محددة بدقة كبيرة، إلى جانب التشديد على ضرورة الإفصاح ‏المستمر لضمان الشفافية وزيادة ثقة المستثمرين بمشاريع الشراكة بين القطاعين الخاص والعام‎. 
من جانبها، قالت النائب الأول لأمين عام حزب الميثاق الوطني، ريم بدران، إن الإجراءات والمعايير اللازمة لمشاريع الشراكة بين ‏القطاعين، غير واضحة، مما يصعب عملية تقييم أفضل الشركات للقيام بتنفيذ المشاريع، بالإضافة إلى صعوبة معرفة المعلومات ‏اللازمة لتقييم المشاريع المؤهلة للطرح على طاولة الشراكة‎. 
وأضافت بدران إن الحكومة طرحت العديد من العطاءات للمشاريع، دون اللجوء لقانون الشراكة، بسبب إدراكها لوجود مشاكل فيه، ‏مشيرة إلى ضرورة وضع معايير واضحة للمشاريع المؤهلة للشراكة، وتوفير المعلومات الشفافة حول آليات التقييم والمساءلة‎. 
وأكدت ضرورة توفير الحماية للعمالة المحلية في المشاريع التي تنضوي تحت إطار الشراكة، وتشجيع مشاركة المجتمع المدني ‏والقطاع الخاص في وضع أطر القانون في المرحلة المقبلة‎. 
وأشارت بدران إلى وجود مشاريع ناجحة بالفعل، يمكن البناء عليها، مثل مشروع مطار الملكة علياء الدولي، الذي يعد نموذجاً ‏ناجحاً لمشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من خلال وجود شركة استشارية دولية وفرت مهنية عالية في طرح العطاء‎. 
‎ 
‎-- (‎بترا‎)‎

تابعو جهينة نيوز على google news